معراج المرأة من قعر بيتها
ياسر الشريعتي
منذ 10 سنواتالمجتمع سلسلة والعائلة هي الرابط فيه، وكلّما كانت الروابط أكثر أقترناً فالسلسلة سوف تكون أقوى. وبما أنّ المجتمع يتشكّل من مجموع العوائل، فالإسلام يهتمّ بالأسرة كلّ الإهتمام وأشار إلى ذلك عبر الآيات والروايات. وفيه أنموذج يتمكن أن يكون قدوة للأسرة هو عائلة أمير المؤمنين (عليه السلام) والسيدة فاطمة الزهراء
(سلام الله عليها). مدح الله (تبارك و تعالى) هذه الاسرة في القرآن وقال فيهم: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)1والاسرة الإلهية التي آثرت المسكين واليتيم والأسير على نفسها فنُزّلت فيهم: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)2.
ولماذا لا تكون هكذا والأب هو أوّل من أسلم وأخو ووصي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والأمّ هي بضعة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) و سيدة نساء العالمين فهيّا بنا لنرى هذه الاسرة وتدبير منزلهما.
كما تعلمون الاسرة الناجحة هي الاسرة التي توزّع مهامّ المنزل بين أعضاء العائلة، ومن يوزّع المهامّ أحسن من خاتم الانبياء ورسول ربّ العالمين (صلّى الله عليه وآله)؟ وردت رواية ومضمونها: "تقاضى أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (سلام الله عليهما) إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) في الخدمة ، فقضى على فاطمة بخدمة مادون الباب ، وقضى على علي بما خلفه ، فقالت فاطمة : فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله صلى الله عليه واله تحمل رقاب الرجال ".3
بما أنّ السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) معصومة فسرورها هو سرور الله كما قال النبي (صلّى الله عليه وآله): (إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)4 فعمل المرأة في بيتها يبعث رضا الله (تبارك وتعالى).
وتأييدا لهذه الرواية وردت رواية أخرى ومضمونها: " سَأَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله عليه و آله عَنِ الْمَرْأَةِ مَتَی تَکونُ أَدْنَی مِنْ رَبِّهَا فَلَمْ نَدْرِ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِي عليه السلام ارْجِعْ إِلَيهِ فَأَعْلِمْهُ أَنَّ أَدْنَی مَا تَکونُ مِنْ رَبِّهَا أَنْ تَلْزَمَ قَعْرَ بَيتِهَا"5
فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) هي سيدة نساء العالمين وأسوة لكلّ من يريد أن يسلك طريق الفلاح والسعادة فلا عبرة في تلك الاقاويل التي تنكر دور المرأة في البيت وترفض بقائها في البيت وتدبير منزلها.
ـــــــــــــ
1. النور، 36.
2. الانسان، 8.
3. بحار الانوار،ج43، ص81،ح1.
4. بحار الانوار، ج 43، ص 19.
5. بحارالأنوار ج 100، ص 251.
التعلیقات