دعاء لوجع الاذن
الشيخ مهدي المجاهد
منذ ساعتينوجع الأذن هو من الأوجاع المزعجة التي تؤثر على قدرة الإنسان في التركيز والعمل، كما يمكن أن يكون له تأثير كبير على الحياة اليومية. منذ العصور الإسلامية، اهتم أئمة أهل البيت عليهم السلام بالتوجيهات والعلاجات التي تساهم في التخفيف من آلام الأذن والوقاية منها، حيث وردت عدة روايات تتعلق بمعالجة هذا النوع من الآلام، إضافة إلى نصائح هامة حول الوقاية.
الطب الإسلامي، الذي يعكس ما ورد عن الأئمة المعصومين عليهم السلام، يقدم لنا رؤى متكاملة فيما يتعلق بمعالجة الأمراض الجسدية، بما فيها وجع الأذن. في روايات عديدة، نجد حلولًا بسيطة وفعالة لعلاج هذه المشكلة، سواء كانت عن طريق التداوي بالأعشاب أو بالعلاج الروحي مثل الذكر والدعاء. كما وردت أيضًا نصائح حول الوقاية التي تساهم في تجنب هذه الآلام، مما يبرز أهمية الرعاية الذاتية والتوعية الصحية في الإسلام.
إحدى الروايات المشهورة تتحدث عن العوذة التي يرددها الشخص عند الشعور بوجع في أذنه، حيث يُوصى بقراءة دعاء خاص سبع مرات، مما يعكس البُعد الروحي في علاج هذا المرض. بالإضافة إلى ذلك، نجد في الروايات الأخرى توجيهات حول الأدوية الطبيعية مثل السداب والزيوت العطرية، التي تعد علاجات فعالة في تخفيف الألم وعلاج التهابات الأذن.
ومن جهة أخرى، نجد اهتمامًا واضحًا من الأئمة في الوقاية من أمراض الأذن، حيث وردت نصيحة الإمام الرضا عليه السلام حول وضع القطن في الأذن أثناء النوم لتجنب الآلام. هذه النصائح تبرز فهم الأئمة عليهم السلام العميق لاحتياجات الجسم البشري، وتُظهر كيف أن الوقاية قد تكون أهم من العلاج في بعض الحالات.
في هذا المقال، سنستعرض مجموعة من الروايات التي تعالج وجع الأذن، بالإضافة إلى الوقاية التي وردت في هذه النصوص الشريفة، وندرس كيف يمكننا الاستفادة من هذه العلاجات والتوجيهات في حياتنا اليومية.
عوذة لوجع الاذن
ورد في الخبر عن يونس ابن ظبيان عن أبى عبد الله عليه السلام قال شكوت وجعاً في اذني فقال : « ضع يدك عليه وقل : أَعُوذُ بِاللَّهِ اَلَّذِي سَكَنَ لَهُ مَا فِي اَلْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ وَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ سَبْعَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ يَبْرَأُ بِإِذْنِ اَللَّهِ تَعَالَى » (1).
للحصاة في الاذن
وروي عن بكر عن عمه سدير قال اخذت حصاة فحككت اذنى فغاصت فيها فجهدت كل جهد ان اخرجها من اذنى فلم اقدر عليه انا ولا المعالجين فحججت ولقيت الباقر عليه السلام فشكوت إليه ما لقيت من المها فقال للصادق عليه السلام يا جعفر خذ بيده فاخرجه الى الضوء فانظر فنظر فيه وقال لا أرى شيئا وقال ادن مني فدنوت ثم قال اخرجها كما ادخلتها بلا مؤنه ولا مشقة وقال قل ثلاث مرات كما قلت فقلتها فقال لي ادخل اصبعك فادخلتها واخرجتها بالاصبع التي ادخلتها والحمد لله رب العالمين (2).
دواء الاذن جيد مجرب إذا ضربت عليك
جاء في الخبر عن ابراهيم بن محمد المتطبب قال : شكا رجل من الاولياء الى بعضهم عليهم السلام وجع الاذن وانه يسيل منه القيح والدم قال له: « خُذْ جُبُنّاً عَتِيقاً أَعْتَقَ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَدُقَّهُ دَقّاً جَيِّداً نَاعِماً، ثُمَّ اخْلِطْهُ بِلَبَنِ امْرَأَةٍ، وَ سَخِّنْهُ بِنَارٍ لَيِّنَةٍ ثُمَّ صُبَّ مِنْهُ قَطَرَاتٍ فِي الْأُذُنِ الَّتِي يَسِيلُ مِنْهَا الدَّمُ، فَإِنَّهَا تَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى » (3).
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : « السَّدابُ (4) جَيِّدٌ لِوَجَعِ الأُذُنِ » (5).
