كيف يستقبل اهالي كربلاء المشاركين في زيارة الاربعين؟
موقع العتبة الحسينية المقدسة
منذ 7 سنواتلم تشح نفس ام علي عندما قررت استقطاع جزء عن مصروف البيت اليومي لشراء البقالة والمستلزمات المطلوبة لضيافة زوار الامام الحسين في زيارة الاربعين،
سيما انها اعتادت على ذلك مع كل مناسبة دينية تشهدها مدينة كربلاء المقدسة، بحسب زوجها عادل هاشم.
فالزوجة التي انشغلت خلال الايام الماضية بإعداد وجبات الطعام والتحضير لموائد الضيوف الذين سيحلون في بيتها، تجد بذلك تقربا الى الله تعالى والامام الحسين عليه السلام، حتمت على نفسها القيام به.
فيقول عادل هاشم في حديث لموقع العتبة الحسينية الرسمي, ان "عائلته تجند نفسها جميعا مع توافد المشاركين في زيارة الاربعين من كل عام، سيما انهم يفدون سيرا على الاقدام من مناطق شاسعة". مبينا، "يستوجب علينا خدمتهم ورعايتهم كونهم ضيوف الامام الحسين عليه السلام ومدينة كربلاء المقدسة واهلها".
موضحا، "اخصص جزءا من مرتبي الشهري لهذه المناسبة بالذات كون خدمة زوار الامام عليه السلام وضيافتهم شرفا لا يعلو عليه شرف".
واعتاد اهالي كربلاء سنويا عند حلول زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام استضافة القاصدين اليه سيرا على الاقدام من كل حدب وصوب ومن كافة انحاء العالم دون التمييز بين العرق واللون واللغة عبر فتح بيوتهم طيلة ايام الزيارة التي تمتد لبعض الاحيان الى خمسة عشر يوما لمبيت الزوار يصاحبها توفير وجبات الطعام والشراب وغيرها الكثير.
وهاشم الذي فاق الخمسة عقود من عمره يعمل عامل في دائرة توزيع كهرباء كربلاء منذ 20 عاما ووالد لستة اولاد, يرجو الشفاعة من النبي وآل بيته الاطهار صلوات الله عليهم والتقرب الى الله سبحانه وتعالى من خلال استضافته لزوار الحسين عليه السلام والعمل على خدمتهم وتوفير كافة احتياجاتهم.
مشيرا، "بعد سقوط النظام قررنا ان نخطو هذه الخطوة ايمانا منا بعدالة القضية الحسينية وضرورة احياء ذكرها وذكرى اهل البيت عليهم السلام".
ويضيف، "في كل زيارة نخرج انا واولادي وزوجتي الى الطرقات العامة المؤدية الى مرقد الامام الحسين عليه السلام راجين الزائرين قبول استضافتهم".
ويتابع، في البدء كنا نستضيف اعداد قليلة، اما في الوقت الحالي استطعنا استضافة اعدادا تفوق السابق بأضعاف", موضحا, ان "نبادر الى الانتقال الى منازل الاقارب لكي يخلو المنزل كليا لنوفر حيزا اضافيا للزوار في البيت".
بدورها تستعد سندس علوان ذات الاربعين عاما ونيف سنويا لاستقبال زوار زيارة الاربعين مبكرا عبر تهيئة بيتها وكل مستلزمات الراحة قبل موسم الزيارة بفترة ليست بالقليلة وهذا امر اعتادت عليه من ثلاثين عاما.
وتقول علوان, ان "منذ ثلاثة عقود شرعنا باستقبال الزائرين المشاركين في الزيارات الدينية التي تحل بكربلاء المقدسة رغم الظروف الصعبة لتلك الفترة". مبينة, "اغلب اهالي منطقتي ايضا يستقبلون زوار الامام الحسين عليه السلام".
فمبيت الزوار واطعامهم وتنظيف ملابسهم كلها امور توفرها علوان لمدة خمسة عشر يوما مدة استضافة الزوار فيها في بيتها العتيق والمتكئ على جيرانه من مثيلاته من البيوت القديمة في باب الطاق احدى محلات مركز مدينة كربلاء القديمة، التي تبعد بضعة امتار عن المرقد الطاهر للأمام الحسين عليه السلام.
وتكشف علوان, ان "بادرت الى تسجيل منزها وقفا لخدمة زوار الامام الحسين عليه السلام للمدة المقررة لاستضافه الزائرين في كل عام وعلى مدى خمسة عشر يوما".
بدورها اعربت الزائرة ام نرجس الوافدة من مدينة الناصرية للمشاركة في زيارة الاربعين عن ارتياحها الكبير والامتنان اللامحدود للخدمة الحسينية الموجودة على مدار الساعة من قبل اهل الضيافة والكرم والسخاء ونكرات الذات التي يتمتع به اهالي كربلاء حيث قالت بلهجتها الجنوبية (بحياتي ما شفت شي مثل هيج).
وتضيف, "نبقى لمدة اسبوعين في احد دور كربلاء معززين مكرمين طلية ايام الزيارة, فيما يعمل اهل الدار المستضيف على توفير جميع وجبات الطعام على مدار اليوم, فضلا عن متابعة وضعنا الصحي وتنظيف ملابسنا يعملون كخلايا النحل بدون كلل او ملل".
واما الزائر الايراني حامد فتحي حدثنا قائلا، "حرصنا على زيارة الامام الحسين عليه السلام في زيارة الاربعين للسنة الثانية على التوالي، حيث تلقفنا اهالي كربلاء وتم ايوائنا في بيوتهم طيلة مدة الزيارة التي تستمر لأسبوعين".
ويشير نحن نشهد عاشوراء في الجمهورية الاسلامية الايرانية لكننا لم نرى مثل هذا الكرم والسخاء ونكرات الذات التي يتصف بها اهالي كربلاء دون عن كل المدن التي قصدناها للزيارة خارج العراق حسب ما اكده فتحي.
هذا ويستقبل اهالي كربلاء في دورهم من مختلف الجنسيات والقوميات في مناسبة زيارة الاربعين حسب ما اشار اليه رزاق شهيد الذي قال، "استقبلت في بيتي طيلة السنوات السابقة جنسيات عدة ومن دول اسلامية وغير اسلامية منها الزوار الاتراك والافغان والاذربيجانيين والباكستانيين وغيرهم".
التعلیقات