ملكة جمال الاسلام
جعفر مرتضى العاملي
منذ 16 سنةبسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لم يعد غريباً ولا مستهجناً أن نرى الناس في هذا العصر ينتخبون في كل عام ملكة جمال العالم، ثم أن نرى الشعوب والدول وحتى المؤسسات العامة والخاصة تنتخب ملكة جمال من بين فتياتها..
ولم نرهم يعيرون الكثير من الاعتناء للاحتمال الذي يقول: إن هذا الانتخاب غير صحيح لأنه لم يتم من بين جميع فتيات العالم، كما أنه ظالم بالنسبة لأولئك اللواتي لم تتح لهن ظروفهن الاجتماعية أو غيرها للاشتراك بالمسابقة التي يتم التعيين فيها..
وتتكون عادة هيئة منتخبة تقوم بإجراء الفحوصات والقياسات اللازمة لمختلف أجزاء جسم الفتيات المرشحات، وبعد ان يأخذوا بعين الاعتبار ما تحسنه الفتاة من الفنون الحديثة كاللغة الإنكليزية ونحوها كالرقص وركوب الدراجة ولعب كرة القدم هواياتها.. وما شاكل.. وبعد الجمع والتقسيم تعين واحدة لتكون هي المثال للمرأة التي يجب أن تكون كل الفتيات على مثالها وعلى نهجها، ثم تعطى المداليات وتعلق لها الأوسمة، كما وتقدم لها الشهادة بمثابة وثيقة تجمع نوعية المفاهيم التي ارتضوها لأنفسهم ليعيشوا في ظلها وعلى أساسها..
لم يعد غريباً ولا مستهجناً أن نرى الناس في هذا العصر ينتخبون في كل عام ملكة جمال العالم، ثم أن نرى الشعوب والدول وحتى المؤسسات العامة والخاصة تنتخب ملكة جمال من بين فتياتها..
ولم نرهم يعيرون الكثير من الاعتناء للاحتمال الذي يقول: إن هذا الانتخاب غير صحيح لأنه لم يتم من بين جميع فتيات العالم، كما أنه ظالم بالنسبة لأولئك اللواتي لم تتح لهن ظروفهن الاجتماعية أو غيرها للاشتراك بالمسابقة التي يتم التعيين فيها..
وتتكون عادة هيئة منتخبة تقوم بإجراء الفحوصات والقياسات اللازمة لمختلف أجزاء جسم الفتيات المرشحات، وبعد ان يأخذوا بعين الاعتبار ما تحسنه الفتاة من الفنون الحديثة كاللغة الإنكليزية ونحوها كالرقص وركوب الدراجة ولعب كرة القدم هواياتها.. وما شاكل.. وبعد الجمع والتقسيم تعين واحدة لتكون هي المثال للمرأة التي يجب أن تكون كل الفتيات على مثالها وعلى نهجها، ثم تعطى المداليات وتعلق لها الأوسمة، كما وتقدم لها الشهادة بمثابة وثيقة تجمع نوعية المفاهيم التي ارتضوها لأنفسهم ليعيشوا في ظلها وعلى أساسها..
فكانهم يقولون بذلك لبنات العالم:
إن على كل فتاة أن تحسن الرقص وركوب الدراجة وقيادة السيارة واللغة الإنكليزية لتستطيع أن تكون من بين من يمكن أن يسعفها الحظ وتحظى بالحلم السعيد، وهو أن تكون ملكة جمال شعبها أو العالم بأسره. فعملهم هذا يكون في الحقيقة دفعاً للفتيات نحو مثل هذه الأمور الخيالية الوهمية وترجيحها على كل شيء...
إن على كل فتاة أن تحسن الرقص وركوب الدراجة وقيادة السيارة واللغة الإنكليزية لتستطيع أن تكون من بين من يمكن أن يسعفها الحظ وتحظى بالحلم السعيد، وهو أن تكون ملكة جمال شعبها أو العالم بأسره. فعملهم هذا يكون في الحقيقة دفعاً للفتيات نحو مثل هذه الأمور الخيالية الوهمية وترجيحها على كل شيء...
