تربية الأطفال، هل العقاب بالضرب هو الحل المناسب؟
موقع أمومة
منذ 7 سنواتتربية الأطفال تربية حسنة، من أصعب المهام التي من الممكن أن تواجه الزوجين في حياتهما. ما هي الطرق الصحيحة للتربية ومتى يكون العقاب الحل المناسب؟ هذا ما سنكشف عنه.
التربية هي واحدة من أصعب المهام التي من الممكن أن تصادف الزوجين. حينما يرزق الأبوان بطفل، غالباً ما يصيبهما التوتر والقلق ويبدآن في سؤال نفسيهما عن ما إذا كانا سيتمكنان من تربية ابنهما بشكل صحيح أم لا، خاصة إن كان طفلهما الأول.
مع كبر سن الطفل وبداية تعامله مع الأخرين سواء من أقرانه أو ممن هم أكبر سناً منه، قد تظهر منه بعض الأفعال غير اللائقة التي تسبب الإزعاج مثل تفوهه بكلمات نابية أو الإعتداء على أصدقائه بالضرب أو حتى تقليد بعض تصرفات الكبار غير المناسبة لسنه. يعجز معها الأبوان عن كيفية التصرف الصحيح وأهم شيء كيفية توجيه طفلهما كي يكف عن هذه التصرفات السيئة ويبدأ في التصرف بشكل صحيح ولائق.
نقدم لكِ نصائحنا في التربية والأساليب الصحية والسليمة التي يمكنكِ إتباعها برفقة زوجكِ في توجيه طفلكما وتربيته تربية حسنة.
العقاب بالضرب أسلوب عكسي في تربية الأطفال
كخطوة أولى يجب أن تبتعدي بشكل شبه تام عن استخدام أسلوب الضرب والتعنيف و حتى الصراخ في تربية طفلكِ. في حال قام طفلكِ بالاعتداء على طفل آخر بالضرب وصادف أن رأيتِ ذلك، قومي على الفور بإبعاد طفلكِ عن الطفل الآخر، ثم انظري في عينيه مباشرة وأخبريه أن هذا الأمر خاطئ ويتوجب عليه أن يتوقف عنه وأن عليه الاعتذار من الطفل الآخر.
لا تتحدثي كثيراً، إجعلي عباراتكِ قصيرة. لكن، بنبرة صارمة دون صراخ وأكيد دون ضرب. إذا رفض طفلكِ الاعتذار لا تجبريه على ذلك. حاولي إبعاده عن المكان، حتى تتلافي تعاملكِ معه أمام الآخرين لأن هذا سيؤثر في نفسية الطفل بشكل سلبي وقد يزيد من سوء الأمر.
كخطوة ثانية بعد أن يهدأ طفلكِ قومي بالاستفسار منه عن سبب قيامه بذلك اعرفي وجهة نظره ولماذا قام بهذا التصرف السيء. امنحيه الفرصة حتى يخرج ما بداخله ويعبر عنه بالكلمات. هذا سيجعله يتعلم أنه يمكن أن يتعامل ويعبر بالكلام بدلاً من الضرب والعنف. اشرحي له أن في جميع الأحوال وحتى إن كان لديه سبب وجيه لفعله هذا، فإن العنف ليس بالحل وأنه يتوجب عليه الإعتذار لكون طلب السماح من شيم الأقوياء والضرب والعنف من شيم الضعفاء.
لا تقلقي سيدتي إن إعتقدتِ أن سن طفلكِ لن يسمح له بفهم عباراتكِ جيداً. الأهم ما في الأمر أنكِ تحاولين زرع نواة البذرة الصالحة فيه. أكيد أن رؤيتكِ لهذه البذرة تتفتح وتُسبل سيحتاج لوقت وهذا هدف التربية السليمة المستمرة.
البحث عن السبب الحقيقي وراء تصرفاته
يجب أن تبحثي دائماً عن السبب الحقيقي وراء تصرفات إبنكِ غير اللائقة. ضعي نصب عينيكِ أن ربما قام طفلكِ بهذا التصرف السيئ لكونه يرغب في لفت الانتباه إليه، خاصة إذا كان لا يجد منكِ أو من أبيه أو من أقرانه الاهتمام المنشود الذي يستحقه. هنا ما عليكِ سوى مراجعة نفسكِ. حاولي منحه رفقة والده المزيد من الاهتمام وخاصة أثني على أفعاله الجيدة وامتدحيه حتى لو كان الفعل بسيطاً.
إستعمال العقاب بشكل سليم
نود تذكيركِ أن أحياناً قد يتطلب الأمر منكِ معاقبة طفلكِ. في هذه الحالة أحرصي على أن يكون العقاب مناسباً للموقف ولحجم ما اقترفه من خطأ وأن يتم تطبيقه بعده مباشرة. بهذه الطريقة يرتبط في ذهنه الموقف بالعقاب ويتعلم الفعل الصحيح كي لا يكرره مستقبلاً. يجب ألا يكون العقاب باستخدام الضرب حتى لو كان خفيفاً لأن هذا سيسوء من الأمر أكثر ويتسبب له في مشاعر سيئة، تجعله يتعلم العنف والضرب كوسيلة ناجحة لتصحيح الأمور.
الخلاصة التي يجب أن نتفق عليها نحن كمربيين هي أن العقاب بالضرب ليس أبداً حلاً مناسباً في جميع الأحوال. لذا إن كنت ما زلتِ تتسائلين متى يمكنك اللجوء إلى الضرب كعقاب؟ فالجواب هو "لا يمكنكِ أبداً اللجوء إلى ذلك ".
تلقين طفلكِ أساليب بديلة للتعبير عن نفسه
قد لا يعرف طفلكِ أسلوباً آخر من العنف للفت الانتباه للتعبير عما يجيش بداخله من مشاعر سلبية، خاصة حينما يتعرض لموقف صعب يشعر فيه بالظلم والقهر. لذلك يجب عليكِ أن تسعي لتعليم طفلكِ أساليب بديلة مثل الابتعاد عن المكان كتعبير منه عن الرفض أو أن يضرب الأرض بقدميه كتنفيس عن الغضب أو أن يطلب المساعدة من الأشخاص الأكبر سناً مثل المدرس أو المسؤول عن المكان الذي يوجد فيه وهكذا.
استبدال التصرفات السيئة بأخرى حسنة
يجب أن تحرصي على استبدال تصرفات السيئة لدى طفلكِ بأخرى حسنة. مثلاً اجعلي طفلكِ يعتاد على أن يقول كلمة "شكراً" على أي أمر يتم منحه إياه حتى لو كان بسيطاً مثل تحضير وجبته الغذائية. قومي أنتِ وزوجكِ بفعل المثل أمامه لأنه سيقوم بكل تأكيد بتقليدكما ومحاكاة ما تفعلانه. هذا من شأنه أن يعزز في نفسه مشاعر التقدير والامتنان وتجعله أكثر هدوء في التعامل مع الآخرين. أخبريه أنه بتصرفاته الحسنة سيصبح محط إعجاب الجميع، هذا الأمر سيحمسه ويضمن ابتعاده عن التصرفات السيئة.
في الأخير يجب أن تعلمي طفلكِ منذ الصغر أن لكل أمر حدود لا يمكنه تجاوزها. بهذا سيكون من السهل عليكِ تصحيح سلوكه في حال ما بدر منه تصرفات غير لائقة. لكون كثرة تدليع الأطفال في الصغر قد تفسد سلوكهم في الكبر.
التعلیقات