السعي في حل مشاكل المؤمنين
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 5 سنواتلقد اهتم الإسلام بذكر مكارم الأخلاق، وشجّع المؤمنين على العمل بها، ومنحها مكانة مرموقة وعالية جداً، وجعل لها أجر وثواب عظيم، ومن جملة تلك المكارم العظيمة ما يرتبط بتفريج هموم المؤمنين وجعل لها مرتبة ومكانة عظيمة، حيث قرن هذا الأمر بأمر عظيم وخصه بـ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُوْنَ﴾(1) أي يوم القيامة سوف يفرّج الله همه وغمه، ويكشف كربته وأي شيء أعظم من هذا الأمر في ذلك اليوم؟!
نعم، وقد ورد عن مولانا الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال: «مَن فَرَّجَ عن مُؤمِنٍ، فَرَّجَ اللّهُ عَن قَلبِهِ يَومَ القِيامَةِ» (2)، فيجب على الإنسان أن يسعى في حل مشاكل أخيه المؤمن، وأن يمد يد العون له، والسعي لإزالة هذه الكربة أو تخفيفها، وكم لهذه المواساة من أثر في قلب المكروب، ومن هنا يليق به أن يكون جزائه من الله سبحانه وتعالى بأن يفرّج عنه كربة هي أعظم من ذلك وأشد: إنها كربة الوقوف والحساب، وكربة السؤال والعقاب، فما أعظمه من أجر، وما أجزله من ثواب.
ولقد حثّنا الإسلام بواسطة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام لحل مشاكل المؤمنين والتنفيس عن كرباتهم، ولا ريب أن هذا العمل عظيم عند الله. عظيم في نفوس الناس، إذ الحياة مليئة بالمشقات والصعوبات، مطبوعة على التعب والكدر، وقد تستحكم كربها على المؤمن، حتى يحتار قلبه وفكره عن إيجاد المخرج، فعند إدخال السرور على قلب أخيك المؤمن تساعده على صعوبات الحياة ومشقاتها، وترفع عنه همه وحزنه، فهنا يحصل أمران للإنسان:
أحدها في دار الدنيا حيث يمتلئ قلب المؤمن بالفرح والبهجة، ويشعر بنوع من راحة البال.
والأمر الآخر في دار الآخرة كما أخبر بذلك الإمام الصادق عليه السلام: «إذا بَعَثَ اللّه ُ المؤمنَ مِن قَبرِهِ خَرَجَ مَعهُ مِثالٌ يَقدُمُ أمامَهُ، كُلَّما رَأى المؤمنُ هَوْلاً مِن أهوالِ يَومِ القِيامَةِ قالَ لَهُ المِثالُ: لا تَفزَعْ ولا تَحزَنْ···
فيقولُ لَهُ المؤمنُ :··· مَن أنتَ ؟
فيقولُ: أنا السُّرورُ الذي كُنتَ أدخَلتَ على أخيكَ المؤمِنِ» (3).
فهنيئاً لمن يوفّق لهذا العمل، وقد يكون بأمور بسيطة تستطيع أن تكشف كرب أخيك المؤمن وهمه، وعلى سبيل مثل: مجرد استماعك إلى ما يعانيه، وتصبّره على تحمل المتاعب، وتذكره أنه سوف يؤجر أو تبتسم بوجهه، أو تزرع الأمل في قلبه والأفضل من كل هذه الأمور أن تسعى في محل المشكلة من الأساس بشكل جذري، فإن لم تستطع فلا تتركه وحيداً في تحمل هذه المشاكل.
1ـ سورة الشعراء: الآية 88.
2ـ الكافي: ج ۲، ص ۲۰۰.
3ـ الكافي: ج 2، ص 190.
التعلیقات