الأسرة والطفل من ذوي الإعاقة.. تجربة واقعية
موقع سوبرماما
منذ 8 سنواتلا تكتمل سعادة أي أسرة حتى ترزق بأطفال وتبدأ الرحلة مع الأبناء، لكن بعض الأسر قد تتعرض لبعض الاختبارات والتحديات عندما
يكون أحد الأبناء من ذوي الإعاقات الجسمانية التي تلازمه إلى الأبد، في الحقيقة إذا أجادت الأسرة التعامل معه، من الممكن أن يخرج للمجتمع شخصاً سوياً منتجاً ومعتمداً علي نفسه.
اليوم «سوبر ماما» تقدم لكم تجربة واقعية لشاب ناجح استطاع رغم كف بصره أن يتفوق دراسياً ويمارس حياته بشكل طبيعي، فهو يتواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يمارس تصوير الفوتوغرافيا وغيره الكثير، والآن دعونا نتعرف عليه أكثر وعن تجربته مع أسرته.
في البداية قدم تعريف عن نفسك لقارئات «سوبر ماما»
أنا محمد صابر علي أبو طالب، السن 23 سنة و11 شهر خريج كلية الآداب جامعة سوهاج قسم الدراسات الإسلامية، أقوم حالياً بتحضير دراسات عليا في كلية التربية دبلومة مهنية شعبة التربية الخاصة، أعمل كمدرب كمبيوتر بجامعة سوهاج بمركز «نور البصيرة» لرعاية المكفوفين وضعاف البصر، من هواياتي عزف الموسيقى، البرمجة الإلكترونية، عمل هندسة صوتية وإنتاج فيديوهات باستخدام الكمبيوتر.
أخبرنا عن تجربتك الشخصية.. والنقاط التي تحب مشاركتها مع الأسر التي لديها طفل له ظروف مشابهه.
تجربتي الشخصية ولدت والحمد لله في وسط أسرة على ما أعتقد أنها تستحق الامتياز من حيث مساندتي ودعمي، ويمكن إيجاز التجربة فيما يلي:
لم تفرق بيني وبين إخوتي المبصرين في المعاملة وغيره.
ساعدتني الأسرة في الاعتماد على نفسي دائماً، حيث لم أكن عالة على أسرتي يوم ما، وهذا ما أفتخر به الحمدلله.
أما ما أريد توجيهه عموما للأسر التي لديها أطفال من ذوي الإعاقة، أي نعم ابنكم ذو إعاقة وأنا كذلك، لكن هم لديهم قدرات وإمكانات قد تفوق الشخص الغير معاق، فعليكم أن تنموها بشكل عملي وواضح، فأنتم عليكم الدور الأكبر بجانب المجتمع والمدرسة، أنتم وحدكم القادرون على جعل ابنكم أو بنتكم شخص فعال وقادر أو لا، أنتم أصحاب القرار.
من واقع تجربتك ما هو دور الأسرة في مساعدة الطفل ذو الإعاقة؟
تلعب الأسرة الدور الأساسي الفعال الذي يحتاجه الأطفال ذوي الإعاقة، فمن أهم واجبات الأسرة حقيقة أن تكون هي الداعمة والمحفزة له، كذلك من المهم جداً ألا تكون الأسرة هي مصدر التهميش في المجتمع أو إشعاره بأنه عالة أو عبء عليها، حتى لا يفقد الأطفال ذوي الإعاقة الثقة في أنفسهم ومن يحيطون بهم، لأن أهم ما يحتاجه الابن في هذه الظروف هو الثقة، التي لا تأتى إلا من الأسرة، والتي أرى من وجهة نظري أنها اللبنة الأساسية التي يبني عليها الطفل ثقته في المجتمع ومن يحيطون به، وإذا فقد تلك الثقة لن نستطيع إرجاعها له مهما حدث، إلا بعد شغل مطول جداً، وكما يقول المثل «فاقد الشيء لا يعطيه».
أهم النقاط التي يجب مراعاتها لتعزيز ثقة الطفل في نفسه؟
أولاً: الاستقلالية هي أهم شيء، بحيث يكون شخص معتمد على نفسه في أبسط الأمور، حتى تخلق منه فيما بعد شخص قادر مع الوقت على الاستقلال بحياته.
ثانياً: القدرة على إكسابه مهارات التواصل مع الآخرين، لأنها مهمة جداً له في حياته العملية فيما بعد.
ثالثاً: الثبات الانفعالي.. بمعنى أن الأسرة تجعله قادر على تحمل النقد الذي قد يتعرض له بسبب الإعاقة، وهذه نقطة مهمة جداً، حتى لا ينفر من المجتمع والبيئة المحيطة.
رابعاً: اكسابه الثقة في قدراته وأنه قادر على عمل ما يريد.
خامساً: مساعدة الطفل في إثبات ذاته أمام نفسه وأمام الآخرين.
في الحقيقة إذا لم تمكنه الأسرة من هذه العناصر السابقة، سيكون شخص ضعيف مهزوز لا يستطيع التعايش في الحياة، لأنه سيتحول لمعاق فعلاً.. وهذا هو دور الأسرة الأساسي.
كيف تساعد الأسرة الطفل للانخراط في المجتمع وتجنيبه الانطوائية؟
عدم التهميش واعتباره ابن من الدرجة الثانية، بمعنى إبداء الشفقة والعطف عليه، بل يجب عليهم ادخاله في المشاركة الفعالة بالأسرة وأخذ رأيه مثله مثل الابن الغير معاق، و إبداء النصيحة له أما أخذ القرار النهائي متروك له هو فقط بدون أي تدخل من الأسرة.
كيف يمكن للأم مساعدة الطفل على الاختلاط مع الأطفال من غير ذوي الإعاقة؟
ببساطة تتركه وتشجعه على اللعب والتعامل معهم، حتى يتقبلوه ويتقبلهم، وهذا يفرق جداً في تفاعله مع المجتمع فيما بعد.
التعلیقات