آداب زوجية هامة(٢)
حسين هادي الشامي
منذ 11 سنة١٠ ـ أختي الزوجة : إن من أهم ما تكسبين به رضوان الله تعالى هو تجمّلك لزوجك بجمال روحي وبدني. أما الجمال الروحي فيتجلى بالفضيلة في قلبك والوداعة على وجهك والابتسامة على ثغرك. ومما يطمس معالم هذا الجمال .. العمل خارج المنزل إذا كان مرهقاً لك وعسيراً عليك. فإن استطعت فاقتصري على العمل المنزلي وتربية أطفالك ، فإن السعادة ليست في كسب جاه المنصب والوظيفة ، ولا في جمع المال ، بل إنها تتحقق في راحة الضمير
.
وأما الجمال البدني فحققيه بما يأتي :
أولاً : يجب عليك أن تعتني بسلامة أسنانك وطهارة فمك من الرائحة الكريهة إضافة إلى ذلك.
(أ) اعتني بأسنانك بصورة خاصة في الأشهر الأولى من الحمل ، فالإهمال يؤدي إلى تلفها وعطبها لارتباط تكوين عظام الجنين بعظامك. فتناولي الخضروات والجبن مصحوبا بلب الجوز واللحوم المشوية لا المقلية ، وكلي الفاكهة الطازجة خصوصاً التفاح.
(ب) نظفي لثتك عدة مرات يوميا بالأصابع لتحققي قوتها ، فإن اللثة أساس بناء الأسنان.
(ج) نظفي أيضا سطح لسانك من رواسب الأطعمة ، لتأمني نشوء البكتريا والجراثيم.
ثانيا : اجتنبي الأصباغ والمساحيق المتعارفة ، فإن علم الطب قد أثبت أضرارها الصحية على الشعر والبشرة. أما مادة الحناء فإنها لا تضر ولا تخلو من فوائد صحية.
ثالثا : احذري التقليد المزيف للاستعمار الشرقي والغربي في إطالة الأظافر واستعمال المانيكور فوقها ، واتبعي سنة الإسلام بتقليم الأظافر وتطهيرها من الأوساخ والجراثيم مرة واحدة ـ على الحد الادنى ـ خلال الأسبوع.
وتدبري قول الشاعر :
قل للجميلة أرسلت أظفارها
إني لخوف كدت أمضى هاربا
ان المخالب للوحوش نخالها
فمتى رأينا للظباء مخالبا
من علم الحسناء أن جمالها ،
في أن تخالف خلقها وتجانبا
ان الجمال من الطبيعة رسمه
إن شذ خط منه لم يك صائبا
رابعاً : من أهم مظاهر الجمال للمرأة شعرها الطري اللامع الأسود ، وبشرتها الناعمة الخلابة. فإذا أردت التمتع بمثل هذا الجمال .. فاتبعي أربعة أمور هامة وردت في علم الطب :
(أ) استعملي الصابون البلدي في غسل الرأس والبدن.
(ب) ادلكي بشرة وجهك يومياً بماء الورد الجيد.
(ج) عليك بالطبيعة. عرّضي نفسك للشمس والهواء الطلق بين آونة وأخرى فإنهما من خير العوامل التي تضمن سلامة الشعر والبشرة وتحقق تنميتهما بشرط طلي البشرة بالزيت كزيت الزيتون وعدم عرضها لأشعة الشمس أكثر من ربع ساعة.
(د) وهذا الأخير يجدر بك ان تهتمي به بصورة خاصة ، وهو أن تتناولي أغذية غنية بالفيتامينات والعناصر المعدنية ، وأهم تلك الأغذية هو الخبز الأسمر الناتج من الحبوب الحاوية للنخالة ، فهو الغذاء الحي الذي يهب لمن يتناوله حياة صحية طيبة. فإياك إياك أن تدخلي في منزلك من الخبز الأبيض ، فأقل أضراره هو تسوس الأسنان عند أطفالك ( سلي الأطباء إن كنت مستغربة ). وأما الأغذية الأخرى فهي الفواكه والخضروات خصوصاً الغنية بمادة الكبريت ، كالفجل والبصل والجزر والسبانغ والعدس والثوم. ولا تغفلي عن كبد العجل ففائدته عظيمة.
