الوقت المناسب لإنجاب الطفل الثاني
سمية الشايع
منذ 15 سنةيقدم لك هذا التقرير صورة واضحة حول الإيجابيات والسلبيات في اختيارك للوقت المناسب لإنجاب طفلك الثاني، وما هي الميزات أو المشكلات فيما قررت إنجاب طفلك الثاني مباشرة بعد الأول أو الانتظار لفترة قصيرة.
حين يكون الفارق أقل من سنتين:
حين يكون الفارق أقل من سنتين:
يعترف جيسن ميريل، القاطن في فلوريسانت بولاية ميزوري، بأن العيش مع طفلتين يفصلهما ثلاثة عشر شهراً هو كالعيش في زوبعة، و يقول: "إننا لم نكن ندرك تماماً صعوبة ما ستؤول إليه الحال لو أنجبنا طفلين يفصلهما هذا الفاصل القصير، لكن لا تسيئوا فهمي— فابنتانا غايةً في المرح؛ اصطحبناهما قبل أيام إلى المتنزه، فقامت ناتالي ذات السنتين و أختها مادي ذات الثلاث سنوات بمطاردة البط حول البركة، وكان ذلك لا يقدر بثمن".
غالباً ما يقع الآباء الجدد في حيرة من أمرهم حيال الوقت الأنسب لإنجاب الطفل الثاني. هل إنجاب طفلين على فترات متقاربة فكرة جيدة؟ أم هل يُفضّل تأجيل ذلك لبضع سنوات؟
سألنا الآباء الذين جربوا كلتا الطريقتين و كذلك الباحثين في شؤون الأشقاء ليوازنوا بين إيجابيات إنجاب الأطفال على فترات متقاربة أو متباعدة و سلبيات ذلك.
حين يكون الفارق أقل من سنتين
الإيجابيات:
أصدقاء في البيت. تقول سيبيل هارت" الحاصلة على درجة الدكتوراه، و أستاذ مشارك في التنمية البشرية و الدراسات العائلية في جامعة تكساس-تك، في لوبوك": غالباً ما ينشأ الأطفال المتقاربون بالعمر كأصدقاء، و حتى لو حدث بينهم شجار فإن باعثهم لحل المشكلات أدعى من غيرهم لأن كل واحد منهم يحتاج الآخر ليكون رفيقه في اللعب.
مراحل متشابهة. إنه من السهل جداً تسلية طفلين متقاربين بالعمر و شغل أوقاتهما مقارنةً بتسلية الأطفال المتباعدين بالعمر، إذ لا يلزمك انتقاء قصة بسيطة الأحداث لقراءتها على أحدهما، و من ثم تغيير القصة لتتناسب مع عقلية الطفل الآخر الأكثر تطوراً، كما أنه لن يكون هناك من يستجديك لمشاركته لعبة البسيطة ، في حين يصر الآخر على لعبة الأكثر تعقيداً. و في النهاية يمكنكم التصفيق سوياً على أناشيد طفولية دون أن يزدري ذلك أحد.
اختصار فترة القيام بأعباء الأطفال: حين تنجبين طفلين متعاقبين فإنك تكثفين الأعمال المقيتة، و قد يتطلب الأمر تغيير الحفائض أكثر من مرة في الوقت الواحد، هذا غير البكاء المتزايد و العراك على كوب الرشف، لكن ما إن تنتهين من هذه المرحلة و ما تتطلبه من أعباء ستنتقلين بعد ذلك لحياة أكثر استقراراً تمنحك فرصة الاستمتاع بأسرتك.
مشاطرة الأب للمهام: يمكن أن يكون إنجاب طفلين في غضون سنتين أمراً مفيداً بالفعل لعلاقتكم الزوجية، و يعود السبب تحديداً إلى أن الأمر يقتضي الكثير من المطالب. تقول د. هارت: "حين يكون لديك طفل واحد فقط، فغالباً ما سينتهي بكِ المطاف مع طفلك و سينسحب الأب - لأنه يشعر بأنه مُهمَل و أن زوجته معنية بإنجاز الأعمال بطريقتها الخاصة منفردة"، لكن متى ما حلّ الطفل الجديد، فستتنازع الأعباء الزوج – و سيشعر كلا الوالدين بأنهما معاً.
