إدمان المخدرات والكحوليات في المراهقين
موقع طبيب نفساني
منذ 9 سنواتبالتأكيد يوجد بيننا آباء لا يهتمون باحتمالية وقوع طفله أو طفلتها في إدمان مخدرات أو مشروبات كحولية.
والكثير من المراهقين قد دخنوا الحشيش وقليل منهم شربوا الكحوليات.
ولابد للآباء أن يعرفوا أن مثل هذا السلوك له جذور في بدايات مرحلة الطفولة و يظهر لاحقًا في مراحل المراهقة.
وعادةً ما يجرب المراهقين شرب الكحوليات أو تدخين بعض الحشيش إما:
لأن مثل هذه المواد متوفرة في أماكن كثيرة ونادرًا في المدرسة.
البعض منهم يريد فقط أن يجرب.
البعض يريد فقط أن يكسر اللوائح ويخرج عن القانون.
البعض منهم يعوض شعور النقص لديه من النواحي الاجتماعية وفي بعض الأحيان الجنسية بالشعور بالثقة بالنفس من خلال شرب تلك المواد.
وفي بعض الأحيان وجود هذه المواد داخل البيوت نفسها (إدمان أحد الوالدين).
ولأن الأشخاص الذين يدمنون مثل تلك المواد بالتأكيد يقومون بفعل يدمر النفس المراهقينفلا يوجد هناك شخص لديه الشعور بقيمة الذات يفعل ذلك.. فالأطفال الذين ينمو لديهم الشعور بأهميتهم في حياة آبائهم يستشعرون أهمية أفكارهم و حواسهم وبالتالي فالأطفال الذين يأخذون فرصة التعبير عن أنفسهم وفرصة المشاركة في قرارات العائلة تجعله يشعر بأهميته وبأهمية تجنب فعل مثل هذه الأفعال المدمرة للنفس.
وكلما كان الآباء أكثر أمانة وصدقًا مع أطفالهم كلما كبروا في السن وكلما كانوا أكثر اهتمامًا بأفكارهم حتى وإن اختلفوا مع تلك الأفكار وكلما شعر الأطفال بتقبل آبائهم لخصوصيتهم. وينمو لدى الطفل شعور قوي نتيجة قبول خصوصيته من والديه إلى ابتعاده عن طريق إدمان تلك المواد.
وعلى العكس فالآباء الذين يكذبون على أبناءهم ولا يلتزمون بوعودهم ولا يبدون ثقتهم بأبنائهم فينمو لدى أطفالهم شعور بعدم صدق أى قول يصدر من آباءهم متضمنًا تحذير هؤلاء الآباء من شرب الكحوليات أو إدمان المخدرات أو حتى تدخين السجائر.
وعلى ذلك فالطريقة المثلى لمنع الأطفال من إدمان الكحوليات أو المخدرات هو صدق الآباء مع أطفالهم، مسئوليتهم عن احتياجات ومشاعر وأفكار أبنائهم، احترامهم لأبنائهم وتنمية لدى الطفل الشعور بأهميته لعائلته ولوالديه.
وبوضوح فإن الوقت المناسب للتدخل في حل مشكلة الإدمان هوالتدخل مبكرًا في بداية حياة الطفل عن طريق:
تنمية الشعور بالأهمية وبقيمة الذات لدى الطفل.
شعوره دائمًا بالرضا عن نفسه وعن عائلته وعن مستقبله
وبالتالي لن يفعل أى شئ يؤذي به هذه النفس المهمة لديه.
ويمكن القول بأن معظم الذين يشربون الكحوليات غير سعداء وقليلاً ما يتوقفون.
ولكن كلما مر الوقت فهم يحتاجون ليشربوا الكثير. و الكثير ولا يستطيعون أبدًا التوقف حتى مع كامل معرفتهم بأن الشرب يدمرالصحة.
وكلما شرب الشخص الكثير كلما شعر بالغربة وفعل الأشياء الغريبة (الشاذة)
ولذلك لابد أن تدع أطفالك يعرفون مدى المشاكل التي قد تحدث عندما يشرب الإنسان ومدى المخاطر التي يتعرض لها المدمن أثناء القيادة أو المخاطر التي يُعرِّض لها الآخرين أثناء قيادة السيارة.
وبالرغم من أن هذا من الممكن أن يصيب الأطفال بشئ من الخوف إلا أنه يساعدهم على فهم العواقب الناتجة عن عدم القدرة على التحكم في غرائزهم.
ولا ننسى أن نذكر أن بعض الناس يشربون فقط في المناسبات أو نهايات الأيام الصعبة لإكساب الشخص الشعور بالإسترخاء والسعادة مؤكدين على أنه ليس بالضرورة أن كل شخص مدمن للكحوليات هو سئ بطبعه .. ولكن الكثير منهم لديهم مشاكل محتاجين في ذلك من يفهمهم ويساعدهم على تخطي تلك العقبات.
و لابد لك كوالد (كأب) أن تعالج كل اسئلة طفلك بكل احترام متأكدًا بأنه قد أشبع فضوله
وبهذه الطريقة فأنت:
تساعده على فهم طبيعة و خطورة إدمان الكحوليات.
تعطيه معلومات كافية تساعده على تجنب الوقوع في هذه المشكلة لاحقًا.
وقد يرى البعض الآباء يسمحون لأبنائهم بشرب كأس من الشمبانيا، بيرة، خمر في بعض المناسبات مثل حفلات الخطوبة، الزفاف، وقد يتفاعل البعض بشئ من الصدمة و الذهول لمثل هذا الفعل وقد يبتسم الآخر.. وفي كلتا الحالتين فاهتمامك بهذه اللحظة التي يأخذ فيها الطفل هذا الكأس من الشمبانيا أو البيرة تُعطى هذه الكأس قيمة أكبر من مجرد فضول لتذوق مثل هذا الطعم وهذا يزيد رغبة الطفل لخوض هذه التجربة مرة أخرى والبعض منهم يشرب لمجرد أن يقلد أو يشابه والده وآخرون يستخدمون الشرب للتعبير عن استقلالهم (وهؤلاء القوم مع أنهم يفعلون أشياء يأباها شرعنا وأخلاقنا وبيئتنا العربية الطيبة ولكن للأسف هم موجودون بيننا).
التعلیقات