لا تسخري من طفلك الذي يخاف
مجلة الزهراء سلام الله عليها
منذ 8 سنواتيعتبر الخوف شيئاً طبيعياً في حياة الطفل، ولكنه يصبح غير طبيعي عندما تزداد حدته.
والواقع ان الطفل الذي لايخاف اطلاقاً هو الطفل الذي يعاني من نقص واضح في قواه العقلية، اما الطفل الذكي، القادر على التخيل فان مخاوفه تكون اكثر.
ان الطفل الصغير عند سماعه صوت مرتفع مفاجىء، فانه يعبر عن خوفه بالصراخ.
وفي سن الستة اشهر يصرخ الطفل الصغير عندما يلتقي بوجه غريب غير مألوف
.
اما في الفترة بين العامين والثلاثة، فأن مخاوف الاطفال تتركز في الخوف من الكلاب والسيارات، واي شيء يصدر عنه ضجة عالية.
كذلك يخاف الطفل اذا بقي وحيداً، أو اذا تركته امه مع آخرين لم يتعود عليهم، او اذا احتجزته أمه داخل مكان مغلق.
كل هذه المخاوف طبيعية، وكل الاطفال العاديين لهم اكثر من صورة خوف من هذه الصور.
وفي الفترة من عامين الى ثلاثة من عمر الطفل نجد انه قد يستيقظ في الليل خائفاً بعد حلم مزعج .
والواقع ان الخوف في حياة الطفل الصغير يكون بسبب نقص في خبرته وفهمه لطبيعة الاشياء .
وغالباً ما يكون كبارهم السبب في زرع هذا الخوف في نفوس صغارهم .
فالأم التي تقول لطفلها: لا تخف من الظلام، تزرع في قلبه الخوف من الظلام،
وعندما تهدد الأم طفلها فتقول له: سأذهب بك الى الطبيب ليحقنك فهل يكون من الغريب بعد ذلك ان يخاف الطفل زيارة اي طبيب؟
علاج الخوف
على الأم ان لا تعبر عن خوفها من اي شيء امام طفلها، والاّ اكتسب نفس هذا الخوف تماماً مثل والدته. ويجب عدم تهديد الطفل بأن هناك من سيضربه اذا خرج الى الشارع لوحده، لأنه سيخاف الخروج.
وعلى هذا فأن علاج الخوف عند الاطفال يكون باحاطة الطفل بالحب والثقة والحنان.
كما يجب عدم الكذب على الطفل بأي حال من الاحوال، فاذا اصطحبت الأم طفلها الى الطبيب أو المستشفى فيجب عليها ان تشرح له بصدق انهم في طريقهم الى الطبيب، وان تفهم الطفل مقدماً ماذا سيحدث له في عيادة الطبيب، وبذلك لا يشعر بأي خوف.
وهكذا يجب ان يفهم الطفل الامور جيداً، مادام قادراً على الاستماع والفهم.
واذا تملك الخوف قلب الطفل، وانعكس ذلك على تصرفاته، فالعلاج لايكون سهلاً، ويجب ان لا يسخر احد من مخاوفه، أو يردد امامه انه جبان، فكل ذلك لا يساعد على انتشاله من المخاوف.
وأولى خطوات علاج الخوف هي الاعتراف بوجود مخاوف في حياة الطفل والنظر باهتمام الى احاسيس الطفل.
ومن الخطأ ان ندفع الطفل الى مواجهة الشيء الذي يخافه بحجة التعوّد عليه، فالذي سيحدث هنا هو المزيد من الخوف.
والمفروض ابعاد هذه الاشياء التي تخيف الطفل، فاذا كان الطفل يخاف من الظلام، فمن الغباء في مثل هذه الحالة ان نقول له دائماً لا تخف من الظلام، بل يجب احاطته بالضوء ومع ازدياد نموه فانه سيعرف بالتجربة ان الظلام لا يحمل الخطر او الخوف.
ويمكن ان تساعد الأم طفلها بالدخول أمامه لوحدها في الغرفة المظلمة، وفي مثل هذه الحالة يجب ان تلفت نظره الى ان هذا التصرف طبيعي. وبعد ان تؤكد له هذه الموقف تصحبه لفترة قصيرة داخل حجرة مظلمة، وتكرر ذلك الى ان يتأكد الطفل بنفسه من ان الظلام لا يحمل الخطر.
وهكذا يكتسب الطفل الثقة وعدم الخوف خطوة بعد خطوة .
التعلیقات