وقت للعمل: إن أردت التفرغ التام لأطفالك و البقاء في المنزل حتى يبلغوا سن المدرسة قبل معاودتك العمل، فلن تضطري لتعليق مهنتك لفترة طويلة جداً.
السلبيات:
إرهاق مستمر: تقول لوري كرايمر" الحاصلة على درجة الدكتوراه، و أستاذة الدراسات العائلية التطبيقية في جامعة إيلينوي في أوربانا- تشامباين": إن إنجاب طفلين متعاقبين لهو أمر مُنهِك جسدياً بلا شك، و من لديه طفلان لم يتقنا التواصل اللفظي بعد و يضجرا سريعاً من شأنه أن يُستنزف عاطفياً، و يزداد الأمر صعوبة إن لم يكن أحد من أفراد عائلتك أو أصدقائك بالقرب منك ليمد لك يد العون.
مصاريف مكثفة: قد تتراكم التكاليف المضاعفة للحفاظ و رعاية الطفل بالفعل، كما لا تنسي أنك ستدفعين فاتورتي رسوم للكلية في نفس الوقت.
صعوبة التوفيق بين مسؤوليات العمل والمنزل: تقول د.كرايمر: "غالباً ما تشعر الأمهات بأنهن مجبرات على التخلي عن وظائفهن متى ما أنجبن الطفل الثاني، و يعود السبب في ذلك إلى كل تلك المطالب المتزايدة التي تطرأ حينها". كما أن أخذ إجازتي أمومة لمرتين متتاليتين قد يشكل عبئاً اقتصادياً على عائلتك و قد يؤثر سلباً على مسارك الوظيفي.
حين يكون الفارق من سنتين إلى 4 سنوات
الإيجابيات
حصول كل طفل على كفايته من الدلال: ينعم طفلك الأول باحتلاله مركز الاهتمام لعدة سنوات هي الأثمن في عمره. تقول هينا خان، القاطنة في روكفيل، بولاية ميريلند: "أشعر كما لو أن ابني بلال ذا الثلاث سنوات قد استوفى كامل المدة التي يحتاج أن يكون فيها طفلاً، و هو الآن كبير بما فيه الكفاية ليلتحق برياض الأطفال، لذا أستطيع الاستمتاع بوقت خاص مع طفلي الثاني دون الشعور بالذنب، و لو كان هناك طفلان يتنافسان على حضني فسأضجر من ذلك بلا شك."
زملاء في اللعب: إن هذا الفارق العمري يعد قصيراً إذ مازال يسمح للأطفال بإيجاد نشاطات يستمعون بها جميعاً، و قد يتحمس الطفل ذو الثلاث سنوات لتعريف أخيه الأصغر باللُعَب ، كما يمكن أن يشترك الطفل ذو السنتين مع أخيه ذي الخمس سنوات في بناء القلاع.
علاقات زوجية أقل توترا: إن إنجاب طفلين يفصلهما بضع سنوات من شأنه الترويح عن الزوجين بعض الشيء، و لن تضطري لبحث المواضيع التي تخص ما ستواجهينه من واجبات تجاه طفلين صغيرين مع زوجك باستمرار، كما أنه سيكون لديك طاقة كافية لكلا الطفلين على الأرجح لأنك قد حصلت على راحة أكبر نوعاً ما مقارنة بالأزواج الذين أنجبوا طفلين متعاقبين.
كسب الوقت لاستعادة عافيتك: تقول اختصاصية علم النفس ديبي جلاسير، الحاصلة على درجة الدكتوراه، و الرئيس السابق لشبكة التربية الأبوية الوطنية : إن الانتظار لثلاث سنوات يمنحك فرصة لترتيب حياتك– لتمارسي التمارين الرياضية التي تعيد لك قوامك السابق و لتتعافي نفسياً من الظروف القاسية التي مررت بها مع طفلك الأول.
السلبيات
ثنائي متنافر: تقول د. هارت أنه قد يستاء الأشقاء من بعضهم البعض بسبب أنه يتوجب عليهم دائماً الاشتراك في عمل الأشياء. يحب الأطفال المتقاربون بالعمر مشاهدة نفس الفلم؛ أما الأطفال الذين يفرقهم فاصل أكبر فلا يحبذون أن يطلب أحد منهم ذلك من الأساس، لكن الأطفال الذين يفصلهم سنتان إلى أربع سنوات غالباً ما يُجبرون على رفقة ليس محببة إليهم بالضرورة.