ونهاية المطاف : انتبهي إلى قول الدكتور « صبري القباني » في كتابه ( جمالك سيدتي ص : ١١٠ ) : « وأخيراً هل تريدين وصفة بسيطة تمنح جلدك رواء وبهاء ؟ إن هذه الوصفة لا تتقاضاك أكثر من ثمن تفاحة واحدة جيدة تقضمينها ( بقشرها ) كل صباح ، فتضفي على بشرتك إشراقا ونعومة طبيعين ينبعان من داخل جسمك ، ودون أن تتدخل في ذلك مصانع مستحضرات التجميل أو باعتها ».
١١ ـ أختي الزوجة : لا يجوز لك أن تستجيبي لزوجك إذا دعاك للملامسة الجنسية الباطنية حتى تتطهري طهارة باطنية من دم الحيض الطارئ عندك ـ والذي أقله ثلاثة أيام وأكثره عشرة أيام ـ وبعدها يكون خروج الدم استحاضة فتتغير ماهيته وأحكامه. فإذا انقطع الدم قبل انتهاء الأيام العشرة بصورة ظاهرية فلا يتحقق التطهير إلا بإدخال قطنة في مخرج الدم وإخراجها بعد بضع دقائق ، وظهورها بيضاء نقية من الدم بصورة كلية حتى من أثره الأصفر ( ذلك ما بينه الفقهاء علماء الدين ، فلا حياء في أحكام الدين بل الحياء في معصية رب العالمين ).
وأناديك أيتها الأخت العزيزة ناصحاً مخلصا لأن تتعلمي مسائل الدماء الثلاثة ( الحيض ـ النفاس ـ الاستحاضة ) بكل وسيلة ممكنة ، وعلمي بناتك بعد ذلك فإنك مسؤولة عنهن أمام الله سبحانه وتعالى ، لأن الجهل بتلك المسائل يبطل الصلاة والصوم والحج وعبادات أخرى ، وتلك هي المصيبة العظمى ألا وهي مصيبة العقاب والعذاب في نار الجحيم ( نعوذ بالله )
فلا عذر لك فالكتب الفقهية منتشرة وميُسرة ، وأبواب العلماء المتقين مفتّحة ، وأما التلفون فهو نعم العون على الاستنارة بنور علماء الدين ( وبالله التوفيق ).
١٢ ـ أختي الزوجة : إذا داعبك زوجك أو لامسك ملامسة ظاهرية لا باطنية ، وخرج منك سائل مع شهوة ونشوة ، فالأحوط أن تعتبري السائل نجساً. وبعد تطهير ما اتصل به أجمعي بين غسل الجنابة والوضوء ولا تكتفي بالغسل فقط لأداء العبادات ، والأحوط تقديم الوضوء ( وبالله التوفيق ).
١٣ ـ أختي الزوجة : وجهي قلبك الى الشعر الذي ينبه الغافلات عن سبيل الرشاد :
عودي لرشدك وارجعي لهداك
وكفاك سعياً في الضلال كفاك
حتى متى تلجين أبواب الردى
وإلى المهالك تسرعين خطاك
حاربت كل فضيلة ونبذتها
نبذ النواة فأين تلك نهاك ؟
وسلكت معـوج المسالك جهرة
من ذا عن النهج القويم نهاك ؟
أعرضت عن داعي الهدي وأجبت من
للفسق والعصيان قد ناداك
* * *
حرية الغرب الخليع بريقها
عن كل معنى فاضل أعماك
فحسبت ألوان المجون حضارة
ومشيت طائعة على الأشواك
وسعيت في وادى الفساد طليقة
وتبعت كل مخادع أفاك
ماذا من الإسلام قد أنكرته
وهو الذي للمكرمات دعاك
أعلاك قدراً في الورى ومكانة
وعصيته فهويت مـن علياك
ما كنت من سقط المتاع ولا أح
ل الدين بيعك سلعة وشراك
بل ذاد عنك وصد كل مداهن
يسعى لنصب مصايد وشراك
ما لي أراك خلعت عنك رداءه
فغدوت والعرى القبيح رداك
البيت أنت عماده فترفقي
بالبيت لا تطغي عليه يداك
لك في نواصيه شؤون جمة
لا تتركيه يعيث فيه سواك
عودي إليه فأنت أنت سراجه
كم بات من هجرانه ينعاك
لولاك ما انحلت عراه ولا وهت
أركانه وتحطمت لولاك
* * *
