الإصرار على الذنوب وعلاجه
موقع وارث
منذ 7 سنواتالمؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص87.
الطريق إلى تحصيل التوبة ، و العلاج لحل عقدة الإصرار على الذنوب : أن يتذكر ، قبح الذنوب و شدة العقوبة عليها و ما ورد في الكتاب و السنة من ذم المذنبين و العاصين ، و يتأمل في حكايات الأنبياء و أكابر العباد ، و ما جرى عليهم من المصائب الدنيوية ، بسبب تركهم الأولى و ارتكابهم بعض صغائر المعاصي ، و أن يعلم أن كل ما يصيب العبد في الدنيا من العقوبة و المصائب فهو بسبب معصيته- كما دل عليه الأخبار الكثيرة - و يتذكر ما ورد من العقوبات على آحاد الذنوب : كالخمر، و الزنا ، و السرقة ، و القتل ، و الكبر، و الحسد ، و الكذب ، و الغيبة ، و أخذ المال الحرام ، و غير ذلك من آحاد المعاصي مما لا يمكن حصره ثم يتذكر ضعف نفسه و عجزها عن احتمال عذاب الآخرة و عقوبة الدنيا ، و يتذكر خساسة الدنيا و شرف الآخرة ، و قرب الموت و لذة المناجاة مع ترك الذنوب ، و لا يغتر بعدم الأخذ الحالي ، إذ لعله كان من الإملاء و الاستدراج.
فمن تأمل في جميع ذلك و علم ذلك على سبيل التحقيق انبعثت نفسه للتوبة ، إذ لو لم ينزعج إلى التوبة بعد ذلك ، فهو إما معتوه احمق أو غير معتقد بالمعاد ، و ينبغي أن يجتهد في قلع أسباب الإصرار من قلبه! اعني الغرور، و حب الدنيا ، و حب الجاه ، و طول الأمل ، و غير ذلك .
التعلیقات