ويقولون لهن أيضاً:
إنه لا مانع من أن تستسلم الفتاة لكل النظرات البهيمية واللمسات الشهوية التي لابد وأن تتعرض لها من قبيل هيئة التحكيم عندما تكون شبه عارية أمامها ومظهرة لكل كنوزها التي يجب أن تكون مستورة عن كل ابتذال وامتهان، ولا مانع ابداً من أن تـنحر كل فضيلة في سبيل ذلك، وأن تضيع جهود جميع الأنبياء والمرسلين(عليهم السلام) ورجال الفضيلة والإصلاح الذي ضحوا بكل غالٍ ونفيس في سبيل إصلاح هذا العالم من أول التاريخ.. وإلى يومنا هذا..
والفتيات لا يستطعن إلا أن يصدقن بصحة هذا الخيال وينجرفن مع التيار الذي لم يرحمهن في السابق وكذلك هو لا يرحمهن في اللاحق ولن يكون غيرهن ضحية رخيصة له، فيهملن كل شيء ويعتقدون أن كل ما في الدنيا ليس إلا ما جاء في فاتورة هيئة الانتخاب، ويحاولن أن لا يكون في العالم أعرف منهن بماء جاء فيها.. ولا يفكرن بالفائدة التي تترتب على أن يحسن ركوب الدراجة أو الرقص أو كرة القدم أو السباحة أو ما شاكل، ولا يسألن أنفسهن هل أن ذلك يوجب تفوقهن وامتيازهن على جميع بنات جنسهن أم لا؟.
هذا كله لو كان لهن جمال يتمكن معه من الاشتراك في المسابقة وإلا فلسوف ينقمن على خالقهن الذي لم يمنحهن ما منح سواهن من أنهن لا ذنب لهن معه. إنهن لا يقدره أن الفتاة عندما تبذل من شرفها وعفتها وعندما تصرف جهدها لمثل هذه الأمور الزائفة، وعندما تقع فريسة بين أيدي أعداء الإنسان والإنسانية إنها تكون في الحقيقة بذلك إنما تتنازل عن ما يؤهلها واقعاً لأن تكون الملكة الحقيقية لكل فتيات العالم.
إن حقيقة الأمر هي أن الدعاية لهذه الأمور ونشر الصور في المجلات التي تستدر الأموال من مثل هذه الطرق الرخيصة.. قد ضيعت الفرصة على الفتيات للتفكير والتأمل في هذا الأمر الذي يمس شرف الإنسان وكرامته ويؤثر على مستقبله من مختلف الجهات تأثيراً بالغاً وأساسياً وحتى مصيرياً أيضاً، وليس ذلك إلا من أجل أن يجد الدرهم والدينار السبيل إلى جيوب فئة تستفيد من مثل هذه الأمور الدعائية إلى مجلاتهم أو جلب الزبائن لسلعهم ومنتجاتهم فيهيمنوا على أفكار الناس وخصوصاً الشباب، ولم يعطوها الفرصة لتقييم الموقف والتأمل في هذا الأمر ليدركوا بفطرتهم أن جمال الصورة وبهاء الوجه وتناسق الأعضاء لا يمكن أن يعطى لأي كائن امتيازاً على أي كائن آخر.. لأن ذلك أمر غير اختياري ولا معنى لأن نعطي الميداليات والأوسمة لشخص على أمر لم يحصل عليه باختياره، وليس هذا إلا كتفضيل الناس بعضهم على بعض على أساس العرق والنسب واللون مع ان ذلك لم يكن اختيارياً لهم، فتمجيد هذا ليس إلا كتمجيد ذاك والميدالية والوسام لشخص من أجل جماله وحسن صورته لا تقل سوءاً عن التمييز العنصري الذي يجعل اللون أو العرق أساساً للتمييز والتفاضل.. لكن الفرق أن الأول ينخدع الناس به وينساقون وراءه بدافع شهواني غريزي يهيمن عليهم ويسيطر على شعورهم دون الثاني ولذ كانت الدعاية والطنطنات والعنعنات له دونه. والذي يجب أن يكون هو أن نعطي الميدالية والأوسمة على أمر اختياري يكون للإنسان ونشاطه أثر في الحصول عليه والوصول إليه، ليستحق التقدير على الجهد الذي قام به وبالعمل الذي أداه، وليكون ذلك من ثم خطوة أولى على طريق وضع الإنسان في خط العمل المنتج من أجل خير البشرية وتقدمها، ولرفع مستواها في مختلف الأصعدة. لكن الإسلام وهو دين الفطرة والمطلع على كل الشؤون والغرائز والطبائع البشرية قد قرر أن التمايز والتفاضل ليس إلا بالمزايا الفاضلة، وبالخلق الرضي الكريم، والعمل الخير البناء..
