الصفار عند حديثي الولادة
مجلة الزهراء عليها السلام
منذ 8 سنواتالأسباب متعددة .. والمخاطر أيضاً
يصيب الصفار حوالي 60% من الأطفال في الأيام الأولى من الولادة. وهو يرجع إلى ارتفاع مادة البيليربين في الدم، تلك المادة التي تنتج عن تكسر كريات الدم الحمراء وتحلل مادة الهيموجلوبين. وتقوم الكبد عادة بامتصاص هذه المادة من الدم، وتعالجها، بحيث لايزيد معدلها على حد معين. عند حديثي الولادة ينتج الصفار لأسباب عديدة
إذا ظهر الصفار في اليوم الأول من الولادة، فإن هذا يعد أمراً غير طبيعي، يرجع في معظم الأحوال إلى تكسر مستمر في كريات الدم الحمراء؛ بسبب عدم توافق فصيلة الدم بين الأم والمولود، أو إلى التهاب لدى الطفل في أي جزء من جسمه، وفي كلتا الحالتين فإن هذا يتطلب علاجاً سريعاً للطفل.
وقد يظهر الصفار في اليوم الثاني أو الثالث من الولادة، وهذا أمر طبيعي ـ في غالب الأحيان ـ يصيب بعض المواليد، ولا يشكل خطراً عليهم. ويختفي هذا النوع من الصفار مع نهاية اليوم السابع من عمر الطفل.
ويصيب الصفار بعض المواليد في ايامهم الأولى بسبب الرضاعة الطبيعية. وهذا النوع من الصفار يظهر في اليوم الرابع إلى السابع من العمر، وهو ناتج عن وجود مادة في حليب الأم تؤدي إلى رفع مادة البيليربين. وهذا النوع من الصفار لا يسبب ضرراً للطفل، وتتم معالجته بإيقاف الرضاعة الطبيعية، والاستعاضة عنها بالرضاعة الصناعية ليومين، أو ثلاثة يختفي الصفار بعدها مباشرة، ثم تعود الأم إلى الرضاعة الطبيعية، حتى لو استمرت الأم في الرضاعة الطبيعية فسوف يزول هذا النوع من الصفار، ولكن بعد أسابيع عدة، وبشكل تدريجي.
ويشكل الصفار خطراً على المولود إذا ظهر بمعدلات مرتفعة، أو كان ناتجاً عن التهابات عند الطفل، أو بسبب عدم توافق في فصيلتي دم الأم والطفل. وإذا لم تتم معالجة الصفار فإن مادة البيليربين قد تترسب في بعض خلايا المخ، مما يؤدي إلى فقدانها لوظيفتها بشكلها الطبيعي، وربما إلى إعاقة دائمة لدى الطفل، وتعالج المعدلات المرتفعة من الصفار بالعلاج الضوئي، أو بتغيير الدم في الحالات الخطيرة إذا كان الصفار ناتجاً عن اختلاف في فصائل الدم.
التعلیقات