عقوق الأبناء.. قولاً وفعلاً
موقع بلاغ
منذ 10 سنوات◄الابن العاق هو ذلك الابن الذي يواجه والديه دائماً بالإساءة والأذى، ويقابل سهرهما على
رعايته وتعبهما في تربيته بالجحود والنكران. والابن العاق عادة ما يقسو على والديه قولاً وفعلاً ولا يقدم المساعدة والمعونة إلى والديه إذا احتاجا إليه.
والأبناء العاقون صور غريبة وشاذة من البشر لأنّهم فقدوا الكثير من إنسانيتهم وسلكوا مسلكاً يخالف كل عرف وشرع وعقل. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ هل الجزاء الذي يحصل عليه الآباء من أبنائهم العاقين عن سهرهم وتعبهم وقلقهم وشقائهم في سبيل رعايتهم هؤلاء الأبناء، يقدمه هؤلاء الأبناء للآباء قسوة وظلماً واعتداء وإيذاء. حقاً انّه سلوك غريب ولكنه سلوك صادر عن إنسان مضطرب مريض فقد حسه ووعيه وعميت بصيرته.
من أدب معاملة الأبناء للآباء:
فيما يلي بعض صور رائعة من القرآن الكريم توجه الفرد إلى أسلوب رعاية ومعاملة والديه، وكلّها آيات توصي بالوالدين خيراً حتى مجرد الكلمة الجارحة نهى القرآن الكريم عن توجيهها إلى الوالدين في هذه الآيات اللغوية البليغة الرائعة: (فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء/ 23-24).
وفي القرآن الكثير من الآيات البينات التي تحث الأبناء على حسن معاملة الآباء ورعايتهم ومصاحبتهم بالحسنى، وتقديم العون والمساعدة لهم، خاصة عندما يهنون ويبلغ بهم العمر أرذله، ومن هذه الآيات البينات: (وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا) (الأحقاف/ 15)، (وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ) (لقمان/ 14)، (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) (مريم/ 14)، (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (الأنعام/ 151).
وفي الآية الأخيرة جاء الإحسان للوالدين بعد الإيمان بالله مباشرة تكريماً للوالدين وتعظيماً لشأنهما. عظة وعبرة من قصص الأنبياء أيضاً.
وفي قصص الأنبياء صور رائعة لعلاقة الرحمة والطاعة التي تسود العلاقة بين الأبناء والآباء.
ومن هذا القصص قصة سيدنا إبراهيم (ع) حين رأى في المنام أنّه يذبح ابنه وخضع الابن العظيم البار لأمر أبيه واستسلم لإرادة الله، والآيات البينات ترسم صورة إنسانية رائعة لهذه العلاقة بين الأب وابنه: (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (الصافات/ 99-107).
عقوق الأبناء في القرآن الكريم:
وقد ذُكِرَ في القرآن الكريم أيضاً بعض صور عقوق الأبناء ومنها ما ذكر في عصيان ابن نوح (ع) لأمر أبيه ورفضه مصاحبة أبيه والذين آمنوا معه في رحلة النجاة في الطوفان (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ * وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) (هود/ 41-43).
عقوق من جانب ابن نوح ورحمة من جانب نوح (ع). فهذا سلوك الآباء نحو الأبناء دائماً (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ) (هود/ 45)، ويكون الرد من جانب المولى سبحانه وتعالى: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (هود/ 46).
بعض صور وأشكال عقوق الأبناء صور وأشكال عقوق الأبناء وسلوكهم الشاذ مع الآباء كثيرة متعددة نذكر منها ما يأتي:
1- الاعتداء البدني على الآباء من جانب الأبناء كأن يضرب الابن أباه. وقد يصل هذا الاعتداء لدرجة أن يقتل الابن أباه. وهذه صورة غير شائعة ولكنها موجودة، وهي تمثل صورة متطرفة وبشعة من عقوق الأبناء.
