التعارض
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 6 سنواتأكثر أفراد المجتمع لهم أهداف في الحياة يسعون إلى الوصول إليها بمناهج مختلفة، وهذه المناهج تختلف من شخض إلى الآخر الأمر الذي يؤدي إلى خلق اختلافات وتعارض في الآراء بين الفرد والأسرته أولاً، ومن ثم المجتمع ثانياً؛ ولهذا تعد التعارضات
الموجودة جزءًا من حياة البشر، ولّما تكون الروابط وثيقة وقريبة تظهر هذه التعارضات بشكل أوضح في حياة الشخص.
تحدث في بعض الأحيان أجواء غير مريحة في البيت بسبب بعض الاختلافات البسيطة التي قد تكون ليست لها أهمية، لكن كل احد من الطرفين لا يتنازل عن موقفه، وبالنهاية يسبب إلى تعكير الجو وخلق حالة عدم الصفاء الروحي داخل الأسرة، فهذه التعارضات الموجودة بين الزوج والزوجة تسبب كل هذه الأمور، فماذا على الزوجين فعله حتى لا تؤثر عليهم هذه الأمور بشكل سلبي؟
ولهذا على الإنسان أن يتقن طرق المواجهة مع هذه الظاهرة بشكل صحيح وبصورة منطقية؛ لكي يكون سعيداً في حياته مع أفراد أسرته أولاً، وثانياً مع أفراد مجتمعه، وهذه الظاهرة قضية اعتيادية قد يتعرض إليها أي فرد من أفراد المجتمع؛ لأن مستويات الكل تختلف ولهذا نسمع دائماً من أهل الخبرة والذين لهم باع في تجارب الحياة أن على الإنسان أن ينتخب شريكة حياته من نفس مجتمعه ومن الطبقة الاجتماعية والمالية نفسها حتى يكون الزوجين متقاربان من مختلف الجهات من الناحية الفكرية والاقتصادية...
وهنا نذكر بعض الأمور التي تساعد في حل التعارض
1ـ الإنصات بوجهٍ حسن
عندما تعرض مشكلة لأحد الزوجين أو تصبح عنده حاجة، هذه الطريقة تكون من أفضل الطرق لتخفيف همومه وحزنه، وإن كانت المشكلة لم تنحل بمجرد صنع هذا الجو اللطيف، لكنه يساعد على خفق التوتر وخلق جو جديد يساعد على حل المشكلة بالكلام الطيب والتعقل، كما عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في هذا المقام يقول: (حسن البِشر نصف العقل).(1)
2ـ قوة التعبير عن وجود التعارض من دون مجادلة
هذه المهارة تساعد الزوجين على حل الاختلافات والتعارضات، ورفع المشاكل بأقل ما يمكن من المجادلة، الشخص يستطيع أن يبين رأيه، ويظهر معتقداته من دون خلق جو مملوء بالحقد وعدم احترام الطرف المقابل، ويروى عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (لا يَستَكمِلُ عَبدٌ حَقيقَةَ الإيمانِ حتّى يَدَعَ المِراءَ و إن كانَ مُحِقّا).(2)
3ـ دعم العاطفي وأحترام المقابل
أحد طرق حل التعارض الموجود بين الزوجين، كثرة الدعم العاطفي والاحترام بين الزوجين، فالعلاقة بينهما طردية كلما زاد الاحترام والدعم العاطفي كانت حل المشاكل بينهما أسهل وأسرع على رغم وجود التعارض في الآراء، فهنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه يوصي ولده محمد بن الحنيفية بهذا الأمر: (فدارها على كل حال وأحسن الصحبة لها؛ ليصفو عيشك)،(3) وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (سَعيدَةٌ سَعيـدَةٌ اِمْـرَأَةٌ تُكْـرِمُ زَوْجَـها وَلا تُـؤْذيهِ وَتُطْيـعُهُ فى جَميـعِ اَحْـوالِهِ).(4)
4ـ السيطرة على الأمور وتحليل المشكلة
نحتاج إلى فهم المشكلة قبل أن نبحث عن حلول لها، ومالم يتم ذلك فإن الجهود اللاحقة التي سنبذل لحلها يمكن أن تقودنا في الاتجاه الخطأ، وتتضمن عملية تحليل المشكلة جمع كل المعلومات ذات الصلة بها، وتمثيلها بطريقة ذات معنى لكي يتسنى لنا رؤية العلاقات بين المعلومات المختلفة، والسيطرة على بيان نوع التعارض وكيفية تحليلها؛ لكي لا نخرج عن الموضوع.
لكي يكون الإنسان سعيداً في حياته يجب أن يغض بصره على كثير من المشاكل والاختلافات وخصوصاً الشباب الذين في أول طريق الحياة فالزمان له دور أساسي في حل التعارضات واختلاف الآراء الموجودة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مستدرك الوسائل: ج14، ص 171.
2ـ منية المريد: ص 171.
3ـ وسائل الشيعة: ج 20، ص 169.
4ـ بحار الأنوار: ج103، ص 253.
التعلیقات