المرأة الاروبية في قرون الوسطى
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 5 سنواتفي رومية اجتمع مجمع كبير وبحث في شؤون المرأة فقرر أنها كائن لا نفس له، وأنها لن ترث الحياة الأخروية لهذه العلة، وأنها رجس يجب أن لا تأكل اللحم، وأن لاتضحك، بل ولا أن تتكلم، وعليها أن تمضي أوقاتها في الصلاة والعبادة والخدمة .
وفي بدايات القانون الانكليزي غير المكتوب كانت ثمة تهمة تتعلق بسلاطة اللسان، وتوجه للمرأة التي يعهد منها الفظاظة وكثرة الصخب، حيث كان القانون يعاقبها بسبب الإزعاج العام .
وفي العصور الوسطى كانت العقوبة تتخذ أحياناً شكل «لجام السليطة»، وهو أداة تشبه القفص مصنوعة من المعدن، وتحيط برأس المرأة، ولها لجام يدخل في فم المرأة، ويحد من حركة لسانها.
كانت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ذات تأثير توحيدي وثقافي كبير في العصور الوسطى مع انتقائها من العلوم اللاتينية والمحافظة على فن الكتابة والإدارة المركزية من خلال شبكة الأساقفة الخاصة بها. وتاريخيًا في الكنائس الكاثوليكية وغيرها من الكنائس القديمة، كان دور الأسقف مقتصرًا على الرجال، ومع تأسيس الرهبنة المسيحية، باتت أدوار أخرى داخل الكنيسة متاحة للنساء. وابتداءً من القرن الخامس فصاعدًا، وفرت الأديرة المسيحية فرصًا لبعض النساء للهرب من مسار الزواج وتربية الأطفال واكتساب معرفة القراءة والكتابة والقيام بدور ديني أكثر نشاطًا.
وكان الغزل إحدى الحرف النسائية التقليدية في ذلك الوقت، وكان يتم تنفيذه مبدئيًا باستخدام مغزل وفلكة المغزل، وتم تقديم عجلة المغزل بحلول نهاية العصور الوسطى المبكرة.
بالرغم من ذلك كله لا يمكننا القول بأن الأغلبية الساحقة كانت من القويات المحظوظات بالسلطة. معظم النساء، حتى اللاتي عشن في ظروف حياتية كريمة، لم يكن لهن رأي يذكر في الاتجاه الذي سلكته حياتهن وعادة ما يتم ترتيب زواج الشابات من قبل عائلاتهن لأزواج لم يكن لديهم كذلك خيار كبير في شراكته. أما الحصول على الاستقلالية القانونية التامة والحكم الذاتي على الموارد المالية، فكان أمرًا نادرًا جدًّا على المرأة المسكينة، لن يتحقق إلا إذا انضم الزوج لعداد الموتى!
أما من آثرن العيش في الأديرة كراهبات، عشن حياة التأمل والصلاة والعمل خلف جدران الدير أو داخل خلية فردية، كما نصت عليهم الأحكام الخاصة بالراهبات. على الرغم من أن تفضيل نمط الحياة الممل هذا قد يكون من الصعب فهمه اليوم، إلا أنه كان بالنسبة إلى امرأة من القرون الوسطى، بالطبع له مميزات، واحدة منهم ربما كانت تجنب مخاطر الحمل والإنجاب مثلًا.
المرأة في العصور الحديثة
انعقد في فرنسا اجتماع سنة 1586 م؛ ليبحث شأن المرأة، وما إذا كانت تُعدُّ إنساناً أو لاتُعدُّ إنساناً. وبعد النقاش قرر المجتمعون أن المرأة إنسان، ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل.
وفي شباط عام 1938 م صدر قانون يلغي القوانين التي كانت تمنع المرأة الفرنسية من بعض التصرفات المالية، وجاز لها ولأول مرة – في تاريخ المرأة الفرنسية – أن تفتح حساباً جارياً باسمها في المصارف.
وفي إنكلترة بقيت النساء حتى السنة 1850م غير معدودات من المواطنين، وظلت المرأة حتى سنة 1882م وليس لها حقوق شخصية، فلا حق لها بالتملك.
التعلیقات