قصور الغدة الدرقية في الحمل
موقع صحتي
منذ 8 سنواتحقائق حول قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل
قصور الغدة الدرقية يعني أن الغدة الدرقية لا تنتج الكميات المطلوبة من هرمون الغدة الدرقية وهو خلل شائع
خاصة لدى النساء في عمر الإنجاب.
إصابة الحامل بقصور الغدة الدرقية قد يؤدي إلى تأخر في نمو الطفل.
يحتاج علاج قصور الغدة الدرقية إلى حصول المريض على الهرمون كدواء.
تتواجد عادة علامات على أنه يجب البدء بالعلاج الهرموني عندما يكون عمل الغدة الدرقية لديهن على المحك وحوامل أو يرغبن بالحمل.
الهدف من علاج قصور الغدة الدرقية هو المحافظة على مستوى هرمون الغدة الدرقية ضمن المعدل الطبيعي.
يجب على النساء اللواتي يحصلن على العلاج الهرموني عمل فحوصات للدم بشكل مستمر خلال الحمل حيث أن مقادر العلاج الهرموني الذي يحتاجونه قد يتغير.
بينت دراسات سابقة أن الأطفال الذين يولدون لأمهات أصبن بقصور الغدة الدرقية خلال الحمل كان معدل الذكاء والتطور العقلي لديهم أقل من أقرانهم أما إن إذا تمت السيطرة على الحالة بالشكل المطلوب عادة عن طريق زيادة جرعة هرمون الغدة الدرقية قد تنجب الأمهات المصابات بقصور الغدة الدرقية أطفال أصحاء بلا أي تأثير.
ما هو قصور الغدة الدرقية؟
أمراض الغدة الدرقية شائعة بين النساء في عمر الإنجاب لذا لا نتعجب أن يصبح هذا المرض أكثر تعقيداً خلال فترة الحمل. تختلف درجة تكرار المرض باختلاف الشعوب والدول. حسناً، بالطبع الحمل حالة طبيعية وليست مرضاً ولكن قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل يؤثر على كل من الأم والجنين. يركز هذا المقال تحديداً على قصور الغدة الدرقية والحمل بعد عرض شرح عام عن الغدة الدرقية السليمة والغير سليمة كما سنتطرح بيانات عن التأثيرات بعيدة المدى على الأطفال والأمهات اللواتي أصبن بقصور الغدة الدرقية أثناء الحمل. للمزيد من التفاصيل عن أمراض الغدة الدرقية اضغط هنا.
ما هي الغدة الدرقية؟
تزن الغدة الدرقية ما يقارب 15 غراماً وتقع في مقدمة الرقبة أسفل تفاحة آدم. تعمل الغدة الدرقية على إفراز هرمون الغدة الدرقية. تستجيب الغدة الدرقية للإشارات الهرمونية من الدماغ للحفاظ على مستوى معين من الهرمون في الجسم. تقوم مناطق معينة بالدماغ على إطلاق الإشارات الهرمونية والتي تنتهي بإفراز الهرمون المحفز للغدة الدرقية والذي يحفز الغدة الدرقية على إنتاج الهرمون.
ما الذي يحدث في حالة أمراض الغدة الدرقية؟
أمراض الغدة الدرقية شائعة جداً. في بعض الحالات قد تنتج الغدة كمية كبيرة من الهرمون وفي حالات أخرى قد تتعرض الغدة للتلف وبالتالي تنتج القليل أو لا تنتج الهرمون أبداً. الهرمون الرئيسي الذي تفرزه الغدة يدعى الثايروكسين.
في حالة إفراز كمية كبيرة من الهرمون (فرط إفراز الغدة الدرقية) يعاني المرضى من عدم الشعور بالراحة، فرط العاطفة، التعرق والشعور بالحر. قد يصابون أيضاً بالرجفة، صعوبة في التركيز وفقدان الوزن. من الأعراض الشائعة أيضا التبرز المستمر والإسهال.
أما في حالة نقصان كمية الهرمون (قصور الغدة الدرقية) يعاني المرضى من التعب، الكسل، اكتساب الوزن، الشعور بالبرد والإمساك.
كيف يتم علاج قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل؟
يتشابه علاج قصور الغدة الدرقية لدى الحوامل وغير الحوامل في كثير من الأمور. يتم إعطاء المريضة هرمون الثايروكسين المصنع للتعويض عن النقص والحفاظ على مستوى الهرمون ضمن المعدل الطبيعي في الدم.
ما هي الآثار المترتبة على قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل؟
ربط الأطباء بين إصابة الأمهات بقصور الغدة الدرقية أثناء الحمل وتأخر النمو والتطور لدى الأطفال بعد الولادة. كان هذا الأثر واضحاً جداً لدى الأمهات المتواجدات في المناطق المنتشر بها نقص اليود (اليود هام لإنتاج هرمون الغدة الدرقية وهو الآن مكون رئيسي في ملح الطعام) وقد لوحظ هذا أيضاً لدى الأمهات المصابات بأمراض الغدة الدرقية ذات المناعة الذاتية مثل التهاب الدرقية هاشيموتو.
