الربيع في الروايات
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتالربيع هو فصل من فصول السنة الأربعة للمناطق المعتدلة يأتي بعد الشتاء، ويسبق الصيف. هناك عدة تعاريف للربيع منها:
التعريف المناخي: (نصف فصل يقع بين الفصل البارد والفصل الحار)، والتقويمي: (يختلف باختلاف التقاويم والمناطق).
وفي الاعتدال الربيعي يكون طول النهار تقريباً 12 ساعة، وتزيد كلما تقدمت أيام الفصل.
تعني كلمة الربيع الفصل المناخي، وتلمح أيضاً إلى التجديد، والانبعاث، وإعادة الولادة وإعادة النمو. وهو الوقت حيث تخضر الأرض بلون العشب، وتتفتح الأزهار، وتعتدل درجات حرارة الهواء، وتنشط الحيوانات بعد سباتها أي نومها في الشتاء.
وهذا يشار إليه في روايات أهل البيت عليهم السلام، وقد ورد عنهم أن تلقوا برد الربيع لما فيه من فوائد جمة، فعن أحد المعصومين (ع) أنه قال: «توقوا البرد في أوله وتلقوه في آخره، فإنه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار، أوله يحرق، وآخره يورق». (1)
(تَوَقّوا البرد): أي احفظوا أنفسكم من أذاه في أول الشتاء، و(تَلَقّوه): أي استقبلوه في آخر الشتاء وعند مجيء الربيع. (آخِرُه يُورِق): لأن البرد في آخره يمس الْأَبدان بعد تعودها عليه، فيكون عليها أخف، فينتعش الجسم كما تنتعش الشجرة وتورق.
ويعد أول يوم في فصل الربيع بمثابة بداية العام الجديد، ويسمى في التقويم الإيراني بالنوروز. يمثل عيد النوروز (المعروف أيضًا باسم النيروز) أحد أهم الأعياد التقليدية التي يُحتفل بها في إيران وفي العديد من البلدان الأخرى التي تعيش فيها جاليات إيرانية مثل أذربيجان وأفغانستان وطاجيكستان، وتحتفل به أيضًا الشعوب الكردية في تركيا والعراق وسوريا وغيرها في بقاع أخرى، وكذلك تحتفل العديد من الشعوب التركية بعيد النيروز.
ولهذا العيد طقوس واحتفالات خاصة، تجعل منه مناسبة اجتماعية متميزة، تتجلّى في لقاء الأسر وزياراتها للأخرى بصبغة دينية في المجتمع الإيراني تحت عنوان صلة الرحم، وهناك مراسم وطقوس حسب المجتمعات.
وقد جاء لهذا اليوم أوصاف في حديث المعلى بن خنيس عن الإمام الصادق عليه السلام من جملة تلك الأوصاف يشير بها الإمام عليه السلام بأن الفرج إن شاء الله يكون متوقع في هذا اليوم: «وَمَا مِنْ يَوْمِ نَيْرُوزٍ إِلَّا وَنَحْنُ نَتَوَقَّعُ فِيهِ الْفَرَجُ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَيَّامِنَا وَأَيَّامِ شِيعَتِنَا». (2)
وأيضا توجد رواية في قبول هدية أيام نوروز: «اُتي علي عليه السلام بهدية النيروز، فقال عليه السلام: ما هذا؟
قالوا: يا أمير المؤمنين اليوم النيروز، فقال عليه السلام: اصنعوا لنا كل يوم نيروزاً». (3)
وعندما نجمع بين الروايتين نستنتج منهما أن الفرج يتوقع في كل يوم.
1ـ بحار الأنوار: ج 59، ص 271.
2ـ زاد المعاد: ص 327.
3ـ من لا يحضره الفقيه: ج۳ ، ص ۳۰۰.
التعلیقات