بين الغدير وعاشوراء
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 5 سنواتلقد شكى أحد الناس لأحد العلماء بأن الشيعة تبالغ في إقامة مجالس الإمام الحسين عليه السلام، وتقيم الشعائر المرتبطة بكربلاء كثيراً، ويضحون بأنفسهم وما يمكلون في أيديهم لأحياء عاشوراء، فلماذا كل هذا الاهتمام بقضية عاشوراء وما جرى فيها؟
نعم، في وقتنا الحاضر لقد وصل صوت الإمام الحسين عليه السلام إلى جميع أنحاء العالم وسمعه كل إنسان حر وكل مفكّر وكل مثقّف، بل جميع البشر خاصة من يريد أن لا يكون عبداً أو تحت راية الاستعمار والظلم، ولأجل هذا تشاهد كثير من قادة الأمم تأثروا بعاشوراء، واستلهموا منها دروساً وعبراً، وجعلوا حركة الإمام الحسين عليه السلام وكلامه نصب أعينهم حتى قادوا شعوبهم، وبالتالي انتصروا لأممهم.
تعال وانظر ما قاله العظماء في حق الإمام الحسين عليه السلام
بورشو تامداس توندون (مفكر هندي)
ترکت شهادة الإمام الحسين أثرها العميق والحزين في نفسي مذ کنت طفلاً. أنا أعرف أهمية إحياء هذه الذکرى التاريخية الکبيرة. هذه التضحيات الکبری من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوی الفکر البشري، وخليق بهذه الذکری أن تبقی إلی الأبد، وتذکر علی الدوام.
فردريک جمس (أديب وشاعر انجليزي)
الدرس المستلهم من الحسين عليه السلام وکل بطل شهيد هو أن مبادیء الأبدية للعدالة والرحمة والمودة ثابتة لن تتغير، حيث کلّما ليقوم الإنسان بالدفاع عن هذه المبادیء والتفاني فيها، فإنها ستبقی راسخة في العالم وإلی الأبد.
چارلز ديکنز (كاتب انجليزي)
إن کان الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه الأخوات والنساء والأطفال؟ إذن فالعقل يحکم أنه ضحی فقط لأجل الإسلام.
توماس کارلايل (مؤرخ من اسكتلندا)
أفضل درس نستلهمه من تراجيدية کربلاء هو أن الحسين وأنصاره کانوا يحملون إيماناً راسخاً بالله. أثبتوا بعملهم أن لا أهمية للتفوق العددي في المواجهة بين الحق والباطل. إن انتصار الحسين عليه السلام مع قلة أنصاره أثار دهشتي.
مهاتما غاندي (قائد الثورة الهندية)
لقد طالعت بدقة حياة الحسين، شهيد الإسلام الکبير، ودققت النظر في صفحات کربلاء. اتضح لي أن الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها اقتفاء سيرته.
نعم، لو دقق السائل لماذا تحييون عاشوراء لأخذ الجواب من هؤلاء القادة أولاً قبل أن يجيبه العالم.
ثم أجابه العالم: على رغم وصول روايات كثيرة من أئمة الهدى عليهم السلام تأمرنا بإحياء عاشوراء وما يختصب بالإمام الحسين عليه السلام، ولكن أريد أن اجيبك بطريقة أخرى.
لقد سمعنا وقرأنا في كتب الفريقين بتواتر أن في يوم الغدير قام النبي صلى الله عليه وآله خطيباً، ثم رفع يد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وقال للناس: «أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: نعم، يا رسول الله.
ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم: وال من والاه، وعاد من عاداه». (1)
على مرأى ومسمع 120 ألف صحابي وصحابية وبعد ذلك وبمدة قصيرة نسيتم، وأنكرتم المراد من واقعة الغدير، فإذا كنا قد بلغّنا وعملنا كما عملنا لعاشوراء ما كنتم تنكرون ما وقع، وتغيّرون ما حدث في الغدير، فإذن، إذا لم نؤكد على إحياء عاشوراء وقيمها وشعائرها، فيحدث عليها ما حدث للغدير فتنسى، ثم تنكر كما نكرت حادثة الغدير.
ــــ
1ـ الغدير: ج 1، ص 306.
التعلیقات