بر الوالدين الخفي
موقع الأسرة
منذ 7 سنواتكلنا يعرف العبارات التي تحث على بر الوالدين
ويحفظها جيدا مثل: “الجنة تحت أقدام الأمهات”، أو “بروا أباءكم تبركم أبناءكم” وغيرها، والبعض يزعم أنه يسعى جاهدا لبر والديه والحصول على رضاهم والفوز من وراء ذلك البر بالجنة وأيضا بر أولاده له، لكن للأسف يقع البعض في أشياء تعتبر من العقوق الخفي وربما تؤثر على ما يقوموا به من أشياء أخرى غير خفيه لبر الوالدين، فما هو البر الخفي للوالدين؟
بر الوالدين بالمشاعر:
نعم إن الأبوين عندما يكبر سنهم تصبح مشاعرهم مرهفة وإحساسهم عالي جدا وأبسط الأشياء – سواء الجيدة أو السيئة – تؤثر على نفسيتهم، ففي بعض الأحيان يقول الأإن أو الإبنه كلمة حتى لو على سبيل المزاح تترك أثرا في نفسية الوالدين، فمن أبواب بر الوالدين الخفية مراعاة الكلمات التي سنقولها لهم والحرص على أن تكون كلها مدح وشكر وعرفان بالجميل، كلمات تترك أثرها الطيب في نفوسهم.
بر الوالدين يكون أيضا بعدم نقل مشكلاتنا ومشاعرنا السيئة لهم، فهم أكثر الأشخاص الذين سيتألموا لآلامنا ربما أكثر منا شخصيا، ولذلك لو إستطع كل شخص أن يحجب عنهم مشاعره السلبية أو الحزينة ومشكلاته الحياتية البسيطة وحتى المعقدة سيكون ذلك نوع من أنواع البر الخفي، وربما تجدوا السلوى في التحدث مع صديق أو أخ أو أخت لكن لا تشكوا همومكم لوالديكم لأنهم سيظلوا يحملون الهم معكم حتى لو أنتم نسيتم مع الأيام وانشغلتم في أشياء أخرى ستجدوهم هم مازالوا يحملوا الهموم والمشكلات عنكم.
إظهار السعادة:
من أجل بر الوالدين أيضا علينا أن نظهر السعادة أمامهم فمجرد رؤيتهم لنا سعداء سيسعدون وهذا بالتأكيد من أعظم طرق البر، وأتذكر قصة قرأتها عن أحد الصالحين حين كان مريضا وطريح الفراش وعلم أن أمه آتيه لزيارته قام مسرعا واغتسل وارتدى أفضل الثياب وعندما جاءت الأم وجدته في أحسن حال فجلست معه بعض الوقت ثم انصرفت فما لبس أن أغمي عليه من كثرة التعب الذي تكبده ليظهر لأمه أنه بصحة جيدة، وعندما أفاق سألوه عن هذا فقال إن نظرة الحزن في عيني أمه والأثر الحزين الذي سيراه في عينيها عندما تجده مريضا أشد عليه من المرض نفسه، وهذا يوضح لنا كيف إن الوالدين يتأثروا بكل ما يحدث لنا من أحداث سعيدة وأيضا مؤلمة أو حزينة، فلذلك إحرصوا على إظهار كل ما هو سعيد أمامهم.العقوق الخفي:
كما للبر أشكال خفية أيضا للعقوق أشكال خفية فبعض الأبناء يعتمد على والديه – رغم كبر سنهم – في إنجاز بعض المهام له بحجة أنه يشغل وقتهم أو أنهم لا يجدوا ما يقوموا به، فالعجب كل العجب عندما نجد الأم الخمسينية او الستينية هي التي تخدم بناتها بل وأولادهم عندما يزوروها وأيضا الأب مازال يقضي بعض مهام ولده العشريني أو الثلاثيني حتى بعد أن تزوج وأنجب، أليس هذا بعقوق، ألم يحن الوقت لنريحهم ونسعدهم كما أراحونا ومازالوا يسعوا لراحتنا، فعلينا أن نعيد التفكير وترتيب الألويات، فلا نترك أطفالنا لدى أجدادهم وجداتهم مدد طويلة وهم يتحملوا مشقة رعايتهم في حين أننا نحن نتضجر في بعض الأحيان من ضجيجهم وصراخهم، فمن الأولى بتحمل مسئولية الأطفال نحن أم أبائنا وأمهاتنا؟
وفي النهاية نتمنى من كل شخص أن يركز على البر الخفي لوالديه ولا يصب جام جهده في البر المعروف لدى الجميع والذي يتمثل في الخدمة أو المرافقة أو اللين في المعاملة – بالرغم من أن هذا كله مطلوب – فالبر المعروف سهل تحقيقه أما الخفي فربما يترك أيضا أثرا خفيا في نفوس الوالدين فيجعلهم سعداء أكثر، وهذا ما ننشده جميعا لوالدينا أليس كذلك؟
التعلیقات