ذَكاءُ الأمّ
السيد حيدر الجلالي
منذ 6 سنواتعماد: أُسكتي أيّتها الغبيّة؛ لقد ضجّ الجيران من كثرة صراخك ..
جنان (أخت عماد) وهي مستمرة بالبكاء: هذا لا يعنيك..
يونس (أب عماد وجنان): اقلعي عن البكاء فوراً، لقد قُلتُ لكِ ألف مرّة أن تُراعي شعور الجيران..
جنان (أخت عماد) وهي مستمرة بالبكاء: هذا لا يعنيك..
يونس (أب عماد وجنان): اقلعي عن البكاء فوراً، لقد قُلتُ لكِ ألف مرّة أن تُراعي شعور الجيران..
ولكن كانت جنان تمضي في صراخها، فسارع أبوها إلى طيّ أوراقه مهدداً، بينما يبتسم عماد لانتصاره عليها. وفي اللحظة دخلت فردوس (أمّ عماد وجنان) قائلة بصوت رقيقٍ غير معتمدةٍ على العنف ودون شدة-؛ لأنّها كانت تعلم أنّ المشاعر من شأنها أن تخرج أولاً-:كفى ما حدث، ثمّ توجّهت إلى جنان قائلة: إنّكِ حاقدة على عماد.. أليس كذلك؟
طأطأت جنان رأسها نحو الأسفل موافقة لقول أمّها، وشعرت بالهدوء عندما عرفت أنّ والدتها فهمت حقيقة شعورها، ثّم استأنفت فردوس قائلة: لكنكِ مخطئة يا عزيزتي بعملك هذا الجلب..
ثمّ التفتت إلى عماد قائلة له :أمّا أنت يا شقي، فتبدو مسروراً لإثارة هذا الجلب والزوبعة على أختك...
هنا نظر الثلاثة إلى بعضهم الآخر متعجّبين ومتحيّرين؛ لأنّ ما صدر عن فردوس في هذه المرّة كان يختلف تماماً عن عادتها في شَدّ شعورها وصراخها عند الغضب في الماضي !!
مرّة أخرى اتجهت فردوس نحو جنان؛ لأنّها لاحظت أنّ جنان لا تزال غاضبة، وقالت لها وهي تحمل ورقةً وقلماً:
إسمعي يا عزيزتي، عندما يغضب الناس، ويفقدون عقولهم، يَوُدّون –غالباً- أن يبادروا بأفعال غير معقولة، وهذا أمر غير صحيح كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "لَا تَسْرَعَنَّ إِلَى الْغَضَبِ فَيَتَسَلَّطَ عَلَيْكَ بِالْعَادَةِ"،(1) فإليكِ هذه الأدوات لترسمي (صورة كروكية)، وتعبّري عمّا تريدين فعله لأخيك.. -لابد من ملاحظة هذه النقطة بأنّ هدف فردوس من هذا العمل كان إخراج مشاعر جنان المكبوتة نحو أخيها-، وفعلاً رَسَمت جنان صورة تمثّلها وهي تحمل بندقية تطلق بها النّار على عماد، وقدّمتها لأمّها التي قالت لها بلهجة موافقة:
هذا حقيقي، فأنا أعلم أنّكِ تودّين اطلاق النّار على أخيك، وأبوكِ يعلم هذا أيضاً..
هنا تدّخل يونس، وقال لفردوس: ماذا تقولين ؟! هل جننتِ ؟!
فأجابت فردوس: لا يا عزيزي .. لست مجنونة..
والتفتت إلى جنان قائلة: والآن أرجو يا عزيزتي عندما تشعرين مرة ثانية بمثل هذا الشعور نحو أخيك، أن ترسمي ما تشعرين به تماماً، ولا تُعبّري عن شعوركِ بالصراخ؛ لأنّ الصراخ لا يفيدك شيئاً..
ثمّ قال عماد لأمّه: فماذا أفعل عندما أستاء من صراخ جنان وبعض أفعالها كما يحدث كثيراً ؟!
أجابت فردوس: لماذا لا تحاول صياغة بعض الأبيات الشعرية تعبيراً فيها عمّا تريد يا عزيزي ؟!
هنا نظر يونس إلى فردوس باستهانة، ولكن ما أقبل المساء حتى كان عماد قدّم لأمّه ورقة تحتوي على أبيات من الشعر، يصف فيها بأنّ جنان ثرثارة، كثيرة المشاغب، ويعبّر عن مشاعره نحوها بأنّه يودّ أن يملأ فَمَها بالغراء ليقفله بإحكام.
