هل فعلاً الدهون البنية هي دهون جيّدة؟
موقع جمالك
منذ 6 أشهرعندما نسمع كلمة "دهون" يخطر على بالنا فوراً المأكولات الدسمة والوزن الزائد... ولكن هذا الأمر لا ينطبق على "الدهون البنية"! على العكس تماماً، فهذه الدهون مفيدة جدّاً للصحة وتساعد بشكل أساسي على إنتاج الطاقة لتدفئة الجسم. أكملي القراءة لكي تُعمّقي معرفتكِ بالدهون البنية أكثر.
ما هي الدهون البنية؟
ما هي الدهون البنية؟
يحتوي الجسم على نوعين من الدهون: النوع الأوّل هو الدهون البيضاء التي تتراكم في مختلف أنحاء الجسم من جرّاء الأكل الدسم وتُسبّب زيادة في الوزن. أمّا النوع الثاني فهو الدهون البنية التي تكون موجودة في مناطق معيّنة من الجسم. يمكن للدهون البيضاء أن تتحوّل لدهون بنية بآلية لم يتمكّن العلماء من فهمها بدقة بعد، كما لا تزال الكثير من الأمور المتعلّقة بهذا النوع من الدهون قيد البحث.
الوظيفة الرئيسيّة لهذه الدهون هي الحفاظ على دفء الجسم، لكن يُعتقد أن هذا النوع من الدهون قد يساعد في حماية الجسم من بعض الأمراض. كما أنّ نسبة الدهون البنية تكون مرتفعة جدّاً في أجسام الريّاضيين المحترفين، والرضع، في حين تنخفض مع التقدّم بالعمر فتصبح النسبة قليلة جدّاً في أجسام البالغين والمسنّين، الأمر الذي يفسّر سبب شعور المسنّين بالبرد أكثر من المراهقين والأطفال.
أين توجد الدهون البنية في الجسم؟
على عكس الدهون البيضاء المنتشرة في كافة الجسم، تكون الدهون البنيّة موجودة في مناطق معينة من الجسم وهي:
الرقبة
العمود الفقري الكتفي
حول الكلية
تحت الإبط
فوائد الدهون البنية
على عكس الدهون البيضاء التي قد ترفع من فرص إصابتكِ بالعديد من الأمراض وأبرزها السمنة، للدهون البنية العديد من الفوائد والوظائف، مثل:
1- تقليل فرص إصابة الرضيع بحالة انخفاض الحرارة
تحتوي أجسام المواليد الجدد على نسبة مرتفعة من الدهون البنية، تقارب 5% من وزن الجسم الكلي، وتتركّز هذه الدهون في محيط النصف العلوي من العمود الفقري وأسفل الكتفين. يعمل هذا النوع من الدهون على تنظيم حرارة جسم الرضيع، وتوليد الحرارة في أجسامهم عند التواجد في بيئة باردة أو خلال الرضاعة. تساعد الدهون البنية هذه على تقليل فرص إصابة الرضيع بحالة انخفاض الحرارة Hypothermia الخطيرة والتي قد تؤدّي للوفاة، فأجسام المواليد الجدد عاجزة عن الارتجاف، والرجفة هي إحدى الآليات التي يتّبعها الجسم لتوليد الحرارة. لذا يمثّل نشاط الدهون البنية آلية طبيعية بديلة لتوليد الحرارة والدفء. مع تقدّم الطفل في العمر يصبح بمقدور الجسم الارتجاف فتبدأ نسبة هذا النوع من الدهون بالانخفاض.
2- تدفئة الجسم
يعمل الجسم عندما تتدنّى درجة حرارته على إنتاج هرمون النورإبينفرين Norepinephrine، وتحتوي خلايا الدهون البنية على مستقبلات حساسة تجاه هذا الهرمون، لذا وبمجرّد إنتاج الهرمون المذكور تقوم هذه المستقبلات بإعلام الميتوكندريا لتبدأ بإنتاج الطاقة لتدفئة الجسم والحفاظ على استقرار حرارته. لذا قد يستنزف الجسم جزءاً كبيراً من مخزون الدهون البنية في الأجواء الباردة. لذلك، كلّما كانت نسبة الدهون البنية عالية في الجسم، كلما انخفض الشعور بالبرد.
