من يحتاج إلى التكافل ؟ )٢(
عباس ذهیبات
منذ 9 سنواتأهل البيت أو العيال هم حجر الزاوية في توجهات الإسلام الاجتماعية ، والتقصير في كفالتهم
يجر إلى الإثم والخطيئة ، وبالمقابل يؤدي البّر بهم وكفالتهم إلى معطيات إيجابية تنعكس على الكفيل ، وأهمّها رضا الله تعالى ورحمته ، التي تكون سبباً لنزول بركاته ، قال الإمام الصادق عليهالسلام : « من حسن برّه بأهل بيته زيد في رزقه » (1) ، وعنه عليهالسلام في حديث آخر ، قال : « من حسن برّه بأهله زاد الله في عمره » (2).
فالإسلام يريد من الإنسان أن ينظر بعين العطف إلى عياله وأهل بيته وأن يسد حاجاتهم الأساسية من الغذاء والكساء وما إلى ذلك ، وأن يعكف على خدمتهم. وكلما سما في هذه الخدمة كلما اختصر المسافة في مسيرة التسامي إلى الله تعالى. من هنا قال الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : « لا يخدم العيال إلاّ صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة » (3).
ولأهمية كفالة الإنسان لعياله وأهل بيته استتبع التقصير في أمر إعالتهم المسؤولية الجزائية ، فالحاكم الشرعي يلزم كلّ من أخلّ بواجب الإعالة أن يتقيد بالضوابط الشرعية والقانونية ، وإلا فعليه تحمّل المسؤولية وما تستلزمه من جزاء مناسب. فقد ألزم الإسلام رب الأسرة بالإنفاق على هؤلاء الضعفاء حتى إذا كان فقيرا ، فهو مسؤول عن السعي لتوفير هذه النفقة للأسرة.
************************
(1) الدعوات / قطب الدين الراوندي : ١٢٧ ، مدرسة الإمام المهدي عليهالسلام ، ط ١ ـ ١٤٠٧ ه.
(2) الخصال : ٨٨ / ٢١.
(3) جامع الأخبار / السبزواري : ٢٧٦ ـ مؤسسة آل البيت : ـ ١٤١٤ ه.
التعلیقات