إنه يعتبر الفتاة التي يجب أن تعطى الأوسمة والميداليات هي تلك الفتاة الواعية الطاهرة النقية التي تعرف كيف تقوم بواجباتها تجاه خالقها وتجاه أسرتها وتجاه زوجها وأطفالها ومن ثم تجاه مجتمعها. ومن هنا نرى القرآن يتحدث عن أن الله يمتدح مريم لأنها:صدقت بكلمات ربها وكانت من القانتين(آخر سورة التحريم) ولنتأمل بعمق قوله: من القانتين حيث جعلها مع الرجال، حيث إنها لا تقصر عنهم في شيء، ثم يعلن أنه تقبلها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً لأنه طهرها، قال تعالى: وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (آل عمران: 47) فقوله: وطهرك بين قوليه: واصطفاك يشعر بأن سبب اصطفائه لها على نساء العالمين هو طهارتها من كل ما هو مشين ومن كل النواقص والعيوب، ولقد كان من صفات مريم الحميدة التي يمدحها عليها القرآن أنها عندما رأت الملاك متمثلاً لها ارتجفت وقالت: "إني أعوذ بك بالرحمن منك" هكذا يجب أن تكون المرأة الفاضلة الطاهرة تخشى حتى من مجرد رؤية الرجل. فهل يصح أن ننظر إلى حالة فتيات اليوم اللواتي لا يهنأ لهن العيش إلا في أحضان الرجال، ولا يعرفن الحياة إلا على البلاجات وفي البارات والمسابح.
وبذلك يعلن الإسلام رأيه في الفتاة التي يجب أن تكون قدوة لكل فتيات العالم، كما ويعلن رأيه في الاسس التي يجب أن يقوم عليها اختيار تلك الفتاة القدوة.
ومن هنا فإننا نرى أن من حقنا أن نلوم المسيحيين الذين ابتدعوا فكرة ملكة الجمال كل اللوم ونقول لهم: لماذا لم تجعلوا مريم قدوة ؟ وهل كان تفوق مريم على نساء العالمين بالرقص أو ركوب الدراجة أم بالسباحة أم بأي شيء مما جعلتموه ملاكاً ومثالاً لأفضل وخير فتاة في العالم ؟! أليس تفوق مريم على نساء العالم كان بعفتها وطهارتها وقيامها بواجباتها كاملة تجاه كل من له حق تجاهها ؟! ولماذا لا تختارون من كانت مثل مريم في العفة والنزاهة والطهر والعمل والخير؟!.
وللمسلمين والمسلمات نقول: لماذا لا تنتخبون مثل فاطمة (عليها السلام) التي هي أفضل من مرين وأفضل من كل نساء العالمين الأولين والآخرين ؟! فاطمة التي تمثل الوعي الإسلامي الأصيل والطهر بأسمى معانيه، والتي لم تكن تخدعها زبارج الحياة وبهارجها، تماماً على عكس بنات اليوم.. فاطمة التي كانت تأكل خبر الشعير وتلبس الخشن ولم يكن في بيتها غسالة ولا براد، وليس لها سيارة ولا غير ذلك.
أما بنات اليوم فلعل ما نشرته إحدى صحف إيران في العهد البائد يعطي صورة أفضل من أي تعبير آخر عن المستوى الذي تعيشه بنات اليوم، وعن الذهنية التي تحملها، يقول النبأ: إن إحدى الفتيات التي تدعي الفهم والمدنية اقترنت بشاب من نوعها وعلى شاكلتها، ولكنها ما لبثت أن عادت إلى المحكمة من جديد وطلبت الطلاق واصرت عليه، على اعتبار أن زوجها كان قد وعدها أن تكون سيارتها من اللون الفلاني ثم تبين أنها ليست من ذلك اللون !!
أهلاً وسهلاً بالحضارة والمدنية التي من هذا القبيل!!.