والزوج ما لك قد حقرت مقامه
من ذا الذي بحقوقه أغراك
للزوج أنت فسارعي لرضائه
إن أنت راعيت الحقوق رعاك
وإذا نشزت وملت عن نهج الهدى
فعرا كما قد آذنت بفكاك
* * *
والطفل من للطفل غيرك ؟ نش
ئيه على المكارم وارفقي بفتاك
قودي الى سبل الفضيلة خطوه
فسيهتدي في سيره بخطاك
حتى يشب على الفضائل والعلى
يحمي حماه من الردي وحماك
* * *
للبنت كوني خير أم إنها
حقا تقلد أمها وتحاكي
مرآتها في الناس انت وسعيها
رهن بما تسعى لها قدماك
فإذا غويت فأمرها لغواية
وإذا اهتديت استرشدت بهداك
وإذا صلحت ففيك مبعث أمة
ونجاتها من فتنة وهلاك
* * *
لك في رحاب الدين أكرم عصمة
فتفيئ فيها ضلال هداك
واحيى حياة الطهر لا تلك التي
فيها صباحك عابث ومساك
هذا الجمال الحق لا ما قد بدا
في قبح عريك أو بريق طلاك
ليس الجمال صباغة وصناعة
هو صبغة الله الذي سواك
فتطلبي عز الحياة ومجدها
وجمالها فيما إليه دعاك
لبي نداء الدين واجتنبي الردى
وكفاك ما عانيت من مسعاك
هذا هدى الإسلام دوى صوته
عودي لرشدك وارجعي لهداك
* * *
١٤ ـ أخي العزيز ! أختي العزيزة ! إياكما أن تعتبرا في الزواج التكافؤ في السن ، بل يجب عليكما أن تعتبراه في الدين وحسن الخلق. فرب كبير في السن بالنسبة لزوجته وكبيرة في السن بالنسبة لزوجها يكونان كبيرين في السيرة والسريرة ، فيتحقق التلاؤم والتلاحم بينهما فيتمتعان بحياة طيبة. ورب صغير في السن بالنسبة لزوجته وصغيرة في السن بالنسبة لزوجها ، يكونان صغيرين في الفضيلة وحقيرين في مظهر التقوى .. فلا نشاهد لهما وفاقاً ولا نسمع عنهما إلا شقاقاً ونفاقاً. وبالتالي فتلك الأحوال قد تسبب بينهما طلاقا وفراقا. والجدير بالذكر هو أن الزوج في سن الخمسين أو الستين قد يكون أصح جسما وأوفر نشاطا وأبهى منظرا من الزوج في سن العشرين أو الثلاثين ، فتعيش معه الزوجة الشابة آمنة مطمئنة سعيدة به وبأولادها منه.
١٥ ـ أخي العزيز : إذا أردت الزواج فلا تجعل همك أن تكون الزوجة بكراً ، بل يجب عليك أن تهتم بصلاحها وأخلاقها الحميدة. وإن كانت البكر أفضل مع إحراز فضيلتها وسلامة إنسانيتها ، فرب ثيب توفر لزوجها السعادة والهناء ، وتعينه في السراء والضراء ، ورب بكر تجلب لزوجها الشقاء والعناء ، وتؤدي بحياته إلى الهباء والفناء.
ونهاية المطاف : قال الله سبحانه وتعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ).
أجل : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد تزوج « خديجة بنت خويلد » وكانت ثيبا وأكبر منه في السن بخمسة عشر عاماً أو عشرين ـ كما نقل ـ ، فعاشت معه مخلصة له ومجاهدة ومساندة له في الشدائد والنوائب ، وبذلت له في سبيل الدعوة إلى الإسلام جميع أموالها الطائلة ، وفي نفس الحال كان لها نعم الزوج الرؤوف بها والمُوفى لحقوقها والمحترم لفضلها .. وبلغ الحزن به لوفاتها مبلغاً عظيماً. وقد نُقل أنه قد سمي العام الذي توفيت فيه ( عام الحزن ). وكذلك قد تزوج صلىاللهعليهوآلهوسلم « عائشة » وكان أكبر منها في السن بخمس وأربعين سنة ـ كما نُقل ـ ومع ذلك فقد كانت تفخر بجماله وتشيد بكماله.
التعلیقات