الشباب والمشكلة الجنسية
موقع الوارث
منذ 8 سنوات
اعتَبَر الإسلام مسألة الجنس والحقوق الجنسية من المسائل الأساسية في حياة الإنسان ،
ووضع القوانين والقِيَم اللازمة لإشباع الغريزة الجنسية وتنظيم نشاطها ، ولكي نقدم وضوحاً أوفر ، فلنقرأ بعضاً من أحكام الشريعة الإسلامية ، وقِيَمها ومبادئها ، التي تحدثت عن الجنس ، والحقوق الجنسية ، والمتعة ، والجمال .
مما يوفّر ثقافة جنسية طاهرة ، وخالية من عقدة الجنس ، والتي تتحكم في بعض المجتمعات والأعراف والتقاليد ، كما هي خالية من التلوث والانحدار ، والسقوط الجنسي .
ويتوفر ذلك بقراءة النصوص القرآنية ، والأحاديث والبيانات النبوية ، وما استنبطه الفقهاء من أحكام خاصة بتلك المسألة من الكتاب والسنَّة ، والتي احتلت مساحة واسعة من أبواب ومباحث الفقه الإسلامي .
وهذا الاهتمام الواسع بأحكام الجنس ، لَيَدُلُّ دلالة واضحة على أهمية الجنس في حياة الإنسان ، والى النظرة العلمية والموضوعية التي تعامل بها الإسلام مع المسألة الجنسية وحَلّ مشاكلها ، وتقديم التعريف الكافي بهذا الموضوع ، يحتاج إلى كتاب مستقل .
وفي بحثنا هذا سنقوم بعرض لقطات ومقتطفات ، من البيانات والأحكام ، والثقافة الجنسية في الإسلام : قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) الروم ۲۱ .
وقال تعالى : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) النساء ۲۴ .
وقال تعالى : ( وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم ) الشعراء ۱۶۶ .
وقال تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ ) البقرة ۲۲۲ .
وقال تعالى : ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ) النور ۳۲ .
وقال تعالى : ( فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ ) النساء ۲۵ .
وقال تعالى : ( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) البقرة ۲۲۳ .
وقال تعالى : ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ) الشورى ۵۰ .
وقال تعالى : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) النور ۳۳ .
وكما تحدَّث القرآن الكريم في العشرات من الآيات عن الجنس تحت عنوان الزواج والنكاح ، وعن المرأة ، وعلاقتها الحياتية بالرجل ، قامت السُّنَّة النبوية ببيان هذه المبادئ ، والعمل على تطبيقها ، قانوناً وعملاً بشرياً .
وحين نعرض تلك المبادئ يجب أن نفهم أنها ليست وصايا ونصائح ومواعظ ، بل هي قانون ونظام مجتمع تُبنَى عليه الحياة ، ويتبنَّاه المجتمع والدولة ، والمؤسسات الاجتماعية ، كما يتبنَّاه الأفراد ، ويسأل الجميع عنها مسؤولية قانونية ، كما يُسألون أمام الله سبحانه يوم الحساب .
ولمزيد من الوضوح نعرض مختارات من الأحاديث الشريفة : روي عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ) قوله : ( حُبِّبَ إليَّ من دنياكم ثلاث : الطِّيبُ ، والنِّساء ، وقُرَّة عَيني فِي الصَّلاة ) ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَنْ تَزَوَّج أحرَزَ نِصف دِينه ) .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَنْ أحبَّ أن يَلقى الله طَاهِراً مُطهَّراً فَلْيُلْقِهِ بِزوجة ) .
وروي أنَّ جماعة من صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حَرَّموا على أنفُسِهم النساء ، والإفطار بالنهار ، والنوم بِاللَّيل ، فأخبَرَتْ أم سلمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فخرج إلى أصحابه ، فقال : ( أتَرغَبونَ عنِ النساء ، إنِّي آتي النساء ، وآكل بالنهار ، وأنام بالليل ، فمن رغب عن سُنَّتي فليس مني ) .
وأنزل الله تعالى : ( لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) المائدة ۸۷ .
ومن استقراء ما سَبَق من نصوص نستطيع أن نلتقط العبارات الآتية ، المعبَّرة عن أهمية الجنس في حياة الإنسان فهي : ( لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) الروم ۲۱ .
( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ ) النساء ۲۴ .
( وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم ) الشعراء ۱۶۶ .
( فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) البقرة ۲۲۳ .
وكل تلك المبادئ تدعو لاحترام الجنس ، والإشباع الجنسي المشروع ، في حين تشتد الدعوة ، والحَثُّ على الابتعاد عن الزنا ، والانحراف والشذوذ الجنسي ، كما تشتد العقوبة على العلاقات الجنسية المحرَّمة ، كالزنا واللواط وغيرهما .
ويمكن من خلال استعراض الاحصاءات التي سجَّلتها معاهد الصحة والإجرام نعرف لماذا حرَّم الإسلام هذه الممارسات المنحرفة ، ولماذا شَدَّد العقوبة عليها .
فإذا عرفنا الكوارث والمآسي التي تجرُّها تلك الممارسات المحرَّمة والشاذَّة ، اتَّضح لنا عدالة وحكمة تلك التشريعات ، وأنها وُضِعت لحماية البشرية ، وليست للاستهانة بإنسانية الإنسان ، أو استنكار الحقوق الجنسية المشروعة للإانسان .
التعلیقات