إنه لا مانع من أن تستسلم الفتاة لكل النظرات البهيمية واللمسات الشهوية التي لابد وأن تتعرض لها من قبيل هيئة التحكيم عندما تكون شبه عارية أمامها ومظهرة لكل كنوزها التي يجب أن تكون مستورة عن كل ابتذال وامتهان، ولا مانع ابداً من أن تـنحر كل فضيلة في سبيل ذلك، وأن تضيع جهود جميع الأنبياء والمرسلين(عليهم السلام) ورجال الفضيلة والإصلاح الذي ضحوا بكل غالٍ ونفيس في سبيل إصلاح هذا العالم من أول التاريخ.. وإلى يومنا هذا..
والفتيات لا يستطعن إلا أن يصدقن بصحة هذا الخيال وينجرفن مع التيار الذي لم يرحمهن في السابق وكذلك هو لا يرحمهن في اللاحق ولن يكون غيرهن ضحية رخيصة له، فيهملن كل شيء ويعتقدون أن كل ما في الدنيا ليس إلا ما جاء في فاتورة هيئة الانتخاب، ويحاولن أن لا يكون في العالم أعرف منهن بماء جاء فيها.. ولا يفكرن بالفائدة التي تترتب على أن يحسن ركوب الدراجة أو الرقص أو كرة القدم أو السباحة أو ما شاكل، ولا يسألن أنفسهن هل أن ذلك يوجب تفوقهن وامتيازهن على جميع بنات جنسهن أم لا؟.
هذا كله لو كان لهن جمال يتمكن معه من الاشتراك في المسابقة وإلا فلسوف ينقمن على خالقهن الذي لم يمنحهن ما منح سواهن من أنهن لا ذنب لهن معه. إنهن لا يقدره أن الفتاة عندما تبذل من شرفها وعفتها وعندما تصرف جهدها لمثل هذه الأمور الزائفة، وعندما تقع فريسة بين أيدي أعداء الإنسان والإنسانية إنها تكون في الحقيقة بذلك إنما تتنازل عن ما يؤهلها واقعاً لأن تكون الملكة الحقيقية لكل فتيات العالم.
إن حقيقة الأمر هي أن الدعاية لهذه الأمور ونشر الصور في المجلات التي تستدر الأموال من مثل هذه الطرق الرخيصة.. قد ضيعت الفرصة على الفتيات للتفكير والتأمل في هذا الأمر الذي يمس شرف الإنسان وكرامته ويؤثر على مستقبله من مختلف الجهات تأثيراً بالغاً وأساسياً وحتى مصيرياً أيضاً، وليس ذلك إلا من أجل أن يجد الدرهم والدينار السبيل إلى جيوب فئة تستفيد من مثل هذه الأمور الدعائية إلى مجلاتهم أو جلب الزبائن لسلعهم ومنتجاتهم فيهيمنوا على أفكار الناس وخصوصاً الشباب، ولم يعطوها الفرصة لتقييم الموقف والتأمل في هذا الأمر ليدركوا بفطرتهم أن جمال الصورة وبهاء الوجه وتناسق الأعضاء لا يمكن أن يعطى لأي كائن امتيازاً على أي كائن آخر.. لأن ذلك أمر غير اختياري ولا معنى لأن نعطي الميداليات والأوسمة لشخص على أمر لم يحصل عليه باختياره، وليس هذا إلا كتفضيل الناس بعضهم على بعض على أساس العرق والنسب واللون مع ان ذلك لم يكن اختيارياً لهم، فتمجيد هذا ليس إلا كتمجيد ذاك والميدالية والوسام لشخص من أجل جماله وحسن صورته لا تقل سوءاً عن التمييز العنصري الذي يجعل اللون أو العرق أساساً للتمييز والتفاضل.. لكن الفرق أن الأول ينخدع الناس به وينساقون وراءه بدافع شهواني غريزي يهيمن عليهم ويسيطر على شعورهم دون الثاني ولذ كانت الدعاية والطنطنات والعنعنات له دونه. والذي يجب أن يكون هو أن نعطي الميدالية والأوسمة على أمر اختياري يكون للإنسان ونشاطه أثر في الحصول عليه والوصول إليه، ليستحق التقدير على الجهد الذي قام به وبالعمل الذي أداه، وليكون ذلك من ثم خطوة أولى على طريق وضع الإنسان في خط العمل المنتج من أجل خير البشرية وتقدمها، ولرفع مستواها في مختلف الأصعدة. لكن الإسلام وهو دين الفطرة والمطلع على كل الشؤون والغرائز والطبائع البشرية قد قرر أن التمايز والتفاضل ليس إلا بالمزايا الفاضلة، وبالخلق الرضي الكريم، والعمل الخير البناء..
