هل أن حبوب منع الحمل تعزز من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي؟
موقع سيدات الامارات
منذ 7 سنواتلا شك في أن لحظة الولادة الأولى لهي من أسعد اللحظات في حياة كل سيدة،
فهي تتويج لرحلة طويلة من الحب بين الزوجين وبداية لتأسيس مرحلة أخرى جديدة في حياة كليهما. وعلى الرغم من أنهم زينة الحياة الدنيا، كما ذكر ذلك القرآن الكريم، فإن أغلب الأسر لم تعد ترغب في إنجاب الكثير من الأطفال، وذلك نتيجةً للتغيرات الكثيرة التي تعيشها مجتماعتنا اليوم؛ تغيرات فرضت على المرأة التفكير في تحديد النسل منذ قدوم المولود الأول إلى الحياة. أنت طبعا تمتلكين الدراية الكافية بمختلف وسائل منع الحمل المتوفرة لديك سيدتي، وقد تفضلين واحدةً أو أخرى لأنك قد سمعت أو قرأت عن الامتيازات التي تقدمها، ولكنك قد تغفلين في المقابل عن الأضرار الناجمة عن هذه الأخيرة، على غرار الحبوب مثلا، والتي كثيرا ما يقال أنها تتسب في سرطان الثدي. فترى ما مدى صحة ذلك؟ وماهي العلاقة التي تربط بين تناول تلك الحبوب وبين الإصابة بهذا السرطان؟ كل هذه الأسئلة وأكثر نجيبك عليها في الأسطر الموالية من هذا المقال. تابعي معنا!
هل حبوب منع الحمل تعزز من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي؟
“هل يوجد هنالك علاقة بين تناول حبوب منع الحمل والإصابة بمرض سرطان الثدي؟”، سؤال شغل الكثيرين خلال الآونة الأخيرة، ومن أجل ذلك أجريت حوله العديد من الأبحاث العلمية أملا في الحصول على إجابة شافية وقطعية في شأنه. وبعد حوالي 50 دراسة حول العالم تم القيام بها في 25 دولة وعلى 150 ألف امرأة، جاءت النتائج للأسف متضاربةً، فلئن أكدت بعض هذه الدراسات على أن النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل بشكل مستمر وبصفة دورية هن الأكثر عرضةً للإصابة بسرطان الثدي بنسبة تتضاعف إلى حدود الثلاث مرات بالمقارنة مع النساء اللواتي لا يعتمدن على هذه الوسيلة في منع الحمل. أما بقية الأبحاث فقد أكدت على عكس ذلك، وكشفت عن غياب أية علاقة بين تناول تلك الحبوب الاصابة بسرطان الثدي.
وحتى نكون أكثر دقة، نعلمك سيدتي أنه قد تم مؤخرا إجراء دراسة علمية في مركز الوقاية والسيطرة على الأمراض (Center for Disease Control and Prevention) والمعهد الوطني للصحة (NIH) حول هذا الموضوع، لتأتي الإجابة كالتالي :”لا يوجد أي تأثير لأقراص منع الحمل في الإصابة بمرض سرطان الثدي”. هذا وقد تم التوصل إلى هذه النتيجة على إثر عمل تشخيص على أكثر من 9 آلاف امرأة تتراوح أعمارهم بين ال35 وال64 سنةً، وذلك على إثر تقسيمهن إلى مجموعتين، تناولت المنتميات إلى الأولى منهما حبوب منع الحمل، بينما امتنعت الأخريات عن فعل ذلك. وبعد الإجراءات والفحوصات اللازمة، تأكد أن مخاطر الإصابة بمرض سرطان الثدي هي نفسها لجميع السيدات، وأنها لم تتضاعف مطلقا بالنسبة للواتي قمن بتناول الحبوب.
وفي سنة 2015، وفي مكان آخر؛ بجامعة ليون تحديدا، قامت مجموعة من الباحثين الأمريكان بالوكالة الدولية الخاصة بأبحاث السرطان بعمل دراسة أخرى حول تأثير حبوب منع الحمل على المرأة، ليكشفوا بعد ذلك أن تعاطي هذه الحبوب عن طريق الفم من شأنه أن يهدد صحة المرأة كثيرا، حتى أنه قد يصيبها بمرض سرطاني الثدي والكبد، هذا بالإضافة إلى مدى تأثيرها الخطير على كل من المبيضين وبطانة الرحم.
وبعيدا عن أمريكا وعلمائها، جاء رد العالم العربي واضحا وصريحا، حيث أكد الدكتور “عاطف الشيتاني”، رئيس القطاع السكاني وتنظيم الأسرة، على أنه لم تسجل أية فروقات أو تأثيرات جانبية على النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل منذ أكثر من عشر سنوات. وأضاف “الشيتاني” موضحا، أنه يوجد صنفان مختلفان من هذه الحبوب، بينهما واحد يحتوي على نسبة أعلى من هرمون الاستروجين، وهو، على حد تعبيره، المعتمد عالميا، على الرغم من أن غالبية النساء يتناولن من النوعين. وفي النهاية، أكد الدكتور “الشيتاني” على أن أقراص منع الحمل تمنع من مخاطر الإصابة بسرطان كل من المبيض والرحم، وذلك على مدى 15 سنةً كاملةً، مشيرا في الآن ذاته على عدم ظهور أية دراسة أكيدة وثابتة حتى الآن حول تأثير حبوب منع الحمل على صحة المرأة، وبالتحديد حول إمكانية إصابتها بمرض سرطان الثدي. وختم رئيس القطاع السكاني وتنظيم الأسرة حديثه بالتأكيد على جهود الأطباء المكثفة اليوم من أجل الوصول إلى إجابة قطعية حول هذا الموضوع.
وإلى أن يتم إيجاد الجواب الأكيد حول هذا الموضوع، ندعوك سيدتي إلى عدم المخاطرة بتناول أقراص الحمل، ومحاولة البحث في بقية الوسائل المعتمدة لتحديد النسل، والتي نعدك بمدك بمعلومات شافية عنها هي الأخرى في مقالاتنا القادمة، فانتضرينا إذا!
التعلیقات