حسن الجوار
السيّد سعيد كاظم العذاري
منذ 11 سنةإنّ حسن الجوار من الأوامر الالهية ، كما قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : «عليكم بحسن الجوار ، فإنّ اللّه عزَّ وجلَّ أمر بذلك
وحسن الجوار ليس كف الأذى فحسب ، وإنّما هو الصبر على الأذى من أجل إدامة العلاقات ، وعدم حدوث القطيعة ، قال الإمام موسى الكاظم عليهالسلام : «ليس حسن الجوار كف الأذى ، ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى»
ودعا صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى تفقد أحوال الجيران وتفقّد حاجاتهم ، فقال : «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع»
وحثّ الإمام جعفر الصادق عليهالسلام على حسن الجوار لما فيه من تأثيرات إيجابية واقعية تعود بالنفع على المحسن لجاره ، فقال : «حسن الجوار يعمّر الديار ، ويزيد في الأعمار»
وقد أمر صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّا عليهالسلام وسلمان وأبا ذر والمقداد أن ينادوا في المسجد بأعلى أصواتهم بأنّه «لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه» ، فنادوا بها ثلاثا ، ثم أومأ بيده إلى كلّ أربعين دارا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله»
والاعتداء على الجار موجب للحرمان من الجنة ، كما ورد عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «من كان مؤذيا لجاره من غير حقّ ، حرمه اللّه ريح الجنة، ومأواه النار ، ألا وإن اللّه عزَّ وجلَّ يسأل الرجل عن حق جاره ، ومن ضيّع حق جاره فليس منّا»
ومن يطّلع على بيت جاره ويتطلّب عوراته يحشر مع المنافقين يوم القيامة ، قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ومن اطلع في بيت جاره فنظر إلى عورة رجل أو شعر امرأة أو شيء من جسدها ، كان حقا على اللّه أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يتبعون عورات الناس في الدنيا ، ولا يخرج من الدنيا حتى يفضحه اللّه ويبدي عورته للناس في الآخرة»
ويحرم الاعتداء على ممتلكات الجار، ومن اعتدى فالنار مصيره ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ومن خان جاره شبرا من الأرض طوقه اللّه يوم القيامة إلى سبع أرضين نارا حتى يدخله نار جهنّم»
وأمر صلىاللهعليهوآلهوسلم بالتكافل الاجتماعي والنظر إلى حوائج الجار والعمل على إشباعها فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ومن منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه منعه اللّه فضله يوم القيامة ، ووكله إلى نفسه ، ومن وكله اللّه إلى نفسه هلك ، ولا يقبل اللّه عزَّ وجلَّ له عذرا»
التعلیقات