للمدخنين.. احذروا «التبغ» جرافة آكلة للخلايا المناعية
موقع باب
منذ 8 سنواتحذّرت دراسة بريطانية حديثة المدخنين من أنهم أكثر عرضة للإصابة بمرض السل، لأن دخان التبغ يسبب انسداد الخلايا المناعية في الجسم، ويضعف قدرتها
على محاربة البكتيريا المسببة للمرض.
وأوضح الباحثون بكلية الطب في جامعة كامبريدج البريطانية، أن النظام المناعي للإنسان يتصرف مثل “المكانس الكهربائية” للمواد غير المرغوب فيها، ما يساعد على التخلص من المليارات من الخلايا الميتة يوميا، ونشروا نتائج دراستهم في العدد الأخير من دورية سال العلمية. وشبه الباحثون دخان التبغ بالآلة العملاقة التي تأكل خلايا المناعة التي تسمّى “ماكروفاغس”، والتي تعمل كمكانس كهربائية للتخلص من المليارات من الخلايا الميتة يوميا، ومنها خلايا بكتيريا السل.
وتقوم خلايا المناعة بدور خط الدفاع الأول، حيث تبتلع خلايا البكتيريا وتحاول تكسيرها، وتنجح في معظم الحالات في حماية الجسم من العدوى. وفي بعض الحالات، تنجح بكتيريا السل في تجنب الكسر، وتستخدم الخلايا المناعية لنشر العدوى في الجسم.
وأثبتت الدراسة أن خلايا “ماكروفاغس” المناعية تتعرض للانسداد بسبب تدخين التبغ، وتعجز عن الاستجابة المناعية ضد خلايا بكتيريا السل.
ووجد الباحثون أيضا أن التوقف عن التدخين يؤدي إلى وفاة هذه الخلايا المناعية العاجزة، لتحل محلها أخرى جديدة وصحية، تستطيع القيام بالوظيفة المناعية والحماية من السل.
وبحسب الدراسة، فإن السل هو مرض تسببه البكتيريا المتفطرة، ويمكن أن ينتشر إلى أي جهاز في الجسم، ولكنه أكثر شيوعا في الرئتين، ويمكن أن ينتشر من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، وأن يسبب ضيق التنفس والموت في نهاية المطاف.
وانخفضت وفيات السل حول العالم بين عامي 1990 و2015 بنسبة 47 بالمئة، وتوفي حوالي 9.6 مليون شخص حول العالم في العام 2014 بسبب هذا المرض، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
وقالت المنظمة في أحدث تقاريرها، إن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من 5 ملايين من المتعاطين السابقين والحاليين للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي، لأنه يعد أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان وأمراض الرئة والقلب والأوعية الدموية.
التعلیقات