عن الرضا في أجر البكاء للحسين عليه السلام
البكاء للحسين عليه السلام
منذ 13 سنةدخلت على الرضا عليه السلام في اوّل يوم من المحرم ، فقال لي : يا إبن شبيب أصائم انت ؟ فقلت : لا ، فقال : انّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربّه عزوجل فقال :
« رَبِّ هَبْ لِى مِنْ لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ » فاستجاب اللّه له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلى في المحراب أنّ اللّه يبشرك بيحيى ،فمن صام هذا اليوم ثم دعا اللّه عزوجل استجاب اللّه له كما استجاب لزكريا عليه السلام .
ثم قال : يا ابن شبيب انّ المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيّها ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله ، فلا غفر اللّه لهم ذلك ابدا .
يا ابن شبيب ان كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن عليّ بن ابي طالب عليه السلام فانه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الارض شبيهون ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل الى الارض من الملائكة اربعة آلاف لنصره ، فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر الى ان يقوم القائم ،
فيكونون من انصاره وشعارهم يا لثارات الحسين ..
يا بن شبيب لقد حدّثني أبي عن ابيه عن جدّه انّه لمّا قتل جدي الحسين أمطرت السماء دما وترابا أحمر ، يا بن شبيب ان بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خدّيك غفر اللّه لك كلّ ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلاً كان أو كثيرا .
يا ابن شبيب ان سرّك أن تلقى اللّه عزوجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام ،
يا بن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنيّة في الجنة مع النبي صلىاللهعليه وآله فالعن قتلة الحسين ..
يا ابن شبيب ان سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته :
« يَا لَيْتَني كُنْتُ مَعَهُمْ فَأفُوز فَوزا عَظِيما » .
يا ابن شبيب ان سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ،
فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا ، فلو أنّ رجلاً تولّى حجرا لحشره اللّه معه يوم القيامة ..
[ أمالي الصدوق ، المجلس 27 ، الرقم 5 ، عيون اخبار الرضا عليهالسلام 1:229 ، وعنهما في البحار 44:285 ، ح23 ]
التعلیقات