التوتر النفسي والمنغصات اليومية
زينب الشمري
منذ 16 سنةللتوتر النفسي اثار ومشاكل صحية تنعكس على الحياة الاجتماعية والمادية والتي لم يعد من الممكن تجاهلها واعتبارها غير مهمة، فقطاع كبير من الناس يكاد يكونون في حالة اصطدام يومي مع ما يتعرضهم مما لا يخطر على البال وبالاخص المواطن العراقي وما تجري عليه من ضغوط يومية وما يتعرض له من عمليات ارهابية واختطاف وقتل وانفجارات وما شابه ذلك من جهة والمشاكل المادية والازمات المتلاحقة الواحدة تلو الاخرى (نفط وبانزين وكهرباء ... الخ)، من جهة اخرى كل هذه الاعباء تسبب التوتر العصبي مما قد يجعل المرء غير حكيم في معالجة المنغصات وعلى اكثر من صعيد ولذلك فان للتوتر النفسي اثار ضارة على صحة الفرد والذي يؤدي الى الاصابة بالامراض القلبية والنفسية الحادة ويؤدي ايضاً الى ظهور الاعراض الهستيرية المتشابهة تماما مع الامراض العضوية.
وقد يكون سبباً مباشراً لعوامل اخرى كارتفاع ضغط الدم وحالات القصور وجلطة الشرايين التاجية وفي بعض هذه الحالات يكون من الصعب على المريض الاقتناع بانه لا يعاني من اي مرض عضوي.
فالتوتر النفسي نجده عادة في الاشخاص الذين يتحملون المسؤوليات الجسيمة وكذلك نجده ايضاًَ مع رجال السياسة والاعلام فهؤلاء الاشخاص غالباً ما يكونون مرهفي الحس ويتميزون بشدة الالتزام بالمواعيد وتحمل مضايقات العمل والاعباء النفسية من اجل الوصول الى الهدف المقصود. وكذلك فإننا نلاحظ ايضاً ظهور امراض القلب في شبابنا حتى في العشرينيات من العمر بعد ان كنا لا نراها الا في الاعمار المتقدمة نتيجة المشاكل التي يواجهونها في الحياة. وعليه فإن التوتر النفسي يعتبر في المرتبة الاولى انتشاراً بين الامراض النفسية.
اسباب التوتر النفسي:
هناك اسباب ناتجة عن الافكار المكبوتة والنزعات والغرائز مما يؤدي الى التوتر (القلق) وهي ما يسمى بالعوامل الديناميكية وكذلك عوامل اخرى تسمى العوامل السلوكية باعتباره سلوكاًُ مبنياً على ما يعرف بالتجاوب الشرطي وعوامل اخرى حيوية تقوم بإثارة الجهاز العصبي الذاتي مما يؤدي الى ظهور زمرة من الاعراض الجسمية وذلك بتأثير مادة الابنفرين على الأجهزة المختلفة وقد وجد ثلاثة نواقل في الجهاز العصبي تلعب دوراً هاماً في التوتر النفسي هي النورابنفرين (Norepinephrine) والسيروتونين (Serotonin) والقابا (GABA)، وكذلك عوامل وراثية فقد اثبتت الدراسات وجود عوامل وراثية واضحة في التوتر النفسي لاسيما في مرض الفزع (Panic disorder).
اعراض حدوث الضغط النفسي والتوتر:
هناك بعض التغييرات الجسدية والسلوكية التي يمكن من خلالها الاستدلال على وقوع الانسان فريسة للضغوط النفسية ومشاكل الحياة. هذه الاعراض تختلف بين شخص وآخر وهذا dعتمد على تفسير الشخص للموقف الذي نجم عنه التوتر والضغط النفسي بالدرجة الاولى وقد تحدث بعض الاعراض المتناقضة طبقاً لنوع الافراد.
ويمكن تلخيص اعراض حدوث الضغط النفسي والتوتر بما يلي:
1- الم في الظهر والكتف.
2- فقدان الشهية وعدم الاكل.
3- الشراهة (الاكل الزائد).
4- الارق (عدم القدرة على النوم).
5 - كوابيس (احلام مزعجة).
6 - جفاف الحلق.
7 - النرفزة وسرعة الغضب.
8 - الكآبة والملل.
9 - البكاء.
10 - الضحك.
11 - عدم القدرة على التركيز وشرود الذهن.
12 - عسر الهضم (الإمساك).
13 - الاسهال.
14 - الضعف والوهن العام للجسم.
15 - تشنج وتوتر العضلات.
16 - الرغبة في الهروب من الموقف.
17 - الصداع (المستمر).
كيفية تجنب حدوث التوتر النفسي ومضاعفاته
بإتباع الخطوات التالية:
1 - ضبط النفس.
2 - تهدئة الاعصاب والتحكم فيها.
3 - عدم اللجوء الى العادات السيئة في حالات الضيق (مثل التدخين).
4 - تناول الامور بالعقل وبالاساليب العلمية.
5 - التحلي بقوة الارادة.
6 - الايمان القوي.
7 - القناعة.
فوائد التوتر النفسي؟!
فمن جانب آخر يقال ان للتوتر النفسي فوائد جمة فلولاه لما استطاع الانسان حل اي مشكلة صغيرة كانت ام كبيرة لكسب المرء شيء من الخبرة لمعرفة الآخر ودروس الحياة ضمن احتمالات تكون له بمثابة الدرع الواقي في معاركه المعنوية القادمة متى ما بدأت. الا انه ومن الطبيعي جداً فإن امتلاك رهافة من الاحاسيس تجعل المرء في حالة تحفز من القادم المجهول الذي ينظر له بحذر من درجة (بين وبين).
التعلیقات
٢