أيتها الأم.. الجنين وديعة الله لديك
موقع المستشار
منذ 10 سنواتتهمل الكثير من النسوة الحوامل - سهوا او عمدا صحتهن من دون الالتفات الى المخاطر
التي تحيط بالطفل، اثناء وجوده جنينا في الرحم او تؤثر فيه بعدما يصبح طفلا ويخرج الى عالم الدنيا. والجنين وديعة الله لدى الام، ينبغي أن ترعاه وتحميه من خلال رعاية نفسها والاهتمام بغذائها وصحتها خصوصا اذا كانت مريضة أثناء فترة الحمل او بعدها، والاستشارة الدورية للاطباء.
إن بعض العوامل او الامراض تؤدي الى موت الجنين او تشوهه. وعلى الرغم من ان بعض هذه العوامل تكون خارجة عن ارادة المرأة، كالعوامل البيئية والوراثية لكن المرأة مسؤولة عن الامور التي من شأنها أن يأتي الطفل سليما معافى في المراحل الاربع المهمة من حياة الطفل وهي:
1 - مرحلة الحمل وهو جنين.
2 - مرحلة الوضع او الولادة.
3 - مرحلة الرضاعة.
4 - مرحلة الفطام.
وذلك باتباع الانظمة الخاصة والرعاية الدائمة.
سلامة الجنين من سلامة الام
اهتم الاسلام بالام الحامل، بالرغم من عنايته الشديدة بالتأثير المشترك لاصلاب الاباء وارحام الآمهات. ووجه جل اهتمامه الى رحم الآم، فقال الرسول الكريم (ص): السعيد سعيد في بطن امه، والشقي شقي في بطن أمه. فدور الام في بناء الطفل يفوق دور الاب بكثير، فالام تتحمل في فترة الحمل مسؤولية كبيرة، وبالذات فيما يتعلق باسلوب تغذية الام ونوع الغذاء المعطى لها.ولاريب ان دور الأباء في البناء الطبيعي للطفل ينتهي بعد التلقيح لكن دور وتأثير الام يستمر طيلة أيام الحمل، فالجنين يتغذى من الآم، ويأخذ منها جميع مايحتاجه في بناء خلاياه وانسجته، ولهذا فان لسلامة الآم ومرضها، أثرا مباشرا وفاعلا في الجنين، والاطباء المعاصرون يؤكدون هذه الحقيقة، بقولهم: تلعب الآم دوراً أهم من دور الآب في تكوين الجنين. ان دور الرجل في التناسل قصير الآمد، أما دور المرأة فيطول الى تسعة أشهر، وفي خلال هذه الفترة، يتغذى الجنين بمواد كيميائية تترشح من دم الآم من خلال الاغشية. ويمكن القول: ان الطفل اشبه مايكون بعضو من اعضاء الآم تماما، عندما يكون جنينا في بطنها، وجميع العوامل والمؤثرات التي تؤثر في جسد الآم، تؤثر في الطفل ايضا. وعليه فاذا اقدمت الام في ايام الحمل على تناول غذاء او مشروبات غير صحية، فان الجنين سيتأثر وينشأ ناقصا ومشوها، كما ان أحد اسباب سلامة الطفل وقوة بنيته في ايام الحمل، يتعلق بسلامة الام والغذاء الذي تتناوله وهي حامل.
