لا فرق بين الإبن والبنت
الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي
منذ 11 سنةإنّ من أخبث عادات الجاهلية التي تركت آثاراً سيئة في نفوس بعض المسلمين ، هو إكرام الإبن وإكراه البنت. حتى أنّ بعضهم كان يغضب شديداً ويسوّد وجهه حينما كان يسمع بولادة بنت له
.فنهاهم النبي عن ذلك وبيّن لهم أنّه لا فرق بين الأولاد ، ذكراً كان أم أنثى ، فكلاهما رزق من الله وكلاهما ريحانة. إذاً فلماذا نفرّق بينهما ونثير العداوة والبغضاء.
لاتدرون أيّهم أقرب لكم نفعاً
روى الكليني بسنده عن إبراهيم الكرخي عن ثقة حدثه من أصحابنا ، قال تزوّجت بالمدينة ، فقال لي أبوعبدالله عليهالسلام : كيف رأيت ؟
فقلت : ما أرى رجل من خير في امرأة إلاّ وقد رأيته فيها ، ولكن خانتنى. فقال : وما هو ؟
قلت :ولدت لي جارية.
فقال : لعلّك كرهتها ، إنّ الله عزّوجل يقول : آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً.
الأرض تقلّها والسماء تظلّها.
وعنه بسنده عن حمزة بن حمران رفعه قال : أتى رجل وهو عند النبي صلىاللهعليهوآله فأخبر بمولود أصابه ، فتغيّر وجه الرجل ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : ما لك ؟ فقال : خير.
فقال : قل.
قال : خرجت والمرأة تمخض فأخبرت أنها ولدت جارية.
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : الأرض تقلّها والسماء ، تظلّها والله يرزقها ، وهي ريحانة تشمها ...
أختار لك أو تختار لنفسك
وعنه بسنده عن الحسين بن سعيد اللحمي ، قال : ولد لرجل من أصحابنا جارية فدخل على أبي عبدالله عليهالسلام فرآه متسخّطاً ، فقال له : أرأيت لو أن الله أوحى إليك أن أختار لك أو تحتار لنفسك ، ما كنت تقول ؟
قال : كنت أقول : يارب تختار لي.
قال : فإنّ الله عزّوجل قد اختار لك. ثم قال : إنّ الغلام الذي قتله العالم الذي كان مع موسى عليهالسلام وهو قول الله عزوجل : فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيراً منه زكوة وأقرب رحماً ، أبدلهما الله عزّوجل به جارية ولدت سبعين نبياً.
مالكم ريحانة أشمها
وعن الصدوق قال : بشّر النبي صلىاللهعليهوآله بإبنة فنظر إلى وجوه أصحابه فرأى الكراهة فيهم ، فقال : مالكم ؟ ريحانة أشمها ورزقها على الله عزّوجل وكان صلىاللهعليهوآله أبا بنات.
يا سكوني ما غمّك ؟
وعن الكليني أيضاً بسنده عن السكوني قال : دخلت على أبي عبدالله عليهالسلام وأنا مغموم مكروب.
فقال لي : يا سكوني ما غمّك ؟
فقلت : ولدت لي إبنة.
فقال : يا سكوني على الأرض ثقلها وعلى الله رزقها ، تعيش في غير أجلك ، وتأكل من غير رزقك. فسرى والله عنّي.
فقال : ما سمّيتها ؟
قلت : فاطمة.
قال : آه آه آه ، ثم وضع يده على جبهته .. ثم قال : أما إذا سمّيتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها.
فالزّوج الموفق هو الذي يستقبل ما اختار الله له ويشتدّ فرحه بذلك ويبتعد عن الأخلاق الجاهلية وليعتبر بما مر عليه من الأحاديث الإسلامية في حياته الزوجية ليهنأ بالعيش ، فإنّ البنت حسنة وهي حجاب له من النار في يوم الحساب ومن موجبات دخول الجنة.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة.
فقيل له : يا رسول الله وإثنتين ؟
فقال : وإثنتين.
فقيل : يا رسول الله وواحدة ؟
فقال : وواحدة.
وعن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآله : قال من كنّ له ثلاث بنات فصبر على لأواهن وضرائهن وسرائهن كن له حجاباً يوم القيامة.
وعن ابن فهد قال : قال عليهالسلام : من عال ثلاث بنات أو مثلهنّ من الأخوات وصبر على لأوائهن حتى يبنّ إلى أزواجهن أو يمتن فيصرن إلى القبور كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ـ وأشار بالسبابة والوسطى. فقيل يا رسول الله وإثنتين ؟
قال : وإثنتين.
قيل : وواحدة ؟
قال : وواحدة.
التعلیقات