يوم الغذاء العالمي وحل الأزمة
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 6 سنواتتحتفل منظمة الفاو بيوم الغذاء العالمي كل عام في 16 أكتوبر/تشرين الأول لإحياء ذكرى تأسيس المنظمة في عام 1945 م. وتنظم بهذه المناسبة أحداث في أكثر من 150 بلدا في جميع أنحاء العالم، مما يجعل منها أحد أهم الأيام للاحتفال في تقويم الأمم المتحدة. وتعزز هذه الأحداث الوعي والعمل على الصعيد العالمي من أجل أولئك الذين يعانون من الجوع وضرورة ضمان الأمن الغذائي والنظم التغذية للجميع.(1)
شيءٌ جميل ولطيف جعل يوم للتوعية وتثقيف الناس حول قضية الغذاء وما يحصل في العالم خصوصاً في قضية الجوع، ولكن يا ترى لماذا احتجنا الى هذا اليوم؟
لم نحتاج إلى تخصيص هذا اليوم إلاّ أننا ابتعدنا عن مبادئ الإسلام وقيمه النبيلة! نعم لو كنا نعمل بما أمر به الإسلام لقضينا على جميع المشاكل التي نواجهها، وخصوصاً قضية الفقر، ويمكن القول أنّ الفقر أحد أكثر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية انتشاراً في أنحاء العالم، فلا تكاد يوجد بلدٌ من البلدان غنياً كان أم فقيراً، متطوراً أم متخلّفاً، إلا وفيه نسبةٌ من الفقر، كما أنّ للفقر آثار تهلك الكثيرين في حال عدم التصدي له؛ ولذلك عالج الإسلام الفقر بأساليب عديدةٍ، منها: المساواة بين جميع الطبقات، والأجناس، والألوان في الكرامة الإنسانيّة؛ بحيث تكون المفاضلة على أساس التقوى، والانتاج، والعمل الصالح، بالإضافة إلى ترسيخ مبادئ التكافل الاجتماعي؛ من خلال إيجاد حلولٍ عديدةٍ، ومنها:
الخمس: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ).(2)
الزكاة: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ).(3
قال الإمام الصادق عليه السلام: (انما وضعت الزكاة اختباراً للأغنياء ومعونة للفقراء، ولو أن الناس أدوا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً، ولاستغنى بما فرض الله عز وجل له. وإن الناس ما افتقروا، ولا احتاجوا، ولا جاعوا، ولا عروا إلاّ بذنوب الأغنياء، وحقيق على الله تبارك وتعالى أن يمنع رحمته ممن منع حق الله في ماله، وأقسم بالذي خلق الخلق وبسط الرزق أنه ما ضاع مال في بر ولا بحر إلاّ بترك الزكاة).(4)
زكاة الفطرة: وهي واجبة على كلّ من توفرت فيه شرائط زكاة الفطرة، بأن يدفع عن نفسه وعن كلّ من يعيله عن كلّ شخص مقدار ثلاث كيلوات مما يعتبر قوتاً شائعاً لذلك البلد أو قيمته وقت الأداء.
الكفّارات: وهي: 1 ـ كفّارة صيد المحرم. 2 ـ كفّارة الظهار. 3 ـ كفّارة القتل خطأ. 4 ـ كفّارة القتل عمداً. 5 ـ كفّارة قضاء رمضان. 6 ـ كفّارة الإفطار في رمضان. 7 ـ كفّارة النذر. 8 ـ كفّارة اليمين. 9 ـ كفّارة العهد. 10 ـ كفّارة يمين البراءة. 11 ـ كفّارة جز المرأة شعرها في المصاب. 12 ـ كفّارة نتف شعر المرأة في المصاب. 13 ـ كفّارة شق الرجل ثوبه. 14 ـ كفّارة وطىء الزوجة في الحيض. 15 ـ كفّارة صوم الاعتكاف.
الصدقة: فقد شجّع الإسلام على الصدقة بشكلٍ عام، وأكدت الروايات الشريفة عن فوائد الصدقة كما جاء في الخبر عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه: (إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله . . . وصدقة السر فإنها تكفر الخطيئة، وصدقة العلانية فإنها تدفع ميتة السوء).(5)
فإذا التزمنا بهذه التعاليم نستطيع أن نقضي عن قضية الفقر والجوع الذي هو اليوم موضوع بحثنا.
ــــــ
1ـ http://www.fao.org/world-food-day/2017/about/ar/
2ـ سورة الأنفال: 41.
3ـ سورة البينة: 5.
4ـ جامع أحاديث الشيعة: ج 8، ص 23.
5ـ نهج البلاغة: الخطبة رقم 110.
التعلیقات