و قال في القانون السداب الرطب حار يابس في الثاني و اليابس حار يابس في الثالثة و اليابس السري حار يابس في الرابعة و عصارته المسخنة في قشور الرمان يقطر في الأذن فينقيها و يسكن الوجع و الطنين و الدوي و يقتل الدود و يطلى به قروح الرأس و يحد البصر خصوصا عصارته مع عصارة الرازيانج و العسل كحلا و أكلا و قد يضمد به مع السويق على ضربان العين.
و من الأدوية لوجع الأذن: يؤخذ كفّ سمسم غير مقشّر، و كفّ خردل يدقّ كلّ واحد على حدة، ثمّ يخلطان جميعا، و يستخرج دهنهما و يجعل في قارورة و يختم بخاتم حديد، فإذا أردت شيئا منه فقطّر منه في الأذن قطرتين، و سدّها بقطنة ثلاثة أيّام، فإنّها تبرأ بإذن الله تعالى.
و منه: دواء الأذن إذا ضربت عليك: يؤخذ السداب و يطبخ بزيت و يقطر فيها قطرات، فإنه يسكن بإذن الله عز و جل (6).
وقد ورد في الخبر عن أبي جعفر عليه السلام أنّ رجلاً شكى صمماً، فقال : امسح يدك عليه و اقرأ عليه: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ (7) (8).
لوجع الاذن: يقرأ على دهن الياسمين أو البنفسج سبع مرات قوله تعالى : ﴿ كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ﴾ (9) ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ (10) ويصب في الاذن (11).
الوِقايَةُ مِن بَعضِ أمراضِ الاُذُنِ في روايات أهل البيت عليهم السلام
تعتبر الوقاية من الأمراض جزءًا أساسيًا من الرؤية الصحية التي دعا إليها أهل البيت عليهم السلام، حيث بيّنوا أهمية العناية بالجسم والوقاية من المشاكل الصحية قبل حدوثها. ومن بين هذه النصائح القيمة التي وردت عنهم، نجد التوجيهات الخاصة بالوقاية من وجع الأذن الذي يعاني منه الكثيرون في حياتهم اليومية.
في حديث للإمام الرضا عليه السلام، نجد نصيحة مهمة تتعلق بحماية الأذنين من المشاكل المحتملة، حيث يقول: « مَن أرادَ ألاّ يَشتَكِيَ اُذُنَهُ ، فَليَجعَل فيها عِندَ النَّومِ قُطنَةً » (12). هذه النصيحة البسيطة تكمن في أن وضع القطن في الأذن أثناء النوم قد يحميها من التعرض لأي عوامل قد تسبب ألمًا أو التهابًا.
كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله، في حديث آخر أن: « نَفَقَةُ دِرهَمٍ فِي الخِضابِ أفضَلُ مِن نَفَقَةِ دِرهَمٍ في سَبيلِ اللّهِ ؛ إنَّ فيهِ أربَعَ عَشَرَةَ خَصلَةً : يَطرُدُ الرّيحَ مِنَ الأُذُنَينِ » (13). في هذا الحديث، يربط النبي صلى الله عليه وآله بين الخضاب والعناية بالأذن، حيث يعزز الخضاب قدرته على طرد الريح، وهو مرض يعترى الأذن، ويعد من وسائل الوقاية الهامة التي تحفظ الأذنين من الأمراض.
توضح هذه الروايات أهمية الوقاية في الحفاظ على صحة الأذنين، وتبيّن كيف يمكن لبعض العادات البسيطة أن تلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من الأمراض التي تصيب الأذن وتسبب آلامًا مزعجة.
1ـ طبّ الأئمة عليهم السلام ؟ ابن بسطام / المجلّد : 1 / الصفحة : 22.
2ـ طبّ الأئمة عليهم السلام ؟ ابن بسطام / المجلّد : 1 / الصفحة : 22.
3ـ طبّ الأئمة عليهم السلام ؟ ابن بسطام / المجلّد : 1 / الصفحة : 73.
4ـ نبت معروف يقال لها الفيجن، يشبه الصعتر.
5ـ المحاسن / ابو جعفر البرقي / المجلّد : 2 / الصفحة : 515.
6ـ حلية المتقين فى آلادب و السنن و الاخلاق / العلامة المجلسي / المجلّد : 1 / الصفحة : 412.
7ـ سورة الحشر : الآية 21 – 24.
8ـ بحار الأنوار / للعلامة المجلسي / المجلّد : 92 / الصفحة : 61.
9ـ سورة لقمان : الآية 7.
10ـ سورة الإسراء : الآية 36.
11ـ بحار الأنوار / للعلامة المجلسي / المجلّد : 92 / الصفحة : 61.
12ـ طب الإمام الرضا عليه السلام / الصفحة ٣٧؛ بحار الأنوار / العلامة المجلسي / المجلّد : 62 / الصفحة : 324.
13ـ الكافي / للشيخ الكليني / المجلّد : 6 / الصفحة : 482 ج ٦.
التعلیقات