دلهم بنت عمرو زوجة زهير بن قين
السيد حسين الهاشمي
منذ 3 أشهرتوجد في حكاية زهير بن القين مع زوجته دُلهَم بنت عمرو وكيفية لحوقه بالركب الحسيني عليه السلام وانضمامه إلى أصحاب الإمام الحسين عليه السلام نكتة حائزة على الأهمية، وهي دور دُلهَم بنت عمرو في حصول السعادة الأبدية لزهير بن القين رحمة الله عليه والتحاقه بالإمام الحسين عليه السلام.
حكاية التحاق زهير بن القين بالإمام الحسين عليه السلام
يروي أبي مخنف: « عن رجل من بني فزارة، قال: كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة نساير الحسين عليه السلام، فلم يكن شيء أبغض إلينا من أن نسايره في منزل، فاذا سار الحسين تخلّف زهير بن القين، و اذا نزل الحسين تقدّم زهير، حتى نزلنا في منزل لم نجد بدّا من أن ننازله فيه، فنزل الحسين عليه السلام في جانب، و نزلنا في جانب. فبينا نحن جلوس نتغدى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين عليه السلام حتى سلم ثم دخل فقال: يا زهير بن القين؛ إن أبا عبد الله الحسين بن علي بعثني إليك لتأتيه. فطرح كل انسان ما في يده حتى كأنّ على رءوسنا الطير. قالت دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين: فقلت له: أ يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه! سبحان الله! لو أتيته فسمعت كلامه، ثم انصرفت. فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه. ثم قال لأصحابه: من أحب منكم أن يتبعني؛ و إلا فانه آخر العهد! إني سأحدثكم حديثا: غزونا ففتح الله علينا و أصبنا غنائم، فقال سلمان الفارسي: أ بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنائم؟ فقلنا: نعم، فقال لنا:« اذا أدركتم شباب آل محمد صلى الله عليه و آله فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم منكم بما أصبتم من الغنائم» فأما أنا فاني أستودعكم الله. فلم يقم معه منهم أحد، و خرجوا مع المرأة و أخيها حتى لحقوا بالكوفه. ثم قال لامرأته: أنت طالق، الحقي بأهلك، فاني لا أحب أن يصيبك من سببي إلا خير. فقامت إليه و بكت و ودعته و قالت كان الله عونا و معينا خار الله لك أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام» (1).
أحيانًا تكون كلمة واحدة كفيلة بإيقاظ الإنسان من غفلته وتنبيهه. في حياتنا جميعًا نحتاج إلى شخص مخلص ينبهنا ويكون سببًا في يقظتنا من غفلتنا. فالسيدة دلهم بنت عمرو هي التي اقنعت زوجها زهير بن القين حتى يلحق بالإمام الحسين عليه السلام حيث قالت: « أ يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه! سبحان الله! لو أتيته فسمعت كلامه، ثم انصرفت» (2).
من هي دُلهَم بن عمرو زوجة زهير بن القين؟
لم تذكر حياة دُلهَم بنت عمرو في كتب التاريخ وغيرها من الكتب إلا في هذه العبارات التي ذكرناها لكم في قضية لحوق زهير بن القين بالإمام الحسين عليه السلام. لكن يمكننا أن نفهم أمورًا متعددة من كلامها مع زوجها زهير بن القين، وتسبيبها في لحوق زهير بن القين رحمه الله بالإمام الحسين عليه السلام وسعادته الأبدية
منها: أن دُلهَم بنت عمرو كانت من العارفين بحق أهل البيت عليهم السلام ومقاماتهم عند الله سبحانه وتعالى. لأنها في وقت لم يكن زهير بن القين يريد الذهاب إلى الإمام الحسين عليه السلام، تعجبت دُلهَم بنت عمرو من هذه التصرفات وقالت: « أ يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه! سبحان الله!» (3).
حضورها في عاشوراء
عندما نقرأ حكاية زهير بن القين وكلامه مع زوجته دُلهَم بنت عمرو، يمكننا أن نفهم أنها لم تحضر في واقعة عاشوراء ولم تُسبَ مع بنات رسول الله صلى الله عليه وآله. فإنها كما ذكرنا بعد أن طلقها زهير بن القين، لم تعترض عليه وقالت: « فقامت إليه و بكت و ودعته و قالت كان الله عونا و معينا خار الله لك أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام» (4)، لكن توجد روايات تاريخية تدلّ على أنها بقيت مع آل البيت عليهم السلام ورافقتهم بعد طلاق زهير بن القين لها. فقد روي أنها غضبت على زهير بن القين حين أراد أن يذهب بها إلى عائلتها وقالت: «أتريد أن تقتل بين يدي إبن بنت رسول الله وتتركني وحدي؟ هيهات. وذهبت مع زهير إلى كربلاء» (5)، وأيضا روى إبن سعد في الطبقات الكبرى: « و كان زهير بن القين قد قتل مع الحسين فقالت امرأته. لغلام له يقال له شجرة: انطلق فكفن مولاك» (6)، فتدل هذه الرواية التاريخية على أنها كانت حاضرة في يوم عاشوراء وشهدت مصرع زوجها والإمام الحسين عليه السلام، وكانت مع بنات رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك اليوم العظيم وفي تلك الواقعة الأليمة.
