لغة التعامل بين الأم و أبنائها
موقع العتبة الحسينية المقدسة
منذ 7 سنواتخلق الله تعالى المراة على صفات تتلازم مع نمو
الواقع الحضاري وبدونها يحل النقص الاجتماعي و النفسي، و لكي نرى كم لهذا المكون من اهمية في خلق جو الالفة و الترابط المعنوي، و ما لهذه القدرة الخارقة المؤثرة في مفاصل المجتمع؟ علينا ان نتمعن في حالة الانسجام الاسري و نضيق الحلقة على الانسجام و سره العجيب في لغة التفاهم بين الأم و الابن واستحالة انفكاكه عنهما لذا نبين ذلك على نقاط.
أولا: لغة التعامل الفطرية:
و نقصد بالفطرة هنا ان الله تعالى جبل الانسان على أخلاق لم يتدخل بها غيره، و من هذه الاخلاق التي فطر الناس عليها {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} لغة التفاهم الفطرية بين الام و ابنها و هذه اللغة التي اودعها الله تعالى في نفس الام و طفلها تعطي اثراً بالغا في نشوء طريق المودة الفطري الذي يعتبر المرحلة الاولى للعلاقة الانسانية ما بين الام و طفلها، و تعطي هذه اللغة نتيجة باهرة في محاربة التفكك الاسري الذي يعتبر سرطان المجتمع، فتجلت الحكمة الالهية في موضع غفل عنه الانسان بسبب التعويد عليه كما ان الانسان يغفل عقله من حساب انه في حالة مستمرة من عملية الزفير و الشهيق و ذلك لكثرة تكرارها فتتجاهلها الاحاسيس العقلية الا حين توجيه الذهن لها.
ثانيا: لغة التعامل العقلية:
و هذه اللغة اضعف من لغة الفطرة و ذلك لكون الفطرة تنبثق من طرفين الام و الطفل و اما العقل فينبثق من طرف واحد في بادئ الامرلان العقل ينبثق ممن يتحلى بالعقل الناضج و التي تتميز الام به لنضوج العقل، مما يعطي لها توجها بمساندة التوجه الفطري الى ضرورة زيادة الارتباط الامومي بالطفل، و ذلك لما يحكمه العقل في احتياج الطفل للعطف الامومي من خلال التجارب السابقة على الام او الاعتبار من الغير مما يعطي للام الخبرة في كيفية موازنة العاطفة لدى الطفل و رسم منهاج تفاهمي بينهما والذي يؤدي الى صناعة لغة ممنهجة من قبل الام خاصة للتواصل مع الطفل.
و لذا ينبغي على الام في هذه النقطتين السابقتين ان تسعى بهما الى تحسين لغة التفاهم بينها و بين طفلها و تمرير برنامج عبرهما لمنهجة حياة الطفل بصورة غير مباشرة على النظام و الاخلاق و المحبة و نبذ العنف و المشاغبات مع ترك مجال للترفيه ليعطيه طابعا نظاميا يجمع بين حياة الطفولة و ترسيخ قيم انسانية.
ثالثا لغة التعامل النفسية:
وهذا العامل يعتمد على الطبيعة النفسية للطفل الذي تحرزه الام من خلال التعايش مع الطفل و قد يكون هذا العامل ذا اهمية بالغة لكون الطفل يمتلك غرائز نفسية من اصل الخلقة مثل الاحساس بالجوع و العطش و المحبة و الامان و الخوف وما شابه، فيمكن للام الاستعانة بعد الياس من التعامل بلغة العقل ان تستخدم الورقة الاخيرة التي تتمكن من الضغط عليه بعامل العقوبة او التحفيز مثلا: تقول الام للطفلها ان رايتك اليوم تؤدي واجبك المدرسي لك عندي كذا هدية، فعندها الطفل يحس بدافع لاداء الواجب لنيل الحافز و هو الهدية و ايضا يخشى من ضياعها عليه مما يقوي الاندفاع لديه، والامثلة كثيرة في هذا المضمار.
فعلى الام ان تتواصل في دراسة الطبيعة التي يستسيغها الطفل من اجل معرفة الطريقة المناسبة التي من خلالها يجذب الطفل الى الطريق المراد توجيهه اليه، فهذه الثلاث لغات التي تاسست بدون تدخل الانسان هي محور التعامل بين الام و طفلها و لذا الانتباه لهذه اللغات الثلاثة تعتبر من اولويات عمل المراة لوضع حجر اساس للترابط الاسري الذي ينتج من خلاله مجتمع حضاري ناجح.
وعليه كما يقال المرأة نصف المجتمع و هنا نعرف اهمية هذا القول لما تمتلكة المرأة من ترابط متين مع جميع افراد العائلة الذي يعطي انطباعا ايجابيا عندما توضف المرأة نفسها كمصلحة اجتماعية تمتاز بالقرب و الترابط و و هذه الامتيازات تكون في اغلب الاحيان المطلب الاول لاحتياجات للمصلح الاجتماعي، فلام ميزات تتحلى بها سواء كانت تعلم ام لم تلتفت لها وقد تستعين بها من دون شعور او التفات ذهني.
التعلیقات