ماذا يتعين عليك فعله خلال زيارة طبيب الأطفال؟
فايز السيد علي
منذ 15 سنةفي عالم اليوم.. الكثير منّا قد لا يستطيع زيارة طبيب الأطفال بسهولة، فالمشاغل
كثيرة، والوقت ضيّق، كما أن الطبيب قد لا يعطينا الوقت الكافي الذي يمكن من خلاله
معرفة حالة الطفل بشكل جيّد. لذلك يلجأ الكثير منّا إلى الصيدلية لشراء الدواء للطفل،
دون وصفة طبية.
قد يكون ذلك مريحاً وسهلاً، وقد يؤدي الغرض طالما أن المرض معروف أو يمكن
السيطرة عليه، خاصة في حالات نزلات البرد والالتهابات المعروفة، الرشح والزكام،
المغص، وغيرها من الأمراض البسيطة المتكررة.
إلا أن ذلك ليس جيداً دائماً.. ففي بعض الأحيان تكون زيارة الطبيب ضرورية جداً
لسلامة الطفل وحياته، فلا قدّر الله، قد يكون الالتهاب أو الألم في أماكن خطرة، خاصة
وأن الطفل لا يستطيع أن يصف حالته بشكل جيد، وكل ما يفعله هو الصراخ والبكاء.
كل تلك الأمور، تجعل من الضروري على الأهل، معرفة كيفية بناء علاقات جيدة
وإيجابية مع طبيب الأطفال، من أجل الوصول معه إلى سلامة الطفل وسلامة صحته.
المعلومات قد لا تكفي:
تغيرت الأحوال الحياتية بشكل عام بين الأمس واليوم، فمن قبل، كانت الأسر لا تعرف
شيئاً عن الحالات المرضية، وكان الآباء والأمهات أميون طبياً بشكل كبير، والاعتماد
بشكل أساسي كان على الأطباء أو الممرضين. أما اليوم، فإن الكثير من المعلومات
الصحية باتت متوفرة عبر الإنترنت، والكتب، والمجلات والصحف، وعبر القنوات
التلفزيونية وغيرها. كل ذلك رفع من معرفتنا بأمور كثيرة صحياً.
على أن تلك المعلومات لن تكون كافية في الكثير من الحالات، وخاصة فيما يتعلق
بصحة أبناءنا. ويمكن القول أنها تصبح مسألة خطيرة إذا كان الطفل أساساً يعاني من
مرض خطير. فتصبح زيارة الطبيب ضرورية.
ومثلما لا يجد البعض وقتاً كافياً لزيارة الطبيب، فإن الطبيب نفسه قد لا يجد الوقت
الكافي لرؤية كل طفل بصورة طبيعية، لذلك نجد أن الطبيب يطلع على حالة الطفل
المريض بشكل سريع، يسأل الأهل أسئلة معينة، ثم يصف الدواء معلناً ضرورة مغادرة
العيادة إيذاناً باستقبال مريض جديد.
وما قد يزيد حنق الأهل، أن الطبيب قد يشخّص الحالة ذاتها دائماً، زكام، أو التهاب في
القصبات الهوائية، ويصف ذات الدواء، ما يجعل الأهل مستائين من الوقت القصير
والحالة المتكررة التي تستدعي دفع النقود دائماً بلا طائل.
ماذا نريد من الطبيب؟
بشكل عام، يتوقع الكثير منّا أن كل ما نريده من الطبيب الخاص بأطفالنا:
1- أن يساعدنا في مراقبة صحة أطفالنا بشكل جيد.
2- أن يشرح لنا توقعاته حول سلامة نمو أطفالنا.
3- أن يشخّص لنا الحالات المرضية لأطفالنا، الطفيفة والمتوسطة والخطيرة، وأن يصف
العلاج الملائم لكل حالة.
4- أن يشرح لنا سبب الأمراض، وطرق العلاج، وطرق الوقاية منها مستقبلاً.
5- أن يقدم بإحالة أطفالنا إلى الأقسام المتخصصة في حالة الأمراض الخطيرة لا قدّر
الله.
كيف نستفيد بشكل جيد من زيارة الطبيب؟
يجب على الآباء والأمهات، أن يكونوا مستعدين بشكل جيد، لزيارة الأطباء في كل مرة
يقومون بها بزيارة طبيب الأطفال. وعليهم أن يستعدوا للإجابة عن حالة الطفل، بشكل
عقلاني ومحدد. وأيضاً أن يكونوا على استعداد لطرح الأسئلة المحددة، وشرح
المخاوف المحتملة حول صحة أطفالهم.
على سبيل المثال، بحال تقيأ الطفل في الليل ثلاث مرات، وارتفعت حرارته إلى 39
درجة مئوية، وكان لديه إسهال، فمن الضروري ذكر كل تلك الحالات للطبيب، أفضل من
قولك له "إن طفلي مريض".
حددي الأسئلة الخاصة التي تريدين طرحها على الطبيب، وناقشيه خلال فحصه
للطفل عن سبب المرض، وطرق الوقاية منه مستقبلاً، وطرق العلاج الأمثل. بدل
مراقبته خلال فحوصاته الروتينية.
ناقشي الطبيب بما قمت به حتى الآن في سبيل تأمين صحة الطفل، كإعطاءه دواء
معين، أو غذاء معين، أو مشروب معين. وعلى العموم، فإن الطبيب لن يقوم بطلب
خروجك من عيادته طالما تطرحين الأسئلة المحددة، وتناقشين مشاكل الطفل
الصحية، إذ أن واجبه يقتضي الإجابة على أسئلتك. واعلمي أن الوقت الذي يحدده
الطبيب لطفلك، هو الوقت الذي تحددينه أنت لمناقشك الطبيب.
التعلیقات