المرأة واﻻعمال المنزلية
موقع العتبة الحسينية المقدسة
منذ 7 سنواتكثيراً ما ترِدُ على لسان ربات البيوت عبارات التذمر
وملامح الضجر من أعباء اﻻعمال المنزلية وكثرة المهام المفروضة عليهن؛ وفي اﻻغلب يشعر معظمهن بأنهن لم يتممن أعمالهن على أكمل وجه؛ أو أنهن ﻻ يستطعن إتمامها أصلا بسبب ضغوط الحياة اليومية او بسبب ضعف قدراتهن الجسدية على إتمام ذلك.أن نظرة المرأة ـــ أي امرأة ـــ إلى اﻻعمال المنزلية ـــ وفقا لذلك ـــ هي في اﻻصل نظرة خاطئة؛ لأنها تفرض عليها شعور بالانكسار وهو ما قد يرتب عليها مشاكل عائلية؛ ويفرض عليها حالة من التوتر داخل المنزل، لأنها والحال هذا؛ تتصور بأنها ملزمة بتوفير الراحة لكل أفراد عائلتها على حساب راحتها، مما يدفعها لعدم الاهتمام بأمورها الشخصية، وهو ما قد يشعرها بعدم وجود من يسندها ويساندها او يقدر جهودها، في حين لو أنها نظرت لهذه اﻻعمال من زاوية اخرى لوجدت فيها جانبا ايجابيا جليا، كقدرتها على تحويل هذه الواجبات الشاقة في نظرتها السلبية لها الى نشاطات رياضية تجعل منها أكثر رشاقة وحيوية؛ وبذلك تقلل الضغط النفسي عليها، فبدل ان تفكر بكثرة حركتها في البيت لتأدية اﻻعمال وشعورها بالتعب؛ يمكن ان تقنع نفسها بان تلك الحركات ما هي اﻻ ترميم للياقتيها البدنية وبالتالي صحتها قبل أن تكون عبئاً عليها، فضلا عن كونها ـــ الأعمال المنزلية ـــ ستحول البيت إلى مكان مرتب ونظيف وبيئة مناسبة لحياة عائلية سعيدة، فمن المعروف ان الراحة النفسية داخل المنزل تبدأ من اﻻم فهي المربية والزوجة والمدبرة في ذات الوقت؛ فإذا ما قررت أن تعطي معظم وقتها لإسعاد أسرتها ﻻ يعد هدرا للوقت او تبخيسا للصحة؛ بل على العكس؛ سيمنحها ذلك انعكاسات نفسية وجسدية رائعة، فهي سترضي بذلك نفسها وعائلتها ودينها الذي لطالما ذكّر بمسؤوليتها اتجاه العائلة.
لذا... فبقدر ما تكون المرأة واعية ومثقفة وذات مسؤولية عالية اتجاه مجتمعها الصغير ـــ اقصد الأسرة ـــ ومنزلها، ستكّون بذلك كيانا اسريا رائعا مليئا بالحب والطاقة الايجابية؛ وسينعكس ذلك على أنتاجها لأفراد ايجابيين وفعالين إلى مجتمعها الكبير؛ وستكون بذلك أكثر استقراراً، ما يجعل منها إنسانة مليئة بالفخر والحياة.
التعلیقات