3- فقدان الوزن الزائد
قد تساعد الدهون البنية على فقدان الوزن، إذ يُعتقد أن:
الدهون البنية تستخدم الدهون البيضاء لتوليد الطاقة، لذا يمكن أن تساعد على إنقاص كتلة الدهون البيضاء.
الدهون البنية قد تساعد على تعزيز حرق السعرات الحرارية وتسريع الأيض.
الدهون البيضاء قد تتحوّل تحت ظروف معيّنة إلى دهون بنية، ولكن هذا الموضوع لا يزال قيد الدراسة.
4- مقاومة بعض الأمراض الخطيرة
يُعتقد أيضاً أن الدهون البنية قد تساعد على خفض منسوب بعض المواد الضارّة في مجرى الدم والتي ترتبط بنشأة بعض الأمراض المزمنة. لذا يمكن لارتفاع نسبة هذا النوع من الدهون أن يقلّل احتمالية إصابتكِ ببعض الأمراض، مثل: مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، وفشل القلب الاحتقاني.
تركيبة الدهون البنية
تتكوّن الدهون البنية من خلايا شحمية Adipocytes، وهذه الخلايا تحتوي على ما يأتي:
عدة قطيرات شحمية صغيرة على عكس خلايا الدهون البيضاء، والتي تحتوي كل منها على قطيرة شحمية واحدة.
كمية من الميتوكندريا الغنيّة بالحديد تفوق تلك الموجودة في خلايا الدهون البيضاء، والميتوكندريا تعمل على تفكيك السكريات والدهون البيضاء لتحولها لطاقة. كما أن محتواها من الحديد هو ما يضفي على الدهون البنية لونها المميّز.
كما تحتوي أنسجة الدهون البنية على عدد أكبر من الشعيرات الدموية مقارنة بالدهون البيضاء، بالإضافة لأنواع خاصة من الأعصاب لتحفيز خلايا هذا النوع من الدهون لتقوم بوظائفها.
مصادر الدهون البنية
الدهون البنية تكون موجودة في الجسم منذ الولادة، ولا توجد مصادر للدهون البنية تساعد على تزويد الجسم بها من الخارج. ولكن، يمكن زيادة نسبة هذه الدهون في الجسم من خلال إحدى الطريقتين التاليتين.
1- تعريض الجسم إلى درجة حرارة منخفضة
إن تعريض جسمكِ لدرجات حرارة باردة يساعد في زيادة الخلايا الدهنية البنية. تشير بعض الأبحاث إلى أن التعرّض لمدة ساعتين فقط يوميّاً لدرجات حرارة تبلغ حوالي 66 درجة فهرنهايت (19 درجة مئوية) قد يكون كافيّاً لزيادة نسبة الدهون البنية. من أجل تعريض الجسم إلى درجة حرارة منخفضة من خلال مجموعة من الطرقة المختلفة.
أخذ حمام بارد أو حمام جليدي من طريق زيادة الدهون البنية في الجسم.
عدم تشغيل التدفئة في المنزل يساهم في رفع نسبة الدهون البنية في الجسم.
الخروج في الطقس البارد من الطرق الأخرى لتبريد جسمكِ وربما تكوين المزيد من الدهون البنية.
2- ممارسة الرياضة
لا توجد أبحاث كافية لمعرفة ما إذا كانت التمارين الرياضية تنتج المزيد من الدهون البنية أم لا. ولكنّ جسم الرياضيين يحتوي على نسبة أعلى من الدهون البنية مقارنةً بأجسام غير الرياضيين لذلك يرجّح الأطباء أنّ يكون للرياضة دوراً مهمّاً في زيادة نسبة الدهون البنية في الجسم، ويأملون أن يتم إجراء دراسات موّسعة أكثر حول هذا الموضوع.
التعلیقات