أجر اعطاء الكساء للفقراء (٢)
عباس ذهیبات
2024 Sep 20عن الإمام الصادق عليهالسلام : « خطب علي عليهالسلام الناس وعليه إزار كرباس غليظ
مرقوع بصوف ، فقيل له في ذلك ، فقال : يخشع القلب ، ويقتدي به المؤمن » (١).
وكان عليهالسلام يقتدي برسول الله صلىاللهعليهوآله الذي كان يأكل على الأرض ، ويجلس جلسة العبد ، ويخصف بيده نعله ، ويرقع بيده ثوبه (٢).
وكان عليهالسلام يؤثر غيره على نفسه في اللباس ، ففي خبر طويل عن الأصبغ ابن نباتة أنه اشترى ثوبان ؛ ثوب بأربعة دراهم ، وثوب بثلاثة دراهم ، وقال لغلامه قنبر : اختر فاختار الذي بأربعة ، ولبس هو الذي بثلاثة (٣).
كلّ ذلك لأنّه يؤثر على نفسه ، ويفضل مصلحة غيره على مصلحته ، وكان حفيده الإمام علي بن الحسين عليهماالسلام إذا انقضى الشتاء تصدق بكسوته في الشتاء. وإذا انقضى الصيف تصدق بكسوته في الصيف. وكان يلبس من خير الثياب. فقيل له : تعطيها من لا يعرف قيمتها ولا يليق به لباسها ، فلو بعتها وتصدقت بثمنها ؟ فقال عليهالسلام : « إني أكره أن أبيع ثوباً صليت فيه » (٤).
والأئمة : عموماً كانوا يحثّون شيعتهم على تحقيق أعلى درجة من التعاون والإيثار في هذا الشأن ، قال الإمام الباقر عليهالسلام لأحد أصحابه : « يا إسماعيل ، أرأيت فيما قِبَلكم إذا كان الرجل ليس له رداء وعند بعض إخوانه فضل رداء يطرحه عليه حتى يصيب رداءً ؟ فقلت : لا ، قال : فإذا كان له إزار يرسل إلى بعض إخوانه بإزاره حتى يصيب إزارا ، فقلت : لا ، فضرب بيده على فخذه ثم قال : ما هؤلاء بإخوة » (٥).
وهكذا نجد مسألة توفير الكساء تتصدر سلّم الأولوية أيضاً كحاجة أساسية ينبغي تأمينها للمحتاجين.
*********************
(١) مكارم الأخلاق / الطبرسي : ١١٣.
(٢) انظر : نهج البلاغة / صبحي الصالح : ٢٢٨ ، الخطبة ١٦٠
(٣) روضة الواعظين / ابن الفتال : ١٠٧ مجلس في ذكر الإمامة وامامة علي بن أبي طالب عليهالسلام.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٩٤.
(٥) كتاب المؤمن / الحسين بن سعيد : ٤٥ ، نشر مدرسة الإمام المهدي عليهالسلام.
التعلیقات