التنافس على ماما: وفقاً لنتائج البحث الذي أجرته د. كرايمر فإن الطفل ذو الثلاث سنوات لا ينشغل بأصدقائه على عكس الأطفال الأكبر سناً، و قد يمر بوقت عصيب ليتكيف مع الشقيق الجديد. الاحتمالات هي أن طفلتك الأولى قد اعتادت على أن تكوني رفيقتها المهتمة في اللعب و ستضجر كلما انشغلت عن مساعدتها في لعبة تركيب الصور أو عن اللعب معها.
حين يكون الفارق أكثر من 5 سنوات
الإيجابيات
المزيد من أيدِ العون: قد يتحول طفلك الأكبر إلى مساعد صغير إن كنت ذات حظ وفير، و يمكنك عندها أن تطلبي منه إحضار مناديل الأطفال المبللة حين تقومين بتغيير حفاظ أخيه الصغير.
أدوار خاصة: يصبح طفلك الأكبر مثالاً في التربية يحتذي به أخوه الأصغر، و يستفيد من نصائحه الحكيمة، كما سيكون طفلك الأول قادراً على إرشاد أشقائه في شتى نواحي الحياة: كاختيار جماعة الأصدقاء، و حين التقدم بطلب الالتحاق بالكلية، و في العلاقات، و في الحصول على الوظيفة الأولى.
استقرار اقتصادي: في غضون عدة سنوات مقبلة، من المحتمل أن تكوني في وضع اقتصادي أفضل يُمكّنك من شراء منزل أكبر، و تحمّل كافة المصاريف المتعلقة بالطفل، كما أنك ستتمكنين من ادخار مبلغ كاف لفواتير رسوم الكلية أيضاً.
هادئة و واثقة: دعينا نواجه حقيقة الأمر، لقد زادت معرفتك الآن عنها قبل بضع سنوات، و ما اكتسبتِه من وقت إضافي و رأي مُسبق قد يساعدك و زوجك على التقليل من القلق الذي قد ينتاب الوالدين. إضافة إلى ذلك فإنك تدركين الآن كم يكبر الأطفال بسرعة— لذا فأنت حتماً متشوقة للاستمتاع بالطفل الآخر بدرجة أكبر.
السلبيات
كلٌ في وادٍ: سينشأ أطفالك و كل واحد منهم في مرحلة نمو مختلفة عن الآخر مما قد يجعل من تلبية احتياجات كلا الطفلين في نفس الوقت أمراً مُنهكاً، فحين تحاولين قراءة كتاب لطفلك الأكبر، قد تكونين مُجبرة في نفس الوقت على منع طفلك الأصغر من سماع ذلك، كما أنك قد تنفصلين عن زوجك لفترات طويلة حين يذهب كل واحد منكما مع طفل مما لا يدع لكما متسعاً كافٍ من الوقت لتقضيانه سوياً.
طفولتان مختلفتان: لن يكون هناك الكثير ليتشارك فيه أطفالك بالقدر الذي قد يكون متاحاً لو أنهم كانوا أقرب في العمر، كما أنه لن يتسنى لهم مشاركة العائلة بعض الذكريات أيضاً.
العودة مجدداً إلى الأعمال الروتينية الشاقة: قد يصعب عليك تطويع نفسك مجدداً على رعاية طفل صغير بعد أن اعتدت على الحرية مع الطفل الأكبر، فقد اعتدت ركوب السيارة دون أن تقلقي إزاء الحفائض و زجاجات الحليب، كما أنك لم تعودي مجبرة على الاعتذار عن تلبية الدعوات التي تتعارض مواعيدها مع أوقات قيلولة طفلك. و من ناحية نفسية، قد يتطلب الأمر صراعاً من أجل تهيئة نفسك لتقبل علامات تمدد الجلد و الاستيقاظ منتصف الليل لإرضاع الطفل و القيام بالعناية المستمرة التي يتطلبها.
التعلیقات