الممارسة الإعلامية للسيدة زينب عليها السلام
فهيمة العيد
منذ 16 سنةكل حادثة او واقعة.. تندثر بمرور الأيام.. وتذوب في الزمان.. وينساها الناس، لكن واقعة عاشوراء تخرج على هذه القاعدة.. وتتميز، لتجدد نفسها في كل عام.. وفي كل مكان.
وخلود القضية الحسينية امر قد تنبأت به السيدة زينب عليها السلام في موقفين: اولهما عندما قالت لابن اخيها زين العابدين عليه السلام "لقد اخذ الله ميثاق اناس من هذه الأيام لا تعرفهمفراعنة الامة وهم معروفون في أهل السموات، انهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون بهذا الطف علما لقبر ابيك سيد الشهداء لا يدرس اثره ولا يعفو رسمه على كر الليالي والايام، وليجهدن لديها ائمة الكفر واشياعهم الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد الا ظهوراً وامره الا علواً".
و في موقف آخر عندما قالت ليزيد ولم تكتف السيدة زينب بالتنبؤ.. فقد كان مشروعها الاعلامي الخاص.. يقول الشهيد مطهري: " ابتداء من عصر عاشوراء، تبدأ زينب عليها السلام تتجلى، فمنذ تلك اللحظة انتقلت المهمة الأولى اليها، فقد اصبحت هي رئيسة القافلة ورئاسة القافلة يعني التصدي والمواجهة واي مواجهة تحتاج الى ادوات واي اداة انجع من الكلمة؟ قال تعالى: " يريدون ان يطفئوا نورالله بأفواههم" قال بأفواههم ولم يقل بسيوفهم.. كانت تدرك ان الكلمة سلاح عظيم في اي مواجهة حضارية اذا احسن استغلاله.. وكيف يفوتها ذلك وهي الصحابية الاديبة والعالمة غير المعلمة.. و الا كيف استطاعت ان تؤثر في الرأي العام؟ وتهز عرش الدولة الاموية بعد المصيبة مباشرة.. انتقت فيها كلماتها بدقة متناهية.. اخترقت فيها الضمائر قبل الاسماع.. حتى ان حذيم الراوي يصف ردود فعل الناس الاولية ويقول: "فرأيت الناس حيارى قد ردوا ايديهم الى افواههم، فما وجد غير شيخ يبكي ونساء تصيح، وشباب مذهول، واضطربت الامور".
"فالى الله المشتكى وعليه المعول، فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك امرنا، ولا تدحض عنك عارها".
اما خطبتها الاروع فقد كانت في الشام، وامام الخليفة الاموي يزيد.. تحفة.. تشابكت فيها روح التحدي والمأساة والثكل والتوكل على الله .. وبعد مقدمة صاعقة.. قالت:" امن العدل يال ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن.. يحدو بهن الاعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن اهل.. لقد جرت على الدواهي مخاطبتك..اني لا ستصغر قدرك واستعظم توبيخك وأستكثر تقريعك المناهل"فما كان من يزيد الا ان قام وبفعل تلك الكلمات الناقدة.. باخراج الثلة الايمانية باكملها الى خربة في الشام.. مكان لا يصح لان يعتاش فيه اي كائن حي.. ما الذي اجبرها على ذلك؟؟ لماذا تحملت الاسر والسياط وهي الاميرة ابنة الأمير؟؟ رسالتها...ايمانها بدور الاعلام في حياة الامة.
نحن بحاجة الى اعلام زينب اعلام قوي وملتزم يخلد قضايا الامة وانجازاتها..يكشف الزيف يواجه النهج التغريبي المنظم.. ويكشف الوجه الحقيقي للمرأة المسلمة.. ولن يكون ذلك الا اذا قررت كل امرأة ان تكون مشروعاً اعلامياً.. او ان تسعى لخلق جيل لمشروع اعلامي.." قولوا للناس حسنى " والقول هنا ليس باللسان وانما بالعمل.. بالكتابة.. ولم لا.
التعلیقات