المرأة وتقديرها واعزازها في المجتمع الاسلامي.
موقع العتبة الحسينيه المقدسة
منذ 10 سنوات﴿
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾(1).
مع بدأ الدعوة الإسلامية ومع نزول الوحي على النبي صلى الله عليه واله وسلم كانت المرأة المسلمة شريكة الرجل المسلم وشقه الآخر في الإيمان بالرسالة، والدعوة إليها، وتحمل المشاق في سبيلها، والجهاد الدائب لنصرتها والدفاع عنها، وبرزت في السيرة أسماء مشرقة لها الدور الكثير من النساء المؤمنات المجاهدات الصابرات اللائي كان لهن أثر كبير في مسيرة الدعوة وجهادها، نذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر: أمهات المؤمنين، زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ومنهن خاصة السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وأم المؤمنين أم سلمه، وزينب بن الامام علي (عليه السلام)وبعض الصحابيات الأخريات مثل أم شريك ونسيبة بنت كعب المازنية وصفية بنت عبد المطلب وأم سليم، وغيرهن كثير رضي الله عنهن جميعاً(2).
ان المرأة من حيث كونها إنساناً مساوية للرجل، وهي مخاطبة مثله بتكاليف الشريعة السماوية ، فهي مسئولة مسؤولية كاملة، لا يحمل عنها في الدنيا والآخرة تبعات أعمالها غيرها فالمعروف أنَّ خطاب التكليف الإسلامي بأبعاده المتعددة إنما جاء عاماً للرجل والمرأة على سواء، عقيدة وعبادة ومعاملة، وأمراً ونهياً، وموالاة وحقوقاً وواجبات، وجعل الله ميزان الكرامة والفوز: التقوى والعمل الصالح وليس الذكورة والأنوثة.
إن عظمة مقام المرأة بينها الإسلام في تشريعاته فنجد في القران الكريم { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا }(3). وفى سوره اخرى{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }(4).
وفي سورة غافر:{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (*) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }.
اضف الى ذلك ان الطعام والكسوة والسكن ونفقات العلاج وغيرها للزوجه قد اوجبها الاسلام على الزوج دون الزوجة. فالاسلام لايوجب على المراة الطبخ اوالتنظيف داخل بيتها مثلا. نعم يستحب لها فعل ذلك ولايجب بل لايجوز للرجل شرعا اكراه امراته على ذلك (كما يفعل بعض المسلمين). اي أن المراة مؤمًنة اجتماعيا واقتصاديا ومحفوظة الكرامة داخل وخارج اسرتها بحيث لاتحتاج الى العمل مادامت متزوجة. فينما توجب القوانين الغربية والوضعية (باغلبها) العمل على المراة كي تعيش.
يقول النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله): (إنما النساء شقائق الرجال) وفسر العلماء كلمة (شقائق) بالامثال... فالنساء فى التكاليف وفى الحساب والعقاب والثواب سواء مع الرجال. بل ان النبي (صلى الله عليه وآله) يشير بوضوح انه لو كان له امر التفضيل لفضل النساء: (ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء).
ويذكر القران بالتعظيم والتوقير نماذجا لنساء ارتقين بطاعتهن لله فيقول عز وجل فى سورة التحريم: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ).
لقد اعطى الاسلام للمرأة الحرية المالية الكاملة وجعلها مستقلة بمالها عن زوجها فان شاءت اعطته وان شاءت منعته، قال عز وجل: (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا).
وهذا يدل علي علو ومكانة المرأة في الاسلام. يقول القران الكريم فى سورة لقمان: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) وبهذا الوهن والضعف وآلام الحمل قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) حسن صحبتها على حسن صحبة الوالد.
فعن النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) في حديث آخر: { جاء رجل فقال: يا رسول الله من أحقُّ الناس بحسن صحابتي ؟؟ قال: أُمُّك قال: ثم مَنْ قال: أمك قال: ثم مَنْ ؟؟ قال أُمُّك قال ثم مَنْ قال: أبوك }.
و يقول (صلى الله عليه وآله): (أى رجل لطم امرأته لطمة أمر الله عز وجل خازن النيران فيلطمه على حر وجهه سبعين لطمة من نار جهنم) بل وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اعطى المراة خصوصية كبيرة: فنهى عن تتبع عثرات النساء.... فليس للرجل ان يصير رقيبا على زوجته يتسقط لها الاخطاء ويعاتبها ويشتد فى عتابها ولومها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- سورة التوبة آية72.
(2)- احد المواقع الاسلامية.
(3)- فى سورة النساء: الآية: 124.
(4)- سورة النحل: الآية: 97.
التعلیقات