العلاقات الودّية بين السيدة زينب وأخيها الإمام الحسين عليه السلام
سيّد محمّد كاظم القزويني
منذ 14 سنةولكن العلاقات الودية وروابط المحبة بين الإمام الحسين وبين أخته السيدة زينب (عليهما السلام) كانت في القمة وكانت تمتاز بمزايا ، ولا أبالغ إذا قلت : لا يوجد ولم يوجد في العالم أخ وأخت تربطهما روابط المحبة والوداد مثل الإمام الحسين وأخته السيدة زينب . فإن كلاً منهما كان قد
ضرب الرقم القياسي في مجال المحبة الخالصة ، والعلاقات القلبية .
وكيف لا يكونان كذلك وقد تربيا في حجر واحد وتفرعا من شجرة واحدة ؟!
ولم تكن تلك العلاقات منبعثة عن عاطفة القرابة فحسب ، بل عرف كل واحد منهما ما للآخر من الكرامة ، وجلالة القدر وعظم الشأن.
فالسيّدة زينب تعرف أخاها بأنّه :
سيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتعلم بأنّ الله تعالى قد أثنى على أخيها في آيات كثيرة من القرآن الكريم ، كآية المباهلة ، وآية المودة ، وآية التطهير ، وسورة "هل أتى" ، وغيرها من الآيات والسور .
بالاضافة إلى أنّها عاشت سنوات مع أخيها في بيت واحد ، وشاهدت ما كان يتمتع به أخوها من مكارم الأخلاق والعبادة والروحانية ، وعرفت ما لأخيها من علو المنزلة ، وسمو الدرجة عند الله عزّوجلّ .
وتعلم أنّه إمام منصوب من عند الله تعالى ، منصوص عليه بالإمامة العظمى ، والولاية الكبرى من الرسول الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم .
مع توفر شروط الإمامة ولوازمها فيه ، كالعصمة ، والعلم بجميع أنواع العلوم ، وغير ذلك .
وهكذا يعرف الإمام الحسين (عليه السلام) أخته السيّدة زينب حق المعرفة ، ويعلم فصائلها وفواضلها وخصائصها .
ومن هنا يمكن لنا أن نطلع على شيء من مدى الروابط القوية بين هذا الأخ العظيم وأخته العظيمة .
وقد جاء في التاريخ : أنّ الإمام الحسين (عليه اسلام) كان يقرأ القرآن الكريم ـ ذات يوم ـ فدخلت عليه السيّدة زينب ، فقام من مكانه وهو يحمل القرآن بيده ، كل ذلك احتراماً لها (1).
1 ـ كتاب (ذخيرة المعاد) للشيخ زين العابدين المازندراني.
التعلیقات