بعد ساعة عندما كان يونس يُذاكر في حجرته، وسمع هذا الكلام، فابتسم ابتسامة عريضة، ثمّ قال في نفسه: ماشاءالله، والله نفعت طريقتها (طريقة فردوس) وأنّ الصراخ والعصبية لا تنفع شيئاً.
ثمّ بعد ذلك تصالحا الأخ والأخت بذكاء الأم، وجلس عماد وجنان يُشاهدان التلفاز معاً وهما على وفاق....
طأطأت جنان رأسها نحو الأسفل موافقة لقول أمّها، وشعرت بالهدوء عندما عرفت أنّ والدتها فهمت حقيقة شعورها، ثّم استأنفت فردوس قائلة: لكنكِ مخطئة يا عزيزتي بعملك هذا الجلب..
ثمّ التفتت إلى عماد قائلة له :أمّا أنت يا شقي، فتبدو مسروراً لإثارة هذا الجلب والزوبعة على أختك...
هنا نظر الثلاثة إلى بعضهم الآخر متعجّبين ومتحيّرين؛ لأنّ ما صدر عن فردوس في هذه المرّة كان يختلف تماماً عن عادتها في شَدّ شعورها وصراخها عند الغضب في الماضي !!
مرّة أخرى اتجهت فردوس نحو جنان؛ لأنّها لاحظت أنّ جنان لا تزال غاضبة، وقالت لها وهي تحمل ورقةً وقلماً:
إسمعي يا عزيزتي، عندما يغضب الناس، ويفقدون عقولهم، يَوُدّون –غالباً- أن يبادروا بأفعال غير معقولة، وهذا أمر غير صحيح كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "لَا تَسْرَعَنَّ إِلَى الْغَضَبِ فَيَتَسَلَّطَ عَلَيْكَ بِالْعَادَةِ"،(1) فإليكِ هذه الأدوات لترسمي (صورة كروكية)، وتعبّري عمّا تريدين فعله لأخيك.. -لابد من ملاحظة هذه النقطة بأنّ هدف فردوس من هذا العمل كان إخراج مشاعر جنان المكبوتة نحو أخيها-، وفعلاً رَسَمت جنان صورة تمثّلها وهي تحمل بندقية تطلق بها النّار على عماد، وقدّمتها لأمّها التي قالت لها بلهجة موافقة:
هذا حقيقي، فأنا أعلم أنّكِ تودّين اطلاق النّار على أخيك، وأبوكِ يعلم هذا أيضاً..
هنا تدّخل يونس، وقال لفردوس: ماذا تقولين ؟! هل جننتِ ؟!
فأجابت فردوس: لا يا عزيزي .. لست مجنونة..
والتفتت إلى جنان قائلة: والآن أرجو يا عزيزتي عندما تشعرين مرة ثانية بمثل هذا الشعور نحو أخيك، أن ترسمي ما تشعرين به تماماً، ولا تُعبّري عن شعوركِ بالصراخ؛ لأنّ الصراخ لا يفيدك شيئاً..
ثمّ قال عماد لأمّه: فماذا أفعل عندما أستاء من صراخ جنان وبعض أفعالها كما يحدث كثيراً ؟!
أجابت فردوس: لماذا لا تحاول صياغة بعض الأبيات الشعرية تعبيراً فيها عمّا تريد يا عزيزي ؟!
هنا نظر يونس إلى فردوس باستهانة، ولكن ما أقبل المساء حتى كان عماد قدّم لأمّه ورقة تحتوي على أبيات من الشعر، يصف فيها بأنّ جنان ثرثارة، كثيرة المشاغب، ويعبّر عن مشاعره نحوها بأنّه يودّ أن يملأ فَمَها بالغراء ليقفله بإحكام.
بعد ساعة عندما كان يونس يُذاكر في حجرته، وسمع هذا الكلام، فابتسم ابتسامة عريضة، ثمّ قال في نفسه: ماشاءالله، والله نفعت طريقتها (طريقة فردوس) وأنّ الصراخ والعصبية لا تنفع شيئاً.
ثمّ بعد ذلك تصالحا الأخ والأخت بذكاء الأم، وجلس عماد وجنان يُشاهدان التلفاز معاً وهما على وفاق....
1- عيون الحكم و المواعظ « لليثي الواسطي، علي بن محمد» / المجلد : 1 / الصفحه : 522
التعلیقات