فضل مساعدة الزوجة في البيت
موقع الشيعه
منذ 10 سنواتإن مظاهر الاختلاف الاجتماعي بين الرجل والمرأة شكّل فروقاً فردية بينهما، بل ومتّعهما بحقوق مختلفة، كما أن المجتمع فرض أدواراً محددة على كل فرد تبعاً لجنسه
، فعلى الرغم من أن عمل الرجل في البيت ومساعدته لزوجته يعد عاملاً أساسياً من عوامل تعزيز الألفة والمحبة بين الزوجين، إلا أننا نجد ثمة من يعتبر ذلك تقليلاً من رجولته، وتنازلاً عن حقوقه وقوامته.
من هذا المنطلق نرى مجموعة من الباحثين في علم الاجتماع يؤكدون أن معظم النساء يحببن اضطلاع الزوج بنصيبه من الأعباء المنزلية، وأن مشاركته بعض أعمال المنزل مثل أعمال التنظيف، يضفي جوّاً من السعادة على العلاقة الزوجية، وفسر أحد الخبراء بأن مقاسمة الأعباء المنزلية مناصفة بين الزوجين، قد يضفي المزيد من الدفء على العلاقة الزوجية، حيث تنظر النساء لمشاركة الرجل في أعمال المنزل كتعبير عن الاهتمام والمحبة، كما أن ذلك يخفف من إجهادهن الجسدي.
سعادة المشاركة:
جاسم البدر، من أكبر المؤيدين لمساعدة الرجل لزوجته في الأعمال المنزلية، موضحا أن المجهود العضلي يجب أن يتحمله الرجل أكثر. ويتابع: بكل أسف، إن الرجل العربي كسول في المنزل، باستثناء البعض الذين يؤيدون التعاون والمشاركة، وأنا واحد منهم، وما نجده هنا في مجتمعنا من عادات قديمة بالية تصنف الأدوار بين الرجال والنساء في كل شيء، علما بأن مسؤولية البيت يجب أن يتحملها الاثنان، والوجب والضرورة يحتمان عدم الفصل بين الاثنين، طالما أن المرأة تعمل خارج المنزل مثل الرجل، وقامت بدوره؛ لترفع عن كاهله بعض التكاليف، وبالتالي، يجب أن يتعاون الطرفان في إدارة شؤون المنزل. ويستطرد: لا أرى عيبا في أن يقوم الرجل بغسل الصحون لزوجته، وأنا الآن خارج الكويت وأقيم بمفردي وأقوم بغسل الصحون والتنظيف وكل شيء، وفي بداية حياتي الزوجية كنت أقوم بجميع أعمال المنزل بالمشاركة مع زوجتي ولا عيب في ذلك ولا جرح لكرامة الرجل، والسعادة تأتي بالمشاركة بين طرفين.
علي ثويني: يضم صوته إلى صوت البدر، ويقول: أساعد زوجتي في الأعمال المنزلية، وخصوصا أثناء السفر خارج الكويت، ومع وجود مساعدات في المنزل، إلا أنني أشارك في رعاية الأبناء، وكنت أتبادل معها السهر على رعاية ابننا الصغير، وأقوم بجميع أعمال التصليح في المنزل، وأذهب معها إلى الطبيب وأنا مقتنع بأن رعاية زوجتي ومساعدتها أمر واجب، خصوصا في وجود أطفال صغار يحتاجون لرعاية الأم والأب معا.
الرضا وتحقيق التوازن
أخصائية علم النفس د.فضيلة الفضلي، تؤكد أن ما يحدث داخل مجتمعاتنا العربية أمر مرفوض، دينيا وإنسانيا، فالزوجة تتحمل الكثير من الأعباء المنزلية وتربية الأبناء بمفردها، وتلعب كل الأدوار كامرأة عاملة وزوجة وأم وأيضا معلمة للأولاد، وهنا في الكويت يظهر هذا العبء واضحا، حيث تتحمل المرأة رعاية الأبناء، ومتابعة تحصيلهم الدراسي، وهي المسؤولة عن النجاح أو الرسوب أو الفشل، فالرجل يترك مسؤولية البيت والأبناء تماما للمرأة، وفي الوقت نفسه يطلب منها أن تكون متفرغة لهم. وكي تتمكن الزوجة والأم من إعطاء الزوج حقه، عليه أن يعطيها حقها في الرعاية ويقدم يد العون لها، وما العيب في المساعدة، سواء في الأعمال المنزلية أو تدريس الأبناء؟ كما أن وجود العاملات في المنزل يخفف عبء الأعمال المنزلية، ويجب أن يتركز الاهتمام بالأبناء وبالتعاون بين الطرفين. وتتابع: لا أدري لماذا يشعر الرجل بإنقاص حق رجولته إذا ساعد الزوجة في المنزل؟
المشاركة الوجدانية
وتستكمل د.الفضلي، موضحة أن التعاون بين الزوجين في الأعمال المنزلية يعمل علي تقوية الروابط الزوجية والمشاركة الوجدانية، وأنه من واجب الزوج مساعدة الزوجة داخل المنزل، وخصوصا في متابعة ومراجعة الأبناء لدروسهم؛ لأنها من أصعب المهام التي تقوم بها الزوجة، خصوصا إذا كان لديها أكثر من صغير في المدرسة. والرجولة تحتم على الزوج القيام بهذه الأعمال من دون إجبار؛ وحتى لا تضطر الزوجة إلى التقصير أو الإهمال في حقوقه الزوجية؛ نتيجة الإرهاق طوال اليوم مع الأبناء، بالإضافة إلى الإرهاق في العمل؛ وتلك المساعدة من قبل الزوج تحقق التوازن الانفعالي للزوجة، وكلما زادت سعادة الزوجة، زاد الاستقرار الانفعالي لديها، ولا تكون حادة الطباع داخل المنزل، كما يجب على الزوجة عندما يمد لها زوجها يد المساعدة أن تثني عليه وتشجعه باستمرار، وتوضح له مدى امتنانها من مجهوده وإنجازاته، والذي يكلل بنجاح الصغار وتفوقهم الدراسي، وتميزهم عن بقية زملائهم في الصف. كما يجب أن تتغاضى الزوجة عن الأخطاء التي قد يقع فيها الزوج؛ بسبب عدم تأقلمه مع مسؤولية البيت، حتى تجنب نفسها وتجنبه توتر الأعصاب داخل المنزل.
التعلیقات