دور الآم أقوى تأثيراً
المرأة حامل.. يعني انها لم تعد فردا وانما هي اثنان ومن الضروري ان تكتسب المرأة الحبلى، دعما غذائيا جيدا عبر تناول وجبتين اضافيتين من الطعام، على أن تكونا جيدتين نوعيا وليس كميا، اذ ان غذاء منوعا ومتوازنا سيساعد الام لان تحافظ على قوام جيد فلايزيد وزنها كثيرا وغالبا ما يصاب بعض الاطفال في الايام الاولى من اعمارهم بقروح تسمى (أكزيما الاطفال)، تنتج من سوء تغذية الامهات أثناء الحمل. اما الآم التي تتناول فيتامينات متنوعة أيام حملها، فان طفلها يأخذ بالتكلم مبكرا ويزداد حيوية ونشاطا. ان الحاجة الى المواد الحرارية بالنسبة للحامل، ضرورة ملحة خاصة في أواخر فترة الحمل، كما ان استهلاك الام للخضروات والفواكه، أمر مهم لغناها بالفيتامينات والاملاح المعدنية والآلياف. ولطالما تشعر المرأة الحامل بجوع شديد ورغبة ملحة في الاكل، حتى لايتسبب هذا الامر بزيادة وزنها بنسبة كبيرة، تتناول المرأة وجبات خفيفة وغنية من الطعام. فالحاجة الى الحديد هي الاكثر أهمية خلال فترة الحمل، لان الطفل يحتاج الى كمية كبيرة منه لكي يتكون دمه، لان الحديد هو أهم عنصر مكون للكريات الحمراء. وفي المرحلة النهائية من فترة الحمل، يبدأ الجنين بصنع مخزون احتياطي من الدم بهدف تغطية حاجاته خلال الاشهر الثلاثة الاولى من حياته بعد الولادة، وقد يعرض هذا الامر الام للمعاناة من نقص غذائي خلال وبعد فترة الحمل، ولتلافي هذا الوضع المختل، على المرأة الحامل تناول الاطعمة الغنية بالحديد مثل اللحم والبيض والكبد، وهذه المواد الغذائية تعطي حديدا مركزا، يندمج بالجسم بشكل افضل. فالكالسيوم يلعب هو ايضا دورا اساسيا في نمو الجنين والمواد الغذائية الاكثر غنى بالكالسيوم هي الحليب ومشتقاته وكذلك الخضروات بأنواعها.
الوالدان ومسؤولية صيانة الجنين
ان مادة الكافيين الموجودة بالقهوة والشاي، تجتاز الحاجز المشيمي لتصل الى الجنين، فاذا كانت المرأة الحامل تكثر من شرب القهوة أن تمتنع عن ذلك اثناء فتره الحمل. أما بالنسبة للشاي فان مقدار احتوائه للكافيين اقل وعلى المرأة أن تقلل من احتسائه قدر المستطاع حتى لايتضرر الجنين من هذه المادة المؤذية. ان الام مسؤولة الى جانب الآب عن صيانة الجنين من العوارض الطارئة التي تصيبه ويسبب امراض مزمنة لدى المرأة الحامل أو بفعل مرض مفاجئ يصيبها بالذات ويتحمل نتائجه الجنين مباشرة او بعد ما يصبح طفلا وعلى المرأة أن تلتفت الى هذه الامور بدقة فائقة حتى لاتتسبب في هلاك جنينها او اصابته بعاهات مستديمة. والمفروض من المرأة المقدمة على الزواج اخبار خطيبها وذويه بأي مرض تعاني منه قبل اتمام عملية الزواج حتى يكونوا على علم بالنتائج المترتبة على هذه الحالة وتوقع كل المستجدات الطارئة، ومنها التأكد من سلامة الطفل المقبل والا فالمسؤولية تقع على الفتاة وذويها قبل الزوج الذي قد تخفى عليه القضية برمتها.وهناك قصة تداولتها الصحافة مؤخرا تحكي مشكلة رجل تزوج من فتاة، وبعد دخوله بها فوجئ بانها مصابة بمرض الصرع، واتضح للز وج المذكور ان أهل زوجته اخفوا عنه هذه الحقيقة، وبعد حملها منه أجهضت، وقرر الاطباء انها ستتعرض لذلك دائما، وانها لو فرض وحملت مستقبلا فستضع جنينا مشوها. ان مثل هذه الفتاة يجب ان تتعرض الى تعقيم دائم حتى تزول كل احتمالات الحمل في المستقبل، وهذه الحقيقة ينبغي أن يطلع عليها الزوج قبل غيره ليتخذ الموقف المناسب وهل يتم عملية الزواج أم ينهيها؟.. والا فان الطفل سيدفع الثمن الباهظ لا سواه اذا أصر الرجل على تكوين اطفال ثمرة لزواجه بتلك الفتاة المريضة. فروماتيزم القلب، مشكلة تواجه الكثير من الشابات المقدمات على الزواج ويكون تأثيرها المباشر على الحمل والانجاب. وتشعر المريضة بضيق في التنفس، دوار، صداع، تعب حتى عند بذل أي مجهود، كما ويلاحظ في بعض الاحيان ازرقاق الشفاه، وتزداد هذه الاعراض حدة لدى الحمل عند النساء وكلما تقدمت المرأة بحملها كلما ازدادت تلك الاعراض حدة لدى الحمل عند النساء وكلما تقدمت المرأة بحملها كلما ازدادت تلك الاعراض ظهورا. ولكي تطمئن الحامل يجب عليها استشارة الطبيب لدى بروز الاعراض فيها، فاذا كانت كفاءة القلب جيدة قبل الحمل وكانت قدرته من الدرجة الاولى، أمكن الحمل بأمان. وقد تتعرض الحامل لهبوط القلب الحاد ووفاة الجنين اذا ما عانت الحامل من الارهاق.ولذا تنصح الحامل التي تعاني من مرض الروماتيزم بمايأتي:
- عدم التعرض للارهاق البدني والعصبي والنفسي.
