ليلة الزفاف
الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي
منذ 11 سنةوردت عن النبي والمعصومين ، روايات كثيرة تشير إلى مستحبات ومكروهات مؤكدة على من يريد أن يدخل على زوجته أن يراعى كل هذه التوصيات وإليك بعضها :
الف. رعاية المستحبات
ويستجب للزوج مراعات بعض ما ورد في ليلة الزفاف منها :
١. الوليمة
من المستحب المؤكد للذي يريد أن يدخل بزوجته أن يولم لذلك كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا وليمة إلا في خمس ، في عرس أو خرس أو عذار ، أو وكار ، أو ركاز. فأما العرس التزويج والخرس النفاس بالولد والعذار الختان ، والوكار الرجل يشتري الدار ، والركاز الذي يقدم من مكه.
وكما قال : إن من سنن المرسلين الإطعام عند التزويج. ولم يكتفي النبي صلىاللهعليهوآله بالحث پفقط بل أولم على نساءه منها زينب بنت جحش فإنه ذبح شاة وأطعم الناس الخبز واللحم.
وروي أنّه صلىاللهعليهوآله لما تزوّج ميمونة بنت الحرث أولم عليها وأطعم الناس الحيس.
والوليمة كما قيل هي طعام العرس والولم الحبل ، والوليمة مشتقة من ذلك لأن فيها الوصلة واجتماع الشمل. والهدف من ذلك هو إجتماع جمع من المؤمنين لإظهار فرحهم والدعاء له ولزوجته بالخير والسعادة.
٢. التزويج بالليل
روى عن الإمام أبي الحسن الرضا عليهالسلام أنه قال : من السنّة التزويج بالليل ، لأن الله جعل الليل سكناً والنساء إنّما هنّ سكن.
٣. إستحباب الوضوء لكلّ منهما
يستحب لكل من الزوجين في ليلة الزفاف أن يكونا في حالة الوضوء والطهارة وأن يصلي ويدعو بالماثور ، فإن ذلك خير له.
قال أبو بصير : سمعت رجلاً وهو يقول لأبي جعفر عليهالسلام : إني رجل قد أسننت ، وقد تزوجت إمرأة بكراً صغيرة ولم أدخل بها وأنا أخاف إذا دخلت عليّ فرأتني أن تكرهني لخضابي وكبري.
فقال أبو جعفر عليهالسلام إذا دخلت فمرهم قبل أن تصل اليك أن تكون متوضية ، ثم أنت لا تصلّ إليها حتى توضأ وصلّ ركعتين ، ثم مجّد الله وصلّ على محمد ، ثم ادع الله ومر من معها أن يؤمنوا على دعائك وقل : اللّهم الرزقني إلفها وودها ورضاها ، وارضني بها ، واجمع بيننا بأحسن اجتماع وانس ايتلاف ، فإنّك تحبّ الحلال وتكره الحرام.
٤. الإبتهال إلى الله
وعن علي بن إبراهيم بسنده عن أبي بصير عن أبى عبدالله عليهالسلام قال : إذا دخلت بأهلك فخذ بناصيتها واستقبل القبلة وقل :
« أللهم بأمانتك أخذتها وبكلماتك استحللتها فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله مباركاً تقياً من شيعة آل محمد ولا تجعل للشيطان فيه شريكاً ولا نصيباً ».
٥. وصية النبي لعلي
روى الصدوق في الفقيه باسناده عن أبي سعيد الخدري قال : أوصى رسول الله صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : يا علي إذا دخلت العروس بيتك ، فاخلع خفّيها حين تجلس واغتسل رجليها وصّب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك ، فأنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون من الفقر ، وأدخل فيها سبعين ألف لون من البركة ، وأنزل عليك سبعين ألف رحمة ترفرف على رأس العروس حتى تنال بركتها كل زاوية في بيتك ، وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها ما دامت في تلك الدار.
ب. إجتناب المكروهات
١. الدخول والقمر في العقرب
نهى الصادق عليهالسلام من دخول الرجل بإمرأته والقمر في العقرب وفي محاق الشهر وعللّ ذلك بأنّه لم ير الحسنى أو لم يسلم الولد من السقط. فقال : من تزوّج إمرأة والقمر في العقرب لم ير الحسنى.
وفي العيون والعلل بسنده عن علي بن محمد العسكري عليهالسلام عن آباءه في حديث قال : من تزوّج والقمر في العقرب لم ير الحسنى. وقال : من تزوّج في محاق الشهر ، فليسلم لسقط الولد.
٢. الدخول في ساعة حارة
عقد الحر العاملي في كتابه باباً ، حول كراهة التزويج في ساعة حارة ، وإن لم يحرم عليه ذلك. فروى عن ضريس بن عبد الملك قال : بلغ أبا جعفر عليهالسلام أن رجلاً تزوّج في ساعة حارة عند نصف النهار ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : ما أراهما يتّفقان فافترقا.
وروي عن زرارة عن أبي جعفر أيضاً : أنّه أراد أن يتزوّج إمرأة فكره ذلك أبوه.
قال : فمضيت فتزوّجتها حتى إذا كان بعد ذلك زرتها فنظرت فلم أر ما يعجبني ، فقمت أنصرف ، فبادرتني القيمة الباب لتغلقه عليّ. فقلت : لا تغلقيه ، لك الذي تريدين ، فلما رجعت إلى أبي أخبرته بالأمر كيف كان.
فقال : يا بني إنه ليس عليك إلاّ نصف المهر ، وقال : أنت تزوّجتها في ساعة حارة.
٣. الدخول ليلة الأربعاء
روى الكليني بسنده عن عبيد بن زرارة وأبي العباس قالا : قال أبو عبد الله عليهالسلام ليس للرجل أن يدخل بإمرأته ليلة الأربعاء.
التعلیقات