إنه يعتبر الفتاة التي يجب أن تعطى الأوسمة والميداليات هي تلك الفتاة الواعية الطاهرة النقية التي تعرف كيف تقوم بواجباتها تجاه خالقها وتجاه أسرتها وتجاه زوجها وأطفالها ومن ثم تجاه مجتمعها. ومن هنا نرى القرآن يتحدث عن أن الله يمتدح مريم لأنها:صدقت بكلمات ربها وكانت من القانتين(آخر سورة التحريم) ولنتأمل بعمق قوله: من القانتين حيث جعلها مع الرجال، حيث إنها لا تقصر عنهم في شيء، ثم يعلن أنه تقبلها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً لأنه طهرها، قال تعالى: وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (آل عمران: 47) فقوله: وطهرك بين قوليه: واصطفاك يشعر بأن سبب اصطفائه لها على نساء العالمين هو طهارتها من كل ما هو مشين ومن كل النواقص والعيوب، ولقد كان من صفات مريم الحميدة التي يمدحها عليها القرآن أنها عندما رأت الملاك متمثلاً لها ارتجفت وقالت: "إني أعوذ بك بالرحمن منك" هكذا يجب أن تكون المرأة الفاضلة الطاهرة تخشى حتى من مجرد رؤية الرجل. فهل يصح أن ننظر إلى حالة فتيات اليوم اللواتي لا يهنأ لهن العيش إلا في أحضان الرجال، ولا يعرفن الحياة إلا على البلاجات وفي البارات والمسابح.
وبذلك يعلن الإسلام رأيه في الفتاة التي يجب أن تكون قدوة لكل فتيات العالم، كما ويعلن رأيه في الاسس التي يجب أن يقوم عليها اختيار تلك الفتاة القدوة.
ومن هنا فإننا نرى أن من حقنا أن نلوم المسيحيين الذين ابتدعوا فكرة ملكة الجمال كل اللوم ونقول لهم: لماذا لم تجعلوا مريم قدوة ؟ وهل كان تفوق مريم على نساء العالمين بالرقص أو ركوب الدراجة أم بالسباحة أم بأي شيء مما جعلتموه ملاكاً ومثالاً لأفضل وخير فتاة في العالم ؟! أليس تفوق مريم على نساء العالم كان بعفتها وطهارتها وقيامها بواجباتها كاملة تجاه كل من له حق تجاهها ؟! ولماذا لا تختارون من كانت مثل مريم في العفة والنزاهة والطهر والعمل والخير؟!.
وللمسلمين والمسلمات نقول: لماذا لا تنتخبون مثل فاطمة (عليها السلام) التي هي أفضل من مرين وأفضل من كل نساء العالمين الأولين والآخرين ؟! فاطمة التي تمثل الوعي الإسلامي الأصيل والطهر بأسمى معانيه، والتي لم تكن تخدعها زبارج الحياة وبهارجها، تماماً على عكس بنات اليوم.. فاطمة التي كانت تأكل خبر الشعير وتلبس الخشن ولم يكن في بيتها غسالة ولا براد، وليس لها سيارة ولا غير ذلك.
أما بنات اليوم فلعل ما نشرته إحدى صحف إيران في العهد البائد يعطي صورة أفضل من أي تعبير آخر عن المستوى الذي تعيشه بنات اليوم، وعن الذهنية التي تحملها، يقول النبأ: إن إحدى الفتيات التي تدعي الفهم والمدنية اقترنت بشاب من نوعها وعلى شاكلتها، ولكنها ما لبثت أن عادت إلى المحكمة من جديد وطلبت الطلاق واصرت عليه، على اعتبار أن زوجها كان قد وعدها أن تكون سيارتها من اللون الفلاني ثم تبين أنها ليست من ذلك اللون !!
أهلاً وسهلاً بالحضارة والمدنية التي من هذا القبيل!!.
التعلیقات