حكاية التحاق زهير بن القين بالإمام الحسين عليه السلام
يروي أبي مخنف: « عن رجل من بني فزارة، قال: كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة نساير الحسين عليه السلام، فلم يكن شيء أبغض إلينا من أن نسايره في منزل، فاذا سار الحسين تخلّف زهير بن القين، و اذا نزل الحسين تقدّم زهير، حتى نزلنا في منزل لم نجد بدّا من أن ننازله فيه، فنزل الحسين عليه السلام في جانب، و نزلنا في جانب. فبينا نحن جلوس نتغدى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين عليه السلام حتى سلم ثم دخل فقال: يا زهير بن القين؛ إن أبا عبد الله الحسين بن علي بعثني إليك لتأتيه. فطرح كل انسان ما في يده حتى كأنّ على رءوسنا الطير. قالت دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين: فقلت له: أ يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه! سبحان الله! لو أتيته فسمعت كلامه، ثم انصرفت. فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه. ثم قال لأصحابه: من أحب منكم أن يتبعني؛ و إلا فانه آخر العهد! إني سأحدثكم حديثا: غزونا ففتح الله علينا و أصبنا غنائم، فقال سلمان الفارسي: أ بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنائم؟ فقلنا: نعم، فقال لنا:« اذا أدركتم شباب آل محمد صلى الله عليه و آله فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم منكم بما أصبتم من الغنائم» فأما أنا فاني أستودعكم الله. فلم يقم معه منهم أحد، و خرجوا مع المرأة و أخيها حتى لحقوا بالكوفه. ثم قال لامرأته: أنت طالق، الحقي بأهلك، فاني لا أحب أن يصيبك من سببي إلا خير. فقامت إليه و بكت و ودعته و قالت كان الله عونا و معينا خار الله لك أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام» (1).
أحيانًا تكون كلمة واحدة كفيلة بإيقاظ الإنسان من غفلته وتنبيهه. في حياتنا جميعًا نحتاج إلى شخص مخلص ينبهنا ويكون سببًا في يقظتنا من غفلتنا. فالسيدة دلهم بنت عمرو هي التي اقنعت زوجها زهير بن القين حتى يلحق بالإمام الحسين عليه السلام حيث قالت: « أ يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه! سبحان الله! لو أتيته فسمعت كلامه، ثم انصرفت» (2).
من هي دُلهَم بن عمرو زوجة زهير بن القين؟
لم تذكر حياة دُلهَم بنت عمرو في كتب التاريخ وغيرها من الكتب إلا في هذه العبارات التي ذكرناها لكم في قضية لحوق زهير بن القين بالإمام الحسين عليه السلام. لكن يمكننا أن نفهم أمورًا متعددة من كلامها مع زوجها زهير بن القين، وتسبيبها في لحوق زهير بن القين رحمه الله بالإمام الحسين عليه السلام وسعادته الأبدية
منها: أن دُلهَم بنت عمرو كانت من العارفين بحق أهل البيت عليهم السلام ومقاماتهم عند الله سبحانه وتعالى. لأنها في وقت لم يكن زهير بن القين يريد الذهاب إلى الإمام الحسين عليه السلام، تعجبت دُلهَم بنت عمرو من هذه التصرفات وقالت: « أ يبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه! سبحان الله!» (3).
حضورها في عاشوراء
عندما نقرأ حكاية زهير بن القين وكلامه مع زوجته دُلهَم بنت عمرو، يمكننا أن نفهم أنها لم تحضر في واقعة عاشوراء ولم تُسبَ مع بنات رسول الله صلى الله عليه وآله. فإنها كما ذكرنا بعد أن طلقها زهير بن القين، لم تعترض عليه وقالت: « فقامت إليه و بكت و ودعته و قالت كان الله عونا و معينا خار الله لك أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام» (4)، لكن توجد روايات تاريخية تدلّ على أنها بقيت مع آل البيت عليهم السلام ورافقتهم بعد طلاق زهير بن القين لها. فقد روي أنها غضبت على زهير بن القين حين أراد أن يذهب بها إلى عائلتها وقالت: «أتريد أن تقتل بين يدي إبن بنت رسول الله وتتركني وحدي؟ هيهات. وذهبت مع زهير إلى كربلاء» (5)، وأيضا روى إبن سعد في الطبقات الكبرى: « و كان زهير بن القين قد قتل مع الحسين فقالت امرأته. لغلام له يقال له شجرة: انطلق فكفن مولاك» (6)، فتدل هذه الرواية التاريخية على أنها كانت حاضرة في يوم عاشوراء وشهدت مصرع زوجها والإمام الحسين عليه السلام، وكانت مع بنات رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك اليوم العظيم وفي تلك الواقعة الأليمة.
1) وقعة الطف (لأبي مخنف الأزدي) / المجلد: 1 / الصفحة: 188 / الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت – بيروت / الطبعة: 3.
2) وقعة الطف (لأبي مخنف الأزدي) / المجلد: 1 / الصفحة: 189 / الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت – بيروت / الطبعة: 3.
3) وقعة الطف (لأبي مخنف الأزدي) / المجلد: 1 / الصفحة: 189 / الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت – بيروت / الطبعة: 3.
4) وقعة الطف (لأبي مخنف الأزدي) / المجلد: 1 / الصفحة: 188 / الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت – بيروت / الطبعة: 3.
5) معالي السبطين (للحائري المازندراني) / المجلد: 1 / الصفحة: 381 / الناشر: مؤسسة طريق السماء – تبريز / الطبعة: 1.
6) الطبقات الكبرى (لإبن سعد) / المجلد: 1 / الصفحة: 81 / الناشر: مؤسسة الهدف للإعلام والنشر – القاهرة / الطبعة: 1.
التعلیقات