زواج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من أم سلمة
السيّدة مريم نور الدّين فضل الله
منذ 11 سنةحزنت أم سلمة على فقد الزوج الرؤوف ، وعطفت على اولادها ، ترعاهم بكل حنان وعطف حتى إذا انقضت عدتها أرسل إليها ابو بكر يخطبها ، فرفضت بكل إصرار ، وخطبها عمر بن الخطاب فرفضت أيضاً
وأرسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الى أم سلمة يخطبها ، فقالت مرحباً برسول الله ورسوله. ولكن ارجع الى النبي وقل له : اني امرأة غيري ، واني ام أيتام ، وانه ليس احد من أوليائي شاهداً. فأرسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « أما قولك : اني ام ايتام « مصبية » فان الله سيكفيك صبيانك ، وأما قولك اني غيرى ـ فسأدعوا الله ان يذهب غيرتك وأما الأولياء
فليس أحد منهم شاهداً ولا غائباً إلا استرضاني ».
تزوجها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) السنة الرابعة للهجرة ، من شهر شوال ، فكانت من خيرة نسائه ، ذات عقل راجح ، وإيمان راسخ ورأي صائب ، مع ورع وتقى.
شهدت ام سلمة رضوان الله عليها فتح خيبر ، وقالت مع نسوة : على ما يروى ـ ليت الله كتب علينا الجهاد كما كتب على الرجال ، فيكون لنا من الأجر مثل ما لهم ، فنزلت الآية الكريمة والله اعلم ( وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ )
لقد كان لأم سلمة الرأي السديد ، وبعد النظر ، مع سلامة التفكير ، وحسن التعبير ، والحرص على مصلحة المسلمين ، واداء النصيحة لهم ، وإرشادهم الى طريق الصواب.
نصيحة أم سلمة للخليفة عثمان :
حينما ثار الناس على الخليفة عثمان بن عفان بسبب ليونته ومعاملته لأقربائه بالحسنى ، وإيثار بني أمية بالأموال والمناصب الرفيعة ، وتسلط مروان بن الحكم على أفكاره حتى اصبح عثمان لا يعمل عملاً إلا بمشورة مروان ، ولم يلتفت الى نصائح المسلمين عندما طلبوا منه الحد من سيطرة مروان ـ وأمثاله من بني أمية ـ واستئثارهم بمقدرات المسلمين ، واللعب بشؤون الخلافة ، الى غير ذلك مما لسنا بصدده.
ولما اجتاحت الثورة العارمة صبر المسلمين ، نرى السيدة ام سلمة تتوجه الى الخليفة عثمان بنصيحتها التي تفيض عطفاً ، وحرصاً على المصلحة العامة. وعدم تضعضع الصف ، وحفاظاً على الإسلام.
قالت له : يا بني ما لي ارى رعيتك عنك نافرين وعن جناحك ناقرين. لا تعف طريقاً كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يحبها. ولا تقتدح بزند كان عليه الصلاة والسلام اكباه ـ وتوخ حيث توخي صاحباك فانهما ثكما الامر ثكماً ... ولم يظلما ...
هذا حق أمومتي قضيته اليك ، وإن عليك حق الطاعة
التعلیقات