هل فعلاً للحب مدة صلاحية؟!
مجلة زفافي
منذ 12 سنةهل من الممكن أن يختفي الحب؟ هل من الممكن أن تكون العلاقات التي تربطنا بالاّخرين وتدفعنا إليهم, مجرد عملياتٍ بيولوجيةٍ ليس أكثر؟هذه الأسئلة وغيرها من أكثر المواضيع التي تلفت الانتباه البشري نحوها, لأنها تخاطب الجزء الأكثر فعاليةً في شخصياتنا, ألا وهو الجزء العاطفي
المسؤول عن استقرارنا النفسي, وبالفعل هذه ما حاولت الدراسة التالية أن توضحه.حيث أكدت دراسةً علميةً حديثةً أن الشعور بالحب لا يدوم أكثر من ثلاث سنواتٍ، وأن تسارع دقات القلب والإحساس بالتحليق عالياً في السماء، وما يصاحبه من سعادةٍ لا توصف ليست سوى أعراضاً جسديةً ونفسيةً طبيعيةً ناتجةً من زيادةٍ في إفراز بعض هرمونات المخ، والتي تخف مع الزمن لتصاب العلاقة بالفتور، وتبدأ مواويل الملل واكتشاف العيوب والندم أيضاً.
وتقول الدكتورة "لوسي فانسون"، المتخصصة في طب الأعصاب والبيولوجيا والباحثة بالمركز الفرنسي للبحث العلمي في كتابها (كيف يحدث الحب؟): إن الحب ليس سوى نتيجةً لإفراز كوكتيل من الهرمونات العصبية التي تجعلنا نشعر بتلك الخفة والسعادة، وهي هرمونات (الفيرومون، والدوبامين، والاندروفين، والأوسيتوسين)، والتي تجتمع كلها لهدفٍ بيولوجيٍ يدخل في إطار السعي إلى البقاء, وتعتقد الدكتورة لوسي أن المخ هو المتحكم الرئيسي في الحب، لكن مفعول هذا الكوكتيل السحري لا يستمر فترةً طويلةً، بل يعيش فترةً محددةً تختلف من شخصٍ إلى آخرٍ، لكنها لا تتعدى الثلاث السنوات في أحسن الحالات، حيث يخف إفراز هذه الهرمونات شيئاً فشيئاً.
وفي لقاءٍ أجرته معها مجلة (بسيكولوجي) الفرنسية، قالت الدكتورة لوسي:عندما تم سؤالها عن كيفية تفسير أن نختار شخصاً ما بعينه؟ إن الدراسات القائمة حول تفاعل المخ وآلياته تبين أن هناك العديد من العوامل الخارجية التي تؤدي إلى تفاعل المخ مع شخصٍ في حد ذاته كالرائحة مثلاً.
وأوضحت: أن الدراسات والتجارب التي أجريت في هذا المجال أظهرت أن كيمياء المخ التي تسيطر على مشاعر الحب لا تدوم أكثر من ثلاث سنوات، وكأنها بطاريةً فرغت من طاقتها تماماً، لكنها بينت: أنه يمكن تحفيز إفراز هرمون الأوسيتوسين الذي يزيد من مشاعر الحب، إذا عرف الزوجان كيف ينميان علاقتهما من خلال الكلام الجميل والحوار البناء والتعامل اللطيف والعودة بالذاكرة إلى أيام التوهج الأولى.
الحب هو المعنى الأجمل والأصعب في نفس الوقت, إذ يؤرقنا مجرد التفكير أنه من الممكن أن يقل او يتلاشى من حياتنا, لذلك لابد لنا أن نعزز هذا الشعور بالتعامل الطيب والإيجابي, وابتكار كل الطرق الممكنة لتنشيطه وإنعاشه, لتبقى حياتنا مستقرةً وهادئةً بعيدةً عن تلك الاضطرابات المرافقة لإختفاء الشعور بالحب.
التعلیقات