الآباء والأمهات حائرون ازاء تربية ابنائهم، فإذا عاملوهم باللين، اتهموا بأنهم يدللون أبناءهم ويعملون على إفسادهم، وإذا استخدموا الحزم معهم وعاقبوهم بالضرب اتهموا بأنهم اخطأوا ولم يراعوا مشاعر واحساسيس ابنائهم وقيل انهم قساة متوحشون وكذلك الحال ازاء موقف المدرسين والمدرسات من تلاميذهم، فالمدرس الذي يعامل طلبته باللين يتهم بالضعف، واذا استخدم
معهم الحزم والضرب تكون النتيجة هدم شخصية الابناء ويفقدون الثقة بذواتهم.. ومن ثم يتناول هذا الكتاب هذا الموضوع الذي يشغل بال الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات حيث يوضح الكتاب وجود نوعين من التربية نوع ميكانيكي يعتمد على الضغط على الفرد أما النوع الديناميكي فيعمل على توفير المثيرات والمؤثرات حول الفرد الذي يراد القيام بتربيته، ومن ثم فالتربية التي تقوم على الضرب لا تصلح الشخصية بقدر ما تكون مخدراً وليس علاجاً وتكون النتيجة ان الضرب يخفي السلوك ولا يقضي عليه، كما انه يدرب الطفل أو المراهق على المراوغة، ويقتصر تأثير الضرب على القشور السلوكية فقط، ويبرز الكتاب النتائج لاستخدام الضرب والتي من أبرزها قيام سد منيع بين الطفل أو المراهق وبين المربي، احساس الطفل بالبغض والكراهية للمربي وينتج عن احساس البغض والكراهية والخوف من عقاب المربي لاصابة الطفل بأخطاء الادراك، والخلل التذكري والنسيان وخمور مخيلة الطفل لأن الضغوط والخوف لا يتركان مساحة لانطلاق العنان لخيال الطفل، كما يتطرق الكتاب للعوامل الثقافية المؤثرة في استخدام الضرب مثل الأمية التربوية حيث نجد ان كثيراً من المربين لم يكتسبوا التوجهات التربوية السليمة التي تكفل تربية اولادهم بطريقة جيدة هذا الى جانب الانحرافات النفسية التي قد يعاني منها المربي ونمط الشخصية المربية ذاتها يؤثر في استخدام الضرب من عدمه.
كما يتطرق الكتاب لخطورة الضرب باعتباره إهداراً لكرامة الانسان، ونوعاً من الاستعباد والاخضاع لمشيئة المربي ويؤدي لتحطيم الشخصية، كما ان الضرب يؤدي لتكون عقد نفسية لدى الطفل ولعل ابرزها عقدة الخوف وما يترتب عليها من تعطيل الادراك الحسي للطفل او المراهق وكذلك فإن الضرب يفسد الذاكرة ويعطل المخيلة ويقتل الابداع.. ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يوضح خطورة عملية الضرب في التربية.
رابط الموضوع
التعلیقات