ايهما أفضل؟
مجلة الزهراء سلام الله عليها
منذ 8 سنواتأنا فتاة ابلغ من العمر 23 عاماً، تقدم لي خاطبان، ابن عمي، وآخر هو شقيق صديقتي. الاول لا اشعر بميل نحوه ولكن الاهل والعائلة أجمعوا على انه مناسب لي، اما الثاني فانا أودّه ولكن والدي رفضه لانه أقل من
مستواي التعليمي ومن اسرة لاتكافيء أسرتنا، وأنا الان حائرة بين عاطفتي وبين ما يرغب به اهلي، ثم ان ابن عمي اعتبره مثل أخي، فهو شاب تتمناه كل فتاة، ومشكلتي أنا مترددة.. لا اعرف كيف اتخذ القرار المناسب وأخشى ان اختار احدهما وأندم على الاخر، ارجوكم ان تخرجوني من الحيرة والتردّد.الجواب:
لانعتقد ان هناك اي مجال وداع للحيرة، فانت في سن تؤهلك لاتخاذ قرارك على أساس العقل لا على اساس العاطفة، أول ما تفعليه الان هو أن تضعي مقاييس الزواج الموضوعية امامك، فالزوج يجب ان يحمل مواصفات مقبولة ينال القبول والرضى منك ومن أهلك لانك لاتعيشين في معزل عن الناس، نحن نحبّذ أن تدرسي الامر جيداً من ناحية السلوك والاخلاق والدين اضافة الي السمعة الطيبة والقدرة على ادارة الاسرة مستقبلاً، وبرأينا ننصحك قبول ابن عمك طالما تجيدينه رجلا تتمناه كل فتاة نظراً لمزاياه الحسنة، اضف الى ذلك إجماع الاهل على انه مناسب لك، لانهم ادرى بمصلحتك، وبالنسبة للشاب الذي تودينه. لو تفكرت بعقل لابعاطفة لوجدت انه غير مناسب وغير كفوء لك، فالمرأة لاتفضل الاقتران برجل أقل مستوى من مستواها الثاقي والعلمي، والرجل ايضاً لايفضّل ان تكون زوجته اعلى منه. انتما الان في غمرة العاطفة وأي حكم يصدر منكما على شريكه سيكون خاطئاً لان العاطفة تجعل على العين غشاوة بحيث ترى القبيح جميلاً والمقاييس الموضوعية تنعدم تحت تأثيرها، وحينما يحدّد الانسان موقفه ينبغي ان يضع في حسابه، الاخرين والمجتمع، لان المشاكل تدب بعد السنوات الاولى للزواج وحينها يندم الانسان.. فكوني عاقلة وواقعية.. فالاثارات العاطفية ليست هي المقياس والاساس لبناء عش زوجي سعيد ولتشكيل أسرة لتدوم العمر كله.
ولا يفوتك ان المعيار الذي لاينبغي ان يعلوه شيء هو الدين، وانه لايجوز ان يكون لعامل آخر من العوامل كلمة الفصل في هذا الموضوع.
وللنظر كيف عالج الاسلام هذا الموضوع الدقيق؟
يقول الحديث الشريف: "اذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد..."، فالدين والخلق الرفيع قبل العلم والمال والجاه والحسب والنسب.
اختنا العزيزة: ضعي العواطف جانباً وحكمي عقلك جيداً، فاذا كان ابن عمك اكثر تديناً والتزاماً ومستوىً ثقافيا وعلمياً من شقيق صديقتك، فلا تدعي الفرصة تفوتك مادام الاهل معك، والمستقبل أمامك، ولن تندمين أبداً.
التعلیقات