العلاج بمياه البحر
موقع بلاغ
منذ 10 سنواتيتيح العلاج بمياه البحر الاستفادة من خصائص البحر الفعّالة واللامتناهية التي تساعد على التخلّص من تشنّج عضلات الجسم، وتعيد إلى الوجه نضارته وتألّقه.
تخيّلي للحظة أنّك في قمّة الاسترخاء، وأنّك تنعمين ببشرة صافية وخالية من الشوائب، وأنّ آلام عضلاتك وتشنّجاتها كلّها قد زالت، وأنّ آثار الضغط النفسي التي كانت تطغى على ملامح وجهك قد اختفت.. إنّه لأحساس رائع من دون أدنى شكّ، وهو ما شعرتُ به تماماً بعد خضوعي لتجربة العلاج بمياه البحر لمدّة يومين.
يُعدّ العلاج بمياه البحر طريقة دقيقة لكن فعّالة لمعالجة الأمراض الحديثة على اختلاف أنواعها. ويقوم هذا العلاج بشكل أساسي على الاغتسال في مياه البحر الغنيّة بالمعادن. وقد استُخدم هذا العلاج في أوروبا لمئات السنين، قبل أن يبدأ باكتساب أهمية بالغة في بداية القرن العشرين، عندما اكتشف العالم الفرنسي رينيه كينتون أنّ مياه البحر تتمتّع بتركيبة كيميائية شبيهة بتركيبة البلازما الموجودة في جسم الإنسان. ومنذ ذلك الحين ازداد الإقبال على العلاج بمياه البحر. ولا يزال هذا العلاج يُستخدم حتى اليوم للاسترخاء، وتسكين آلام المفاصل، وانتفاخ الأمعاء، والتخلّص من السموم، وخسارة الوزن الزائد. كما قد يُحسّن هذا العلاج أيضاً من نوعية حياة المرضى المصابين بالـ"فيبروميالغيا" أو متلازمة الألم العضلي التليّفي ويحدّ من أعراض المرض الجانبية المزعجة، سيّما وأنّه يتسبّب بآلام مبرحة في عدد كبير من العضلات. ويعمل هذا العلاج على إعادة التوازن الكيميائي إلى الجسم، ذلك أنّ البشرة تمتصّ ما تحتويه مياه البحر من معادن مفيدة وعناصر نادرة تتواجد في جسم الإنسان بنسب ضئيلة.
ولطالما اعتُبرت منطقة "بريتاني" الفرنسية مقصداً للعلاج بمياه البحر، غير أنّ هذا العلاج يتوفّر أيضاً في جزيرة "بالي" الأندونيسية. ويتمّ تطبيق هذا العلاج بحرفيّة عالية في مركز Thermes Marins Bali المتواجد في منتجع Ayana Resort and Spa في "جيمباران"، حيث يتمّ استقدام خبير فرنسي كلّ عام لفحص نوعية المياه المستخدمة. وتُضخّ مياه البحر من المحيط الهادئ مباشرة إلى المنتجع، وقد تبيّن أنّ مياه البحر في هذه المنطقة تحتوي على كميات كبيرة من المعادن المفيدة تفوق تلك المتوفّرة في المياه الأوروبية.
ويمكن القول إنّ الدخول إلى مركز Thermes Marins أشبه ما يكون بالمرور بفردوس متوارٍ خلف الجدران والحدائق المورقة، لذا فإنّه مكان مثالي للاسترخاء إذ تبليغ مساحته حوالي 22000 متر مربّع، وهو يشتمل على 26 غرفة للعلاج، وصالون للتجميل، وحجرة للاسترخاء، وغرفة للبخار وأخرى للساونا، بالإضافة إلى مقهى. كما أنّه يقدّم فرصة الاستجمام فوق الصخور من خلال المركزين اللذين تمّ بناؤهما فوق الصخور الطبيعية وسط المحيط الهندي. وبالإضافة إلى ذلك، يضمّ المركز أربع غرف مخصّصة للعلاج بمياه البحر، وغرفة مزوّدة بنوافير مائية، فضلاً عن أكبر حوض للعلاج بمياه البحر في العالم.
وإن اخترتِ الخضوع للعلاج المحيطي التقليدي Oceanic Ritual، فسيُغلّف جسمك أوّلاً بالطحالب البحرية بعد أن يتم دهنه بالطين، ثمّ يُلفّ بغلاف بلاستيكي وببطانية دافئة لمدّة 20 دقيقة بينما يخضع وجهك لجلسة علاج مريحة. ثمّ تغتسلين بمياه البحر وبمرشّات استجمام خاصّة ترشّ الماء بطريقة تدلّلك فيها جسمك وتنظّفه في آن واحد. بعد ذلك تقوم المُعالجة بتدليك جسمك بذراعيها على طريقة هاواي، فيما تساهم 6 مرشّات مائية في تدليك عضلاتكِ، قبل أن تستحمّي أخيراً بالمياه العذبة.
ولا يكتمل العلاج بالمياه من دون تجربة الحوض العلاجي الذي تبلغ مساحته 650 متراً مربّعاً، والذي ينمّ تصميمه وحجمه عن مدى فخامته، إذ يفترش قاعه البلاط الأزرق والأخضر، ويعلوه سقف ضخم مفتوح من الجانبين يتيح للزائر الاستمتاع بمنظر المحيط الذي يعانق السماء، لكن إحرصي على زيارة الحوض العلاجي في اليوم التالي لخضوعك لجلسة التدليك، إذ قد تحتاجين إلى ساعتين كاملتين لتعتادي تدفّق المياه القوي، سيّما وأنّ الحوض يحتوي على 700 مليون لتر من مياه البحر التي تُسخّن لتبلغ درجة حرارة مُثلى قادرة على توفير الفوائد العلاجية. وسيساعدك ضغط المياه الساخنة على التنقّل بين مرشّات التدليك المائية الـ12 المنتشرة في أرجاء الحوض، وبين الفقاقيع الصغيرة، ونوافير المياه الساخنة أو ما يُعرف بالسخّانات، لتحصلي بذلك على تدليك متكامل يُعالج ردفيك وبطنك وظهرك وكتفيك بمياه البحر. وقد قيل لي إنّ جلسة الحوض العلاجية تساهم في خسارة كيلوغرام من الوزن، فأثار هذا الموضوع اهتمامي. وبعد تجربة هذا العلاج فقدتُ فعلاً كيلوغراماً من وزني، واكتسبت راحة جسدية ونفسية لا تقدّر بثمن.
رابط الموضوع:
التعلیقات