هنالك علاقة بين مستويات الهرمون في الأمهات والتطور الدماغي لدى الطفل. بينت دراسة كبيرة أجريت عام 1999 أن قصور الغدة الدرقية الغير مشخص أو معالج بشكل غير كامل لدى الأمهات أدى إلى تغيير في معدل مستويات الذكاء لدى أطفالهن حيث كان معدل نتيجة اختبار مستوى الذكاء لدى أطفال هؤلاء النساء أقل بأربعة درجات من أقرانهم. كان الفرق في مستوى الذكاء أكبر لدى أطفال الأمهات اللواتي كانت درجة قصور الغدة الدرقية لديهن أكثر حدة حيث كانت معدل نتيجة اختبار الذكاء لدى هؤلاء الأطفال أقل بسبع درجات من المعدل الطبيعي. كما تبين أن أطفال الأمهات المصابات بقصور الغدة الدرقية واجهوا صعوبات في المدرسة أو قاموا بإعادة بعض الصفوف. تظهر هذه الدراسة أن عدم السيطرة على قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل يعود بآثار بعيدة المدى على أطفالهن. بالإضافة إلى أن هذه التأثيرات تظهر حتى وإن كانت حالة القصور في الغدة الدرقية بسيطة وبدون أعراض. على كل حال، كلما كانت درجة القصور أكبر كلما كان التأثير في نمو الطفل وتطوره أكبر.
متى يؤثر الهرمون الدرقي للأم على الطفل الغير مولود؟
يعتمد الطفل قبل ولادته في حصوله على الهرمون الدرقي بشكل كامل على الأم حتى تبدأ الغدة لديه بالعمل ولا يحدث هذا عادة قبل اثني عشر أسبوع من الحمل (الثلث الأول من الحمل). إذن يلعب الهرمون الدرقي لدى الأم دوراً مبكراً وقبل حتى أن تعلم الأم أنها حامل. في الواقع، حتى الأطفال لأمهات أصبن بقصور الغدة الدرقية في بداية حملهن ثم تعالجن كان التطور الحركي لديهم أبطأ من الأطفال العاديين. حتى خلال الثلث الأخير من الحمل، يؤثر قصور الغدة الدرقية الغير معالج في الأم على الطفل كما وضح الباحثون في البحث المذكور أعلاه حيث يظهر لدى هؤلاء الأطفال نوع من القصور الذهني.
ما الذي يمكن فعله لتجنب آثار قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل؟
قامت العديد من الهيئات والمؤسسات بعمل توصيات لفحص أمراض الغدة الدرقية. من هذه التوصيات:
يجب أن تقوم المرأة التي ترغب بالحمل بعمل فحص لهرمون الغدة الدرقية.
كل النساء الحوامل المصابات بتضخم الغدة الدرقية، ارتفاع مستوى الهرمون الدرقي في الدم، تاريخ عائلي بإصابات بأمراض الغدة الدرقية أو أعراض قصور الغدة الدرقية يجب أن يتم فحص إصابتهم بقصور الغدة الدرقية.
في حالة كان الهرمون الدرقي على الحد الأدنى، منخفض (على سبيل المثال ضمن المستوى الأقل الطبيعي) وفي حالة وجود الأجسام المضادة (والذي يدل على وجود تدمير في الغدة الدرقية مرتبط بالمناعة الذاتية) يجب على السيدة الحصول على جرعات منخفضة من الهرمون الدرقي فور بدء الحمل.
هنالك بعض الأدلة على أن الأجسام المضادة قد تساهم في قصور الغدة الدرقية خلال الحمل. تقترح البيانات أن المكملات الغذائية المحتوية على السيلينيوم قد تعود بالفائدة على السيدات اللواتي تكون نسبة الأجسام المضادة لديهن مرتفعة في بداية الحمل. يجب أن يعرض هذا على الطبيب.
حتى وإن لم تتناول السيدة الهرمون الدرقي قبل الحمل يجب أن يتم فحص مستوى الهرمون الدرقي لديها للتأكد من مستوياته. خلال الحمل، قد تتغير الجرعة المتناولة وتزداد لغاية 50%. قد تزداد بشكل مبكر حتى في الثلث الأول من الحمل.
الجرعة المتناولة قابلة للتغيير خلال الحمل ويجب متابعتها بشكل دقيق عن طريق عمل فحوصات الدم المستمرة. وتحتاج عادة العديد من النساء إلى زيادة الجرعات مع التقدم في الحمل.
يجب أن يتم مراقبة جرعات الهرمون البديل خلال وبعد الحمل بشكل دقيق عن طريق فحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية. المعدل الطبيعي لهذا الهرمون كبير عادة لذا يفضل الأطباء عادة أن تكون مستويات الهرمون في المدى الأعلى الطبيعي.
عادة تعود النساء إلى تناول الجرعة الإعتيادية من الهرمون البديل (قبل الحمل) خلال أسابيع إلى اشهر قليلة بعد الولادة.
يجب علينا التنبه إلى أن هذه ارشادات وحسب. لكل سيدة حالة خاصة يجب على طبيبها مراجعتها وتقييمها ووصف العلاج المناسب لها. لا تعود الفائدة العلاجية على الحامل وحسب بل على طفلها أيضاً.
التعلیقات