- عدم الاكثار من تناول الاملاح.
- التنبه لآية زيادة في وزن الجسم تأتي بشكل مفاجئ.
- عدم انجاب الكثير من الاطفال.
وكثيرا ما تصاب الام بالجزع، عندما يخبرها الطبيب بأن وليدها او طفلها مصاب باليرقان الذي يعتبر في بعض الحالات خطيـرا جدا اذا اهمل حيث انه اذا لم يؤدِ بحياة الجنين، قد يسبب له مضاعفات خطيرة هو في غنى عنها وبخاصة عند الاصابة في الايام الاولى للولادة. ومن اسباب اصابة الجنين باليرقان، كثرة تكسر الكريات الدموية الحمراء وهذه ترجع الى عدم توافق دم الام والطفل أو نقص في بعض الهرمونات المهمة للطفل، وهناك يرقان يصيب ابن الام المريضة بالسكر. وحتى تتم معالجة حالة اليرقان عند المواليد الجدد، يجب معرفة سبب اليرقان المباشر وبهذا يجب أن يؤخذ عمر الطفل بعين الاعتبار بالاضافة الى توزيع الاصفرار في الجسم، وجود أم عدم وجود فقر الدم.فحصول اليرقان بعد الولادة بقليل مع ازدياد الاصفرار مما يؤثر على المخ، ونظرا لخطورة مثل تلك الاصابة، فيجب التعجيل بعمل فحوصات الدم اللازمة للطفل والآم لمعرفة فصيلة الدم لهما. عموما يجب الاهتمام بالعلاج الوقائي من خلال تجنب الام التعرض للآمراض خلال فترة الحمل كما يجب عمل تحليلات الدم للآبوين وخاصة الآم، ويعني ذلك استحسان علاج الام اثناء حمل الطفل، اذا كان هناك احتمال وجود اليرقان عند الجنين حين يكون العلاج أنجح.
المخاض ومصاعبه
ان كل امرأة حامل عليها أن تبذل اكثر ما في وسعها وبالتعاون مع الزوج والمقربين لتفادي أي ضرر محتمل يصيب الجنين فيؤدي بحياته او يأتي الى الدنيا ناقصا او مشوها وعندها سيكون التقصير من هؤلاء الذين اهملوا هذا المخلوق العزيز، وكان بامكانهم تلافي هذه النتيجة البائسة بالسعي الجاد والاستعدادات الاحترازية الضرورية ليأتي الطفل سالما معافى. عند نضوج الجنين داخل الرحم، وبعد تسعة اشهر وسبعة ايام على بدء عملية التلقيح، يبدأ المخاض ويتهيأ الرحم لعملية اخراج الجنين الى خارج جسم الآم. يبدأ الطلق على فترات متباعدة، ما تلبث أن تتلاحق، فتدفع الجنين الى أسفل، حيث يصل رأس الجنين الى الحوض ومن ثم تحصل الولادة. تعترض عملية الميلاد صعوبات كثيرة ومضاعفات كانت في الماضي تسبب نسبة مرتفعة من وفيات النساء الحوامل والامهات، ووفيات الاجنة والمواليد الجدد. اما اليوم وبفضل ما توصل اليه العلم من معرفة، وما يقدمه الطب من عناية بالآم والطفل، فقد تدنت نسبة الوفيات لدرجة كبيرة. ان فترة الحمل حساسة جدا بالنسبة للمرأة الى درجة انه حتى الاسبرين ضار بجنينها، خاصة اذا تناولته في الشهور الثلاثة الاولى من الحمل، حيث انه قد يتسبب في حدوث تشوهات في الجنين، وان لم يحدث ذلك، فربما أدى ذلك الى حدوث نزيف مفاجىء يضره. فلتحذر الامهات جيدا في فترات الحمل والوضع وليحمين الاجنة في ارحامهن من كل سوء، وبقدر الامكانات المتاحة حتى يرضين الله تعالى الذي أودعهن هذا المخلوق البريء.
التعلیقات