احتجاج الصحابي سلمان الفارسي
زهراء الكواظمة
منذ 3 سنواتمدة القرائة: 4 دقائق
ما نقدمه إليكم هو احتجاج سلمان الفارسي رضي الله عنه في خطبة له خطبها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله على القوم لما تركوا أمير المؤمنين عليه السلام، واختاروا غيره، ونبذوا العهد المأخوذ عليهم وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: خطب سلمانُ الفارسي رحمة الله عليه الناس، بعد أن دفن النبي صلى الله عليه وآله بثلاثة أيام، فقال فيها: ألا يا أيها الناس! اسمعوا عني حديثي، ثم أعقلوه عني، ألا وإني أوتيت علما كثيرا، فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، لقالت طائفة منكم: هو مجنون، وقالت طائفة أخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان، ألا إن لكم منايا، تتبعها بلايا، ألا وإن عند علي عليه السلام، علم المنايا، والبلايا، وميراث الوصايا وفصل الخطاب، وأصل الأنساب، على منهاج هارون بن عمران من موسى عليهما السلام؛ إذ يقول له رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت وصيي في أهل بيتي، وخليفتي في أمتي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولكنكم أخذتم سنة بني إسرائيل، فأخطأتم الحق، فأنتم تعلمون، ولا تعلمون.
أما والله لتركبن طبقا عن طبق، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. أما والذي نفس سلمان بيده، لو وليتموها عليا لأكلتم من فوقكم، ومن تحت أقدامكم، ولو دعوتم الطير لأجابتكم في جو السماء، ولو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم، ولما عال(1) ولي الله، ولا طاش لكم سهم من فرائص الله(2) ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولكن أبيتم، فوليتموها غيره، فأبشروا بالبلايا، واقنطوا من الرخاء، وقد نابذتكم على سواء، فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء.
عليكم بآل محمد عليهم السلام؛ فإنهم القادة إلى الجنة، والدعاة إليها يوم القيامة.
عليكم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؛ فوالله لقد سلمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين، مرارا جمة(3) مع نبينا، كل ذلك يأمرنا به، ويؤكده علينا فما بال القوم؟ عرفوا فضله؛ فحسدوه، وقد حسد هابيل قابيل فقتله، وكفارا قد ارتدت أمة موسى بن عمران، فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل، فأين يذهب بكم أيها الناس ويحكم ما لنا وأبو فلان وفلان؟! أجهلتم أم تجاهلتم؟ أم حسدتم أم تحاسدتم؟ والله لترتدن كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف، يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة، ويشهد الشاهد على الكافر بالنجاة، ألا وإني أظهرت أمري، وسلمت لنبيي، واتبعت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة عليا أمير المؤمنين عليه السلام وسيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين، وإمام الصديقين، والشهداء والصالحين.(4)
أما والله لتركبن طبقا عن طبق، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. أما والذي نفس سلمان بيده، لو وليتموها عليا لأكلتم من فوقكم، ومن تحت أقدامكم، ولو دعوتم الطير لأجابتكم في جو السماء، ولو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم، ولما عال(1) ولي الله، ولا طاش لكم سهم من فرائص الله(2) ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولكن أبيتم، فوليتموها غيره، فأبشروا بالبلايا، واقنطوا من الرخاء، وقد نابذتكم على سواء، فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء.
عليكم بآل محمد عليهم السلام؛ فإنهم القادة إلى الجنة، والدعاة إليها يوم القيامة.
عليكم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؛ فوالله لقد سلمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين، مرارا جمة(3) مع نبينا، كل ذلك يأمرنا به، ويؤكده علينا فما بال القوم؟ عرفوا فضله؛ فحسدوه، وقد حسد هابيل قابيل فقتله، وكفارا قد ارتدت أمة موسى بن عمران، فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل، فأين يذهب بكم أيها الناس ويحكم ما لنا وأبو فلان وفلان؟! أجهلتم أم تجاهلتم؟ أم حسدتم أم تحاسدتم؟ والله لترتدن كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف، يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة، ويشهد الشاهد على الكافر بالنجاة، ألا وإني أظهرت أمري، وسلمت لنبيي، واتبعت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة عليا أمير المؤمنين عليه السلام وسيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين، وإمام الصديقين، والشهداء والصالحين.(4)
1ـ عال: افتقر.
2ـ طاش إليهم: مال عن الهدف.
3ـ جمة: كثيرة.
4ـ الطبرسي، ابو منصور، كتاب الاحتجاج: ج 1، ص 149 ـ 152.
التعلیقات