ساعدي طفلك على الكلام
موقع بي بي سنتر
منذ 8 سنواتيهتم الأطفال الرضّع غريزياً بصوت الإنسان ولديهم نزعة طبيعية للإنصات والاستماع والتركيز عندما يتحدث شخص ما. يمكنك تطوير هذه الغريزة لدى طفلك الدارج مثلما فعلت معه وهو رضيع.
كيف أساعد طفلي الدارج
على تعلّم الكلام؟
تحدثي مباشرة إلى طفلك الدارج قدر الإمكان وكلما سنحت لك الفرصة. حاولي إبقاء بعض الحوارات خاصة بينك وبينه فقط. لو كنت تتحدثين أو تقرئين له مع أخ أكبر أو أخت كبرى، لن يحصل طفلك الدارج على الإعادة والشرح الكافيين ليستفيد كما لو كنت معه وحده. انظري إليه وأنت تتكلمين معه ودعيه يرى وجهك وتعبيراته.
دعي طفلك يشاهد ما الذي تقصدينه في كلامك عبر مطابقة ما تفعلين مع ما تقولين. قولي له "هيا نخلع قميصك" وأنت تسحبين قميصه من فوق رأسه، "والآن نخلع حذاءك" وأنت تخلعين حذاءه.
اجعلي طفلك يستوعب ما تشعرين به عبر مطابقة ما تقولين مع تعبيرات وجهك. ليس هذا السنّ المناسب لكي تداعبيه بالكلام. فلو احتضنته بقوة ثم قلت له "من هو وحش ماما البشع؟" سوف تحيرينه لأن تعبيرات وجهك تقول "من هو الولد الرائع حبيب ماما؟".
حاولي مساعدة طفلك على فهم حديثك، ولا يهم إذا كان يفهم أو لا يفهم المعنى الدقيق لكل كلمة تقولينها. بينما تطبخين الطعام، ضعي الأطباق على المائدة ثم أشيري بيدك قائلة "حان موعد وجبة الغداء الآن". وسيفهم أن غداءه جاهز ويتوجه نحو كرسي الطعام الخاص به. ربما لا يستطيع فهم معنى الكلمات "موعد وجبة الغداء الآن" من دون ربطها بالتلميحات الأخرى التي أطلقتها، غير أنه سيتعلم معنى الكلمات نفسها من خلال فهمها وتكرارها أمامه عدة مرات ووضعها في جمل مفيدة كل مرة.
شاركي طفلك الحماسة والعاطفة والاهتمام، سواء أكنت تتحدثين عن حبك الكبير له أو عن سرب الطيور النادرة في السماء، فهذه هي نوعية الحوار التي تجذب انتباهه وتحفزه على محاولة فهم ما تقولينه.
كيف أساعد طفلي على التواصل؟
ساعدي طفلك على إدراك فكرة أن الحديث هو عبارة عن أسلوب للتواصل. إذا كنت تسترسلين في الحديث مع نفسك دون انتظار إجابة أو دون إبداء رغبتك في الحصول عليها، أو إذا كنت لا تكترثين بالإجابة عليه أو على أحد أفراد العائلة الآخرين عندما يتحدث إليك، فسيشعر أن الكلمات ما هي إلى أصوات لا معنى لها.
لا تجعلي الحديث مجرد صوت. لو كنت تحبين الاستماع إلى الراديو طوال اليوم، حاولي أن تستمعي إلى الموسيقى إلا إذا كنت تنصتين فعلاً إلى ما يقال. إذا كنت بالفعل تستمعين، فدعيه يرى أنك تتلقين معلومات ذات معنى من الصوت الذي لا يستطيع رؤية مصدره.
ترجمي لطفلك. ستجدين نفسك تفهمين لغته بشكل أسهل من الأشخاص الغرباء، وسيجد هو أنك تفهمينه أنت والأشخاص "المقربون" منه بسهولة أكثر من الغرباء.
كيف أعلّم طفلي معنى الصدق والابتعاد عن الكذب؟
قد يتعلّم طفلك الكلمات الجديدة ويستخدمها بشكل صحيح، ولكن قد يفوته المعنى الأعمق الذي تمثله هذه الكلمات للكبار. فهو لا يستطيع بأي حال من الأحوال إدراك مفهوم الوعد، على سبيل المثال، إلا أنه قد يستعمل الكلمة. إذا منحته خمس دقائق إضافية من اللعب لو وعدك بالذهاب بعدها مباشرة إلى فراشه، فسيكون على أتم استعداد لأن يقول "أعدك بذلك". إلا أن الكلمة في واقع الأمر ما هي إلا مجرد كلمة قالها وقت عقد الإتفاق. بعد مرور الدقائق الخمس، سيطلب خمساً إضافية. لا يستطيع فهم التأنيب في صوتك عندما تقولين "ولكنك وعدتني".
كما يصعب على طفلك عادة قول الحقيقة من خلال الكلام الذي ينطق به. ربما يعرف طفلك الدارج كيف يوجه الاتهامات وينكر الحقائق قبل أن يعرف مدى أهمية تحري الدقة فيما يقول، لأنه ينطق بما يتمنى أن يحدث. من الممكن مثلاً أثناء مشاجرة ما مع أخته أن يقع ويجرح ركبته، فيقول إنها هي التي قامت دفعته مع أنها لم تفعل. لم تتسبب في جرح ركبته إلا أنها بالفعل جرحت مشاعره. فهو يروي شيئاً ما يجمع بين الحقيقة والمشاعر ويختلف عن الحقيقة التي يعرفها الكبار.
بينما ينمو طفلك عبر السنين، ستكون أمامك فرصة توضيح قيمة الوعود التي يجب أن يحترمها الإنسان عندما يطلقها، وكيف يجب أن نقول الحقيقة (عادة)، ونتجنب الكذب (غالباً). ولكن كل هذا سابق لأوانه بالنسبة له الآن. لا تثقلي عليه بمفاهيم يصعب عليه استيعابها، فهو يحاول قدر استطاعته أن يرضيك، ولكن إذا لم يكن يرضيك سوى سلوك الأطفال الكبار فستصابين بخيبة أمل.
التعلیقات