استحباب النكاح وأهميته
السيّد سعيد كاظم العذاري
منذ 11 سنةالنكاح هو الوسيلة الوحيدة لتشكيل الاُسرة ، وهو الارتباط المشروع بين الرجل والمرأة ، وهو طريق التناسل والحفاظ على الجنس البشري من الانقراض ، وهو باب التواصل وسبب الأُلفة والمحبة ، والمعونة على العفّة والفضيلة ، فبه يتحصّن الجنسان من جميع ألوان الاضطراب النفسي ، والانحراف الجنسي ، ومن هنا كان استحبابه استحبابا مؤكدّا ، قال تعالى
: «وأنكحوا الأيامى مِنكُم والصالِحينَ من عِبادِكُم وإمائِكُم إن يكونُوا فُقراء يُغنِهم اللّه مِن فَضلهِ واللّه واسعٌ عليمٌ».
ووردت روايات عديدة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام تؤكد هذا الاستحباب ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «تزوجوا فإن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من أحبَّ أن يتبع سنتي فإنَّ من سنتي التزويج».
وللزواج تأثيرات إيجابية على الرجل والمرأة وعلى المجتمع ، فهو الوسيلة للانجاب وتكثير النسل ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «تناكحوا تكثّروا ، فإنّي أُباهي بكم الاُمم ، حتى بالسقط».
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً ، لعلَّ اللّه أن يرزقه نسمة ، تثقل الأرض بلا إله إلاّ اللّه».
وهو ضمان لاحراز نصف الدين ، لأنّه الحصن الواقي من جميع ألوان الانحراف والاضطراب العقلي والنفسي والعاطفي ، فهو يقي الإنسان من الرذيلة والخطيئة ، ويخلق أجواء الاستقرار في العقل والقلب والارادة ، لينطلق الإنسان متعاليا عن قيود الأهواء والشهوات التي تكبّله وتشغله عن أداء دوره في الحياة وفي ارتقائه الروحي واسهامه في تحقيق الهدف الذي خُلق من أجله ، قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من تزوج أحرز نصف دينه ، فليتق اللّه في النصف الباقي».
وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : «ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما الأعزب».
وعليه فإنّ استحباب النكاح موضع اتفاق بين المسلمين.
ولأهمية النكاح جعله رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في المرتبة الثانية من مراتب الفوائد المعنوية ، حيث قال : «ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها ، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله».
وهو باب من أبواب الرزق بأسبابه الطبيعية المقرونة بالرعاية الالهية ، قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اتخذوا الأهل ، فإنّه أرزق لكم».
التعلیقات