2- اعتداء الأبناء على الآباء بالقول وتوجيه الشتائم والسباب إليهم دون أدنى مراعاة لأدب العلاقة بينهم وبين آبائهم.
3- تحميل الأبناء لآبائهم فوق ما يطيقون في مختلف نواحي الحياة ومن أمثلة ذلك الابن الذي يصرّ على الحصول من أبيه على المال باستمرار بالرغم من علمه بعجز أبيه عن إجابة مطالبه. وفي سبيل الحصول على هذا المال يلجأ الابن إلى وسائل التهديد والوعيد وكافة الأساليب غير المشروعة وغير الأخلاقية.
4- عدم رعاية الابن لأبويه الكبيرين اللذين يحتاجان لرعايته وعنايته وعدم مساعدته لهما مادياً بالرغم من يسره وتحصله على دخل كبير، فتراه يعيش عيشة سهلة هانئة، في حين يعيش والداه حياة يسودها الفقر والعوز والحاجة.
5- تبرأ الابن من والديه وهجره لهما. فتراه يسكن بعيداً عنهم ويرفض زيارتهما له أو يمتنع هو زيارتهما.. كما انّه يغفل ذكر سيرتهما في أي حديث مع الغير. وقد يدعي أنّهما غير موجودين أو متوفون. وقد يحدث هذا عندما يرتفع الابن اجتماعياً فجأة ويجد نفسه في طبقة اجتماعية ممتازة غير طبقة الوالدين. وهذا شكل من أشكال الجحود ونكران الجميل والفضل.
6- عدم طاعة الوالدين في أيِّ أمر من الأمور ووقوف الابن دائماً موقف المعارضة في وجه أيّ رأي أو نصح أو توجيه يصدر إليه عن طريق الوالدين.
دوافع وأسباب عقوق الأبناء:
قد يسأل سائل: ما هي دوافع وأسباب عقوق الأبناء؟ وما الذي يضطر الأبناء إلى هذا السلوك الشاذ في مواجهة أبوين سهراً وتعباً ووهناً في سبيل رعايتهم وتربيتهم؟ وما الذي يدفع الأبناء لأن يسلكوا ويتصرفوا على هذا النحو الشاذ مخالفين كلّ عُرف وكل تقليد وكلّ منطق؟
وللإجابة على الأسئلة السابقة نذكر هذه الدوافع والأسباب المحتملة لعقوق الأبناء:
1- أسلوب التربية الذي عاش في ظله الابن العاق.
فاسلوب التربية الذي اتبع قد يكون سبباً أساسياً لما وصل إليه هذا الابن من سلوك شاذ ومن عقوق. والآباء يريدون دائماً أن يروا أبناءهم (أحسن الناس) ولكنهم قد يضلون السعي وقد يسيئون إلى الأبناء وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. فمثلاً قد يكون من أسباب العقوق المعاملة اللينة غير الحازمة وإجابة جميع مطالبهم في طفولتهم دون تردد، وإحاطة الابن في طفولته باهتمام زائد. وهذا يجعل الابن يشعر في بعض الأحيان انّه يسيطر على والديه ويتحكم فيهما يوجههما، ويجد هذا الابن انّ عليه أن يأمر وعلى الوالدين السمع والطاعة، وانّ عليه أن يطلب وعلى الإجابة. في مثل هذه الأحوال تنقلب الأوضاع، ويثور الابن ثورة عنيفة إذا لم يجب الوالدان له مطلباً مهماً كان هذا المطلب غير معقول وفوق طاقة الوالدين وامكانياتهما.
وبعض الآباء يسلكون داخل الأسرة سلوكاً لا يجلب احترام الأبناء لهم، وبعض الآباء يتساهلون في علاقتهم بالأبناء فيغفرون للأبناء كل أخطائهم وكل سوء سلوك يصدر من جانب هؤلاء الأبناء ويكون موجهاً نحو آبائهم دون أن يكلفوا أنفسهم عبء محاسبة الأبناء وتوجيههم. وتكون نتيجة سوء التوجيه وسوء التربية هذه أن يرتد مزيد من سوء السلوك والتطرف من جانب الأبناء نحو الآباء.
واحترام الوالدين لنفسهما واحترام كل منهما للآخر داخل الأسرة هما الدعامة الأساسية التي يقوم عليها احترام هؤلاء الأبناء لهم. ونود أن نشير هنا انّ الآباء الذين يحسنون تربية أبنائهم لأبائهم فيشب هؤلاء الأبناء على السلوك القويم والخلق الطيب والاستقامة وحسن التعامل مع الغير. ويمكن أن يظهر العقوق بين صفوف أبنائهم، بل يكون مثل هؤلاء الأبناء أكثر براً ورحمة بآبائهم وأكثر عطفاً عليهم.
2- السلوك وسوء التصرف من جانب الآباء.
لكي يحترم ويطيع الأبناء الآباء لابدّ أن يكون الآباء قدوة حسنة يحاول الأبناء الاقتداء بها وتقليدها. ولكن يحدث أن يساء سلوك الآباء ويصدر عنهم من السلوك والتصرفات ما يشين ويشوه صورة هؤلاء الآباء في نظر الأبناء. فإذا أضفنا إلى ذلك سوء تربية مثل هؤلاء الآباء لأبنائهم لأستطعنا أن نتصور عقوق هؤلاء الأبناء وصدور بعض التصرفات والأفعال السيئة عنهم موجهة نحو آبائهم وقد يزيد من عقوق هؤلاء الأبناء الاضطرابات النفسية التي تسود بعضهم.
3- التخلف العقلي لبعض الأبناء.
التخلف العقلي وانخفاض مستوى الذكاء للأبناء يعتبر من الأسباب الرئيسية لعقوق بعضهم وسلوكهم الشاذ مع آبائهم. فالابن المتخلف عقلياً لا يدرك أبعاد أو نتائج أفعاله وتصرفاته، لذلك فقد يعتدي على والديه اعتداءات صارخة دون أدنى تقدير للمسؤولية أو دون إحساس بالذنب أو الألم النفسي.
4- الاضطراب النفسي والعقلي.
يمكن القول بقدر كبير من الثقة انّ عقوق الأبناء ينحصر عادة في أبناء يسودهم قدر من الاضطراب النفسي يجعلهم قلقين ومتوترين ومتخوفين ومتشككين، ويجعلهم لا يحسنون تقدير الظروف والأحوال التي تصادفهم في حياتهم. وهذا الاضطراب النفسي له مسببات كثيرة ولكنه يعتبر مظهراً من مظاهر سوء التوافق والتكيف.
والاضطرابات العقلية مسؤولة أيضاً عن بعض صور العقوق الصارخة. فمثلاً الكثير من الأبناء الذين يعتقدون بالضرب على آبائهم ويلجأون في بعض الأحوال إلى قتلهم عادة ما يكونون مضطربين عقلياً. فقد يتصرفون هذه التصرفات دون وعي أو إدراك مدفوعين بأوهام أو تخيلات أو وساوس خبيثة متسلطة.
5- البعد النفسي والفكري بين الآباء والأبناء.
وهذا البعد الفكري والنفسي بين الآباء والأبناء قد يعتبر سبباً لبعض عقوق الأبناء. فمثلاً بعض الأبناء يحسون بمرارة تجاه آبائهم لأنّهم لم يحاولوا أن يشبعوا حاجاتهم النفسية عندما كانوا أطفالاً وصغاراً فلم يشعرهم هؤلاء الآباء بالحبّ أو بالطمأنينة والأمن. وقد رأى مؤلف هذا المقال بعض الأبناء العاقين الذين يحيطهم آباؤهم بقدر كبير من الرعاية المادية، ومع ذلك فهؤلاء الأبناء يحقدون على آبائهم ولديهم كراهية داخلية دفينة نحو هؤلاء الآباء، لأنّهم كالآباء الذين اشبعوا حاجات أبنائهم المادية ولكنهم لم يشبعوا حاجات هؤلاء الأبناء إلى الحبّ والحنان.
وكثيراً ما يكون البعد الفكري بين الآباء والأبناء سبباً في عقوق بعض الأبناء وإقامة عوائق تحول دون إقامة تفاهم فعّال مثمر بينهما. وكثيراً ما يحدث هذا عندما يكون الآباء جامدين غير متطورين، وعندما يكون الآباء جامدين غير متطورين، وعنما يكون هناك فارق سن كبير بين الآباء والأبناء. والواقع أنّ بعض الآباء يجمدون فلا يسايرون الظروف أو العصر الذي يعيش فيه الأبناء ويكون من نتيجة ذلك أن تجد بعض هؤلاء الأبناء يرفضون آراء ونصح وإرشاد آبائهم. وينتقل هذا الرفض من جانب الأبناء إلى عدم تقبل أي سلوك يصدر من الآباء. وقد يغالي الأبناء في هذا الرفض حتى يظهر ذلك في شكل عقوق وتصرفات تؤلم الآباء وتسبب لهم الضيق والحزن. ويزيد انتشار مثل هذه الحالات عندما يرتفع مستوى الأبناء الفكري والتعليمي والثقافي كثيراً عن مستوى الآباء. وهذا الفرق في المستوى لا يعني بالضرورة وقوف الأبناء في وجه الآباء والثورة عليهم وعلى أفكارهم، ولكن يسهم في ذلك سوء تربية الأبناء وعدم تأديبهم وعدم توجيههم وإعطائهم من الاهتمام والرعاية ما لا يستحقون. ومن أمثلة السلوك الشاذ لبعض الأبناء نحو الآباء في هذا المجال: موظف صغير رقيق الحال يعاني كثيراً في تربية أبنائه حتى تخرج أحدهم من إحدى كليات الهندسة وحقق نجاحاً كبيراً في حياته العلمية. وقد جاء هذا الأب يشكو من انّ ابنه أصبح لا يتقبل منه أي رأي، وينقد كلّ شيء يصدر عنه، حتى الكلمات التي ينطق بها الأب وملبسه وسلوكه المعتاد، كلّها أصبحت مجالاً لهجوم الابن. وكان يعم الأب حزن عميق ويقول: (أبعد هذا الجهد والعناء يكون الجزاء من جانب ابني رفضاً وجحوداً ونقداً لكل ما يصدر عني؟).
كيف نقضي على ظاهرة عقوق بعض الأبناء:
الواقع انّ عقوق الأبناء يمثل ظاهرة شاذة تقف ضد كلّ منطق وعرف وتقاليد ودين. وهذا السلوك لا يصدر إلا عن أبناء ساءت تربيتهم واضطربت البيئة المحيطة بهم، وزاد القلق والإحباط في حياتهم. وعقوق الأبناء يسهم في حدوثه سلوك الآباء غير السوي في الأسرة كما يسهم فيه العلاقات غير السليمة التي تقوم بين الآباء والأبناء. وإذا استثنينا العقوق الذي يصدر عن بعض الأبناء الأغبياء والمتخلفين عقلياً أو المضطربين عقلياً، فإنّ مسؤولية عقوق الأبناء تقع على الأسرة وعلى رأس هذه الأسرة الوالدان فإذا حسن سلوك هؤلاء الآباء واستخدموا مع الأبناء الأساليب التربوية والنفسية السليمة، واشبعوا الحاجات المادية والنفسية لأبنائهم، وإذا جعلوا من أنفسهم نماذج سلوكية صالحة في الأسرة يقتدي بها الأبناء، لكانت النتيجة أبناء صالحين بررة يحسنون صحبة ورعاية آبائهم، يلتزمون بأمر الله سبحانه وتعالى عند تعاملهم مع آبائهم: (فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء/ 